لا تزال مختلف العمارات المشكلة للأحياء الشعبية بتيبازة تفتقد الى مؤطرين مؤهلين منذ سنوات طويلة، ما عرضها لعدّة اوجه من الاهمال والمشاكل الاجتماعية العويصة، بحيث تشمل هذه الظاهرة مجمل الصيغ السكنية القائمة باستثناء تلك التي ترتبط بصيغة عدل والتي تخضع في الواقع لنمط تسيير متميّز.
فسواء تعلّق الأمر بالسكن الاجتماعي الأكثر انتشارا أو السكن التساهمي أو حتى الترقوي، فإنّ نظام التسيير والتنظيم يبقى محصورا على شاغلي السكنات دون سواهم والحجة في ذلك ترتبط دائما بكون الجهة الوصية تبرّأت من العمارات السكنية بمجرّد نقل ملكيتها منها الى شاغليها بالرغم من كون عدد لا يستهان به من السكنات لا يزال تحت وصالة ديوات الترقية والتسيير العقاري، الا أنّ قضايا التنظيم والتسيير وتهيئة الأجزاء المشتركة والمحيط تبقى من صلاحيات المقيمين دون سواهم ولا تخضع العمارات لعمليات تزيين وتهيئة جزئية على عاتق الهيئة الوصية الا في حالات نادرة حينما يتحوّل الحي برمته الى عبء ثقيل على المحيطين الحضري والبيئي.
وقد برزت مظاهر التريف والتسيّب والاهمال بعمارات عديدة على مستوى الأحياء الشعبية كما هو الشأن بحي 750 سكنا اجتماعيا ببلدية فوكة وهي السكنات التي تمّ توزيعها خلال شهر رمضان المنصرم، الا أنّ أقبيتها وأجزاؤها المشتركة تشهد حاليا حالة جدّ متقدمة والاهترائية والاهمال، وحينما يتعلق الأمر بعمارات قديمة بمختلف البلديات فإنّ الأمر يصبح أكثر خطورة بالنظر الى غياب تكفل واضح المعالم بالأجزاء المشتركة خارج حملات التطوع التي يقوم بها بعض الأفراد والجماعات، بحيث لم تسلم من هذه الظاهرة لا العمارات المنحدرة من نمط السكن الاجتماعي ولا تلك التي تنتمي للنمط التساهمي، بحيث يضطر شاغلو العمارات في الكثير من الحالات الى التكفل الذاتي بشؤونهم من حيث توفير حراسة ليلية ونهارية لأحيائهم مع إحاطة مجموع عماراتهم بسور واق لمنع تسرّب الغرباء اليها لزرع بذور الفتنة والجريمة مع الالتزام الجماعي بتنظيم مسألة تصريف القمامة بطريقة حضارية وقد لوحظ ذلك جليا بالعمارات التساهمية المجاورة لحي فاداس بفوكة وكذلك الأمر بالنسبة للنمط ذاته بحي بن دومي وبأحياء اخرى بباقي بلديات الولاية تتفاوت بها طريقة التنظيم والتكفل بما هو مشترك بين المقيمين، فيما تبقى السكنات الاجتماعية على كثرتها في الغالب عرضة لأبشع انواع الاهمال بالنظر الى كون المقيمين بها ينحدرون عادة من الأسر الضعيفة التي لا تقوى على دفع مصاريف إضافية للتكفل بالمحيط والمساحات الخضراء المحيطة بالأحياء.
رئيس جمعية حي 309 سكن تساهمي بحجوط
نسعى للتعاقد مع مؤسسة نظافة تيبازة
أكّد رئيس جمعية حي 309 سكن تساهمي بحجوط سفيان مكي، على أنّ جمعيته على وشك التعاقد مع المؤسسة العمومية نظافة تيبازة فيما يتعلّق بالتكفل الأمثل بنظافة الأجزاء المشتركة وتنظيم المساحات الخضراء وفضاءات اللعب على مستوى الحي، على أن يلتزم سكان الحي بالمساهمة ماليا في هذا المشروع من خلال تخصيص قيمة مالية شهرية تدفع لصالح المؤسسة، وهي الطريقة الأنجع التي يراها رئيس الجمعية قابلة للتجسيد مع ضمان أفاق مستقبلية واعدة، لاسيما وأنّ ذات المؤسسة شهدت تطورات ايجابية لا تُعدّ ولا تحصى في مختلف نشاطاتها خلال الفترة الأخيرة. وتندرج هذه الخطوة المرتقبة ضمن مسار سعي القائمين على ذات الحي لحلحلة مشاكل التنظيم والتهيئة وتوفير أجواء الإقامة اللائقة وهي المشاكل التي تمّ فك شفراتها على مدار 7 سنوات خلت من الإقامة بالحي من خلال حملات تطوعية متواصلة شارك فيها معظم المقيمين وبإيعاز من عدد من النشطاء الذين لا يزالون يسعون من أجل بلوغ درجات أمثل من الإقامة المريحة، مع العلم أنّ 10 عمارات من بين 30 عمارة مشكلة لذات الحي تحوز حاليا على عاملات نظافة تتكفل بعملية تنظيفها دوريا وتتلقى تعويضات مالية من سكان ذات العمارات وهي الظاهرة التي لم تتمكّن جمعية الحي من تعميمها على باقي العمارات الأخرى في وقت سابق بحيث يرتقب بأن يفصل في هذا الملف عن طريق التعاقد مع مؤسسة نظافة تيبازة.