باشرت مصالح الصحة لولاية عين تموشنت حملة واسعة لمراقبة تلاميذ مدارس الولاية وإخضاعهم للتلقيح، خاصة بالمناطق النائية التي عرف التلقيح بها ضد الحمى الألمانية والأوبئة الفتاكة التي أطلقتها مديرية الصحة لولاية عين تموشنت نسبة ضعيفة لم تتعد 61٪، رغم حملات التحسيس الواسعة ونشر المطويات وبث إعلانات من إذاعة عين تموشنت وإلصاق الإشهارات في المدارس والمساجد والمناطق العامة. لكن ظهور تخوفات نتيجة الحملة المضادة التي أطلقتها أطراف مجهولة عطلت العملية:
حيث أشار أحد الأطباء بمنطقة بني صاف، إلى أن أطرافا مجهولة عطلت التلقيح من خلال إطلاق حملة مضادة، أدخلت الخوف والهلع في نفوس المواطنين، من خلال التأكيد أن التلقيح يحوي فيروسا خطيرا يقضي على المناعة وكذا الإخصاب وغيرها من الأقاويل الباطلة.
هذا وأطلقت مديرية الصحة حملة مراقبة مرفقة بالتلقيح على مستوى ولاية عين تموشنت، خصوصا الجهة الغربية (ولهاصة وبني صاف) التي شهدت تسجيل 16 حالة مشتبه في إصابتها بداء البوحمرون، منها 03 في حالة خطرة، لاتزال التحاليل جارية بشأنها وتحولت عينات منها لمخبر باستور للتأكيد من الإصابة من عدمها.
هذا وأشار المكلف بالصحة المدرسية الدكتور ديب إسماعيل، أن عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالولاية، بلغت 16 حالة أغلبها من الجهة الغربية للولاية، منها 12 حالة بدائرة بني صاف، 03 منها في حالة جد متقدمة من الخطر.
ومن أجل محاصرة هذا الوباء، شكلت السلطات الولائية لعين تموشنت، خلية متابعة للوضع مع مباشرة حملة الرقابة على مستوى المدارس بصفتها مركزا لتجمع الأطفال، مع مباشرة عملية إعادة التلقيح للأطفال الذين لم يلقحوا بالمصل المضاد.
وقد عرفت المراكز الصحية بالولاية إقبالا منقطع النظير، بفعل الهلع من الأخبار التي أكدت اجتياح البوحمرون للولاية، الأمر الذي جعل الإقبال على إعادة التلقيح الذي تم مقاطعته يعود بقوة.
في هذا الصدد كشفت السيدة «كريمة. س»، التي وجدناها تحمل رضيعتها في القطاع الصحي بسيدي ورياش، والتي لم تخضع للتلقيح خلال الحملة، وربطت السبب بالخوف من النتائج الوخيمة التي يتركها، بعدما أشار عليها معارفها بأن هذا التلقيح محمّل بالفيروسات وأخطار مستقبلية.
نفس الشيء أكده المواطن «ح.محمد» الذي كان مصحوبا بابنه ذي الخمس سنوات، أكد أن العديد من المثقفين أشاروا أن التلقيح يحمل أخطارا كبيرة على صحة الطفل. واليوم بعد ظهور المرض لدى بعض الأطفال، أصبح اللجوء إلى التلقيح أمراً لا مفر منه.
وبولهاصة وبني صاف، اكتظت المصحات بالأطفال وأوليائهم الذين أصابهم الهلع من الوباء الذي اجتاح منطقتهم.
وكشفت إحدى الطبيبات بالمنطقة الغربية لعين تموشنت، رفضت الإفصاح عن هويتها، أن طبيعة المجتمع وراء عملية العزوف عن التلقيح وذلك من خلال زرع فكرة مخاطر تأثيره على الإخصاب والولادة. لكن اليوم وبعد غزو البوحمرون المنطقة وانتشار خبر الإصابات وكذا تناول وسائل الإعلام لعدد الوفيات بالولايات الجنوبية، أصبح القطاع الصحي كما ترى مكتظا وأصبح المصل غير مضر، لذا فهي تدعو كافة الجمعيات الفاعلة إلى ضرورة المساهمة في التوعية لمحاصرة الوباء والتعايش معه، عوض مقاطعة الإجراءات الوقائية منه.