أكّد المدير العام لمؤسسة سوق الجملة للخضر والفواكه بالحطاطبة مسعود آيت يحيى لـ «الشعب»، أنّ العوامل الرئيسية التي تتدخل بشكل مباشر في تحديد أسعار مختلف السلع التي يتم تسويقها بسوق الجملة تكمن في العرض والطلب والأحوال الجوية، مفنّدا ما يروّج له حول الاحتكار والمضاربة.
أشار المدير العام للسوق بهذا الشأن إلى أنّ الأيام الأولى لشهر رمضان كانت ممطرة، الأمر الذي لم يسمح للفلاحين دخول بساتينهم لجني المحصول، ممّا أفرز ندرة في العديد من منتجات الخضر على وجه الخصوص، وأدى الى ارتفاع أسعارها.وقد شرعت الأسعار في التراجع بشكل لافت منذ توقف الأمطار عن السقوط وتحسّن الأحوال الجوية، بحيث أضحت عدة منتجات من الخضر تسوق بأسعار جدّ منخفضة يطيقها غالبية المجتمع، وأكّد مسعود آيت يحي على أنّ الأسعار ستواصل انهيارها وانخفاضها في حال استمرار حالة التحسّن التي يشهدها الطقس هذه الأيام.
على صعيد آخر، قال المدير العام للسوق بأنّ المعاملات التجارية داخل السوق مبنية على قانون العرض والطلب، وهو القانون الذي يساهم مساهمة فعالة في تحديد أسعار المنتجات، بحيث ترتفع الأسعار حين يزيد الطلب وتنخفض حين يقلّ عليها الطلب ويكون العرض أقوى من الطلب، وبفعل لهفة المستهلك وزيادته المفرطة في استهلاكه لمختلف أنواع الخضر عشية رمضان وخلال الأيام الأولى منه، فقد ساهم ذلك في زيادة الطلب ورفع الأسعار بشكل ملحوظ، الا أنّه عقب تراجع الطلب وفقا لسلوكيات المستهلك التي تعوّد عليها فقد انخفضت الأسعار بشكل أتوماتيكي، ومن ثمّ فإنّ قضية الأسعار لا ترتبط بالاحتكار أو المضاربة بقدر ما ترتبط بسلوكيات المستهلك غير المحسوبة، وكذا ندرة بعض المنتجات لأسباب لها علاقة بالأحوال الجوية ليس إلا.
وما يؤكّد هذه الحقائق حسب المدير العام لمؤسسة سوق الجملة للخضر والفواكه كون العديد من الزبائن غادروا السوق دون إقتناء حاجياتهم خلال فترة الأيام الأولى من شهر رمضان بالنظر الى محدودية السلع التي دخلت الى السوق، والتي قدّرها محدثنا بـ 20 بالمائة فقط مما كان يفترض بأن يسوق في نفس الفترة للأيام العادية، ومع استمرار تحسّن الأحوال الجوية يتوقع محدثنا بأن تنخفض الأسعار بنسبة 70 بالمائة مقارنة مع ما سبق، لاسيما وأنّنا نعيش فترة الجني في حدها الأقصى بمعظم المنتجات الفلاحية بما يفيد كون عامل الوفرة هو تحصيل حاصل و يبقى الاشكال قائما في نفسية المستهلك الي يجب عليه ترشيد استهلاكه لمختلف المنتجات لضمان ديمومة أسعار معقولة يطيقها عامة المستهلكين، كما يرتقب بأن تنخفض الأسعار مستقبلا بشكل ملحوظ بالنظر الى تزايد كميات المنتجات المرتقب جنيها خلال شهر جوان وبداية جويلية.
وعلى صعيد الأسعار المتداولة بالسوق، أشار المدير الى كون سعر الطماطم مثلا انخفض من 140 دج عشية رمضان الى 40 دينارا نهاية الأسبوع الفارط، كما انخفض سعر الفلفل الحلو الى 30 دج والجلبانة الى 60 دج وانخقض سعر الكوسة من 160 دج الى 30 دج، والأمر نفسه بالنسبة للبطاطا التي انخفض سعرها من 70 دج إلى 30 دج، بحيث تؤكّد هذه الأرقام مجتمعة انهيارا لافتا للأسعار بالشكل الذي يلبي حاجلة عامة المستهلكين، الذين يبقون مطالبين دوما بترشيد استهلاكهم.