دقت مديرية الصحة والسكان لولاية تلمسان ناقوس الخطر من تنقل داء البوحمرون الذي اجتاح المناطق المجاورة ووصل حدود الولاية، من خلال تسجيل إصابات بكل من عين تموشنت وبلعباس. هذا وكشفت مصلحة الإعلام والاتصال عن تشكيل خلية على مستوى المديرية وخلايا أخرى استباقية على مستوى المؤسسات الاستشفائية لأخذ الاحتياطات في حال تسجيل أية إصابة، خاصة في ظل عزوف بعض الأولياء عن تلقيح أبنائهم، رغم الحملات الإشهارية والملصقات والمطويات التي وزعت عليهم وعلقت في الشوارع ومختلف المؤسسات العمومية، وكأن أطرافا كانت تقوم بحملة مضادة لخلق جو من التخويف والهلع من هذا التلقيح، ما أثار تخوف الأولياء من تداعيات هذه الحقن.
من جانب آخر باشرت مديرية الصحة بالتعاون مع مصالح الصحة المدرسية وكذا مديرية التربية، في حملة رقابة ومعاينة على مستوى المؤسسات التربوية، بغية معاينة الوضع الصحي للتلاميذ عن قرب، من خلال معاينات وحصص للكشف لتفادي تنقل أي عدوى، خاصة المؤسسات التربوية وهي مكان تجمع الأطفال وقد تكون منطقة لانتشار العدوى.
عن هذه العملية كشفت مديرية الصحة والسكان لولاية تلمسان، عن عدم تسجيل أي حالة لداء البوحمرون. في المقابل تم إحصاء عدة إصابات بأمراض خطرة وسط التلاميذ خلال مرحلة المعاينة الأولية التي شملت 500 تلميذ من مختلف مدارس الولاية، في إطار المتابعة الصحية المدرسية، على رأسها 28 حالة تستوجب التدخل الجراحي المستعجل.
كما أكدت المديرية عن تسجيل 21 حالة مؤكدة بالخصية المعلقة و03 حالات تخص الفتق الاربي و03 أخرى متعلقة بالفتق السري، زيادة على حالة واحدة تخص الانحداق والذين تم تحويلهم على جناح السرعة إلى مصلحة جراحة الأطفال بالمؤسسة الاستشفائية بالرمشي، حيث أجريت لهم عمليات جراحية من قبل فرقة طبية مختصة.
العملية، كما أشارت مديرية الصحة، تدخل في إطار مراقبة تلاميذ المدارس، داعية الأولياء إلى دعم هذه المبادرات حماية لأبنائهم.
من جانب آخر كشفت المكلفة بالوقاية على مستوى مديرية الصحة وإصلاح المستشفيات السيدة بن علال، أن مصالحها قد سجلت حالتي وفاة و10 حالات مستعصية العلاج، لاتزال تحت الرقابة الطبية بمصلحة العلاج والوقاية بمستشفى تيجاني دمرجي الجامعي بتلمسان، بفعل الأنفلونزا وليس البوحمرون، مؤكدة أن هذه الحالات لأشخاص لم يقوموا بالتلقيح الذي دعت إليه مديرية الصحة بمختلف القطاعات، مؤكدة أن مصالحها قد قامت بتوزيع 40270 جرعة من المصل المضاد للأنفلونزا وكذا الأمراض الوبائية على رأسها داء البوحمرون والحمى الألمانية بغية محاصرة هذه الأوبئة التي توسعت إصابتها في بعض الولايات المجاورة.
ورغم أن الولاية لم تسجل أية حالة، لكن الحذر يبقى واجبا واليقظة دائمة من خلال لجان رقابة وخلايا أزمة شكلتها المديرية وهي على استعداد للتدخل ليل نهار.
هذا وكشفت مديرية الصحة، أن مصالحها قد قامت بحملة واسعة لعملية التلقيح وشكلت فرقا خاصة لهذه الشأن، حيث فتحت 116 مركز لاجراء المصل بغية محاصرة الأوبئة الخطيرة التي تجتاح المنطقة بجانب الأنفلونزا الموسمية، حيث تم إطلاق حملة التلقيح التي عرفتها الولاية باكرا وذلك منذ 15 أكتوبر من السنة الماضية والتي بلغت 78.62٪ إذ تم تلقيح 31661 شخص على مستوى الولاية، منهم 12199 شيخ تجاوز 65 من العمر و14813 شخص من ذوي الأمراض المزمنة، و117 امرأة حامل و1511 عامل في قطاع الصحة لتحصينهم من العدوى، بالإضافة إلى 32 طفلا و288 معتمر وذلك من أجل محاصرة حمى الأنفلونزا وداء البوحمرون التي اجتاحت المنطقة خلال هذه السنة وتسببت في حالة من الخوف، داعية المواطنين إلى التقرب بغية أخذ التلقيح، مؤكدة أنه متوفر في كل مراكزها المخصصة لحد الآن.
ولم تخف مديرية الصحة حملة المقاطعة التي دعت لها أطراف مجهولة بزرع الخوف وسط الأولياء، لكن الطلب على التلقيح تزايد في الآونة الأخيرة، بعد الدور الذي لعبه الإعلام، من خلال تسجيل ضحايا بوباء البوحمرون في بعض الولايات.
في هذا الصدد، كشف «ب. بومدين»، أنه رفض تلقيح أبنائه في البداية، بعد زرع الشك في نفوس المواطنين بأن هذا التلقيح خطير ويهدد حياة الأنسان وهو تجربة خطرة وتسبب الأمراض ويحوي فيروسات، لكنه تراجع عن الفكرة بعدما تبين أن الأمر ما هو إلا حملة مشوهة وأن دائرة الأمراض الفتاكة بدأت تتوسع، ما جعله يقبل على تلقيح أبنائه حماية لهم من الأخطار.