رغم الحديث المتكرّر عن أهمية الإعلام الجواري في خدمة التنمية المحلية وربط الإدارة بالمواطن وحتمية ارتقاء المرفق العام لمستوى هذا التحدي الجديد في زمن تعدّد القنوات الإعلامية وضبابية ما ينشر من معلومات في مختلف هذه الفضاءات، إلا أن هذه الإستراتيجية لا تزال متعثرة بولاية بومرداس إذا نظرنا إلى عدد المراكز وخلايا الإعلام الناشطة فعليا وهي في اتصال دائم ومستمر مع وسائل الإعلام والمواطن التي تعدّ على أصابع اليد..
باستثناء خلية الاتصال والإعلام وموقع الواب للولاية وبعض الخلايا الأخرى القائمة بذاتها خاصة على مستوى المؤسسات ذات الطابع الاقتصادي والتجاري كمديرية توزيع الكهرباء والغاز، اتصالات الجزائر، الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إضافة إلى جامعة بومرداس وعدد من وكالات التشغيل المحلية التي هي في اتصال دائم تقريبا مع المراسلين وأحيانا بإلحاح على تغطية النشاطات وعرض الحصيلة السنوية لهذه المؤسسات، لا يمثل الجانب الإعلامي وحقّ المواطن في المعلومة أولوية بالنسبة لباقي المؤسسات والإدارات المحلية وبالأخص الدوائر والبلديات، حيث يبقى شعار الانفتاح على وسائل الإعلام ودعوتهم لحضور مداولات المجلس والعمل على تنوير الرأي العام بطبيعة المشاريع التنموية مجرد وعود انتخابية تنتهي مجرد انتهاء الحملة والتربع على الكرسي لتبدأ معها مرحلة الإقصاء ليس فقط لوسائل الإعلام بل حتى إلى الأعضاء المقربين على غرار ما تشهده عدد من البلديات..
إن رهان الانفتاح على المواطن وفعاليات المجتمع المدني وممثلي الأحياء والقرى جاء في إطار توسيع مفهوم الديمقراطية التشاركية وتفعيل دور الإعلام المحلي أو الجواري ليكون بمثابة جسر تواصل بين المواطن والإدارة وممارسة وظيفة الرقابة وأيضا توسيع عامل الشفافية في مجال التسيير وإدارة الشأن المحلي، لكن الوضعية الغالبة اليوم في جل البلديات هو استمرار حالة الانفراد بسلطة التسيير وعدم إعطاء أهمية للجانب الإعلامي في إنجاح مختلف البرامج التنمية والسياسات الاجتماعية التي تبنتها الدولة لفائدة المواطنين والفئات الهشة.
اللافت أيضا في واقع الإعلام الجواري أن العديد من البلديات قامت بفتح صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي كالفايسبوك، لكن أغلبها تفتقد للفعالية وتحيين المضامين الإعلامية والإعلانات الموجهة للمواطنين، والبعض الآخر من رؤساء البلديات بادروا إلى إنشاء صفحات خاصة اشهارية منها أكثر من مهنية تهتم بعرض الصور والمشاركات في الملتقيات على عرض حصيلة البلدية وبرنامج العمل المقترح وإبراز مدى تطبيق الوعود الانتخابية المقدمة للمواطنين والصعوبات التي تعترض طريقهم في تجسيد هذه المشاريع التنموية ودون التلميح أيضا لما ينشر على وسائل الإعلام المكتوبة محليا حتى وإن كانت تهم مباشرة مواطني هذه البلديات.