تعتبر نفايات البلاستيك من أخطر مصادر التلوث والأكثر فتكا بالمحيط والبيئة، ولذلك يتطلب الوضع الراهن تضافر كافة جهود المعنيين للحدّ من انتشار هذه الظاهرة، التي تشكل آثارا صحية سلبية تؤثر على الإنسان والبيئة، لأنها تحتوي على مواد سامة تنتشر من خلال الهواء والأغذية.
وفي هذا الصدد يقول الأستاذ بعلي من جمعية حماية المستهلك، فبالإضافة إلى أّن الاستعمال المتكرر للقارورات البلاستيكية يسبب انتشار الأورام السرطانية، نظرا لعدم وعي المواطنين بخطورة الموقف، فإن البيئة والحيوانات تتهدّدها هذه المواد البلاستيكية، حيث يتلوث الهواء، الماء والتربة ويصعب تحلّل البلاستيك ويبقى أزيد من مائة سنة حين يرمى في القمامة، كما تؤدي هذه المواد البلاستيكية إلى خلق انسداد في شبكة الصرف الصحي في المدن، وهو ما يساعد على حدوث فيضانات فيها في فصل الشتاء، كما تتسبّب عند إلقائها في البحر بقتل ملايين الكائنات البحرية سنويا.
مضيفا أنّ الجميع معني بضرورة الحدّ من هذه الظاهرة، وذلك بتوعية المواطنين وتحسيسهم بضرورة جمع قارورات البلاستيك وأغطيتها المرمية في الأحياء والساحات الخضراء وحتى الشواطئ، لأن لها آثارا سلبية على البيئة وصحة الإنسان، فضلا عن تشويه المنظر الجمالي مناطق الطبيعية الخلابة والمدن.
ومن جهتها، أكّدت سامية من نفس الجمعية، على ضرورة تحفيز وتشجيع أفراد المجتمع على العمل الجماعي والتطوعي، وحثّهم للمشاركة في العمل التطوعي الذي يخدم صحة السكان والبيئة المحيطة به، ويحفظ من الأضرار الناجمة عن القارورات البلاستكية والنفايات البلاستيكية بشكل عام، خاصة أنّ ظاهرة انتشار البلاستيك تعرف تزايدا كبيرا خلال فصل الصّيف، حيث يلجأ فيه الكثير إلى استخدام قارورات المياه البلاستيكية وشتى المشروبات الغازية والعصائر ورميها في على الأرض غير مبالين بأخطارها.
هذا ويرى المختصّون أنّ البلاستيك يعتبر من المواد الغير قابلة للتحلّل أو التفتّت، وهي تنقل بسرعة على مسافات كبيرة بواسطة الرياح والماء، ويزداد انتشار استخدام قارورات البلاستيكية المختلفة الأحجام ولا ترمى في حاويات النفايات، حيث ترمى في الشوارع والمناطق المفتوحة، وبما أنها خفيفة الوزن وكبيرة الحجم فهي تتسبّب في سد شبكات الصرف الصحي في المدن، وينجر عنها حدوث فيضانات، كما أنّها تشكل خطرا على الحيوانات حين تتفتت، وتتحول إلى قطع صغيرة تتناولها الكائنات البرية والطيور وتقضي عليها.