تعيش التجمعات السكنية الكبرى التي تم انجازها بعد الزلزال الذي ضرب الولاية خلال سنة 1999، بشرق مدينة عين تموشنت والتي تزيد عن 100 ألف مسكن والتي تعرف بالمدينة الجديدة حالة من الفوضى بفعل غياب النظافة والتخريب الذي طال الأملاك الجماعية بالعمارات التي أنشئت من اجل القضاء على أزمة السكن بالولاية ومحو مخلفات الزلزال وإنهاء مشكل السكن الهش بمنطقة عين تموشنت، لكن هذه المظاهر الهشة تنقلت إلى العمارات وخصوصا إلى الأملاك الجماعية داخلها والتي تعرف فوضى كبيرة.
هذه العمارات والتي رغم مرور أقل من 20 سنة من انجازها تعرف فوضى كبيرة في الاستغلال، حيث خرب مداخلها وحتى ان البعض اختفت ابوابها في حين أن اغلب الزجاج بالمدرجات مهشم دون ان يتم اعادة تجديده بفعل عدم التفاهم مابين الجيران، في الوقت الذي تم تخريب خزائن العدادات وتم تحويلها الى ملكيات خاصة، وكثيرا ما حجزت بها مصالح الامن مجموعة من الممنوعات وذلك راجع بفعل الغياب التام للحماية والرقابة نتيجة تخلي الهيئة المسيرة المتمثلة في ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية عين تموشنت على نظام الحماية من جهة وهذا بعد انتقال الملكية لفائدة الملاّك الجدد من السكن بعد السكن والذين حسب العقد يتحملون مسؤولية الحماية والنظافة وحسب احد اطارات ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية عين تموشنت، فإن مهمة مؤسستهم تنتهي بعد التنازل عن الملكية وانتقالها الى السكان الذين يقع على عاتقهم نظافتها وحمايتها والمحافظة عليها وهو ما يغيب.
وكثيرا ما سرقت عدادات المياه والكهرباء الجماعية والقنوات الناقلة زيادة على خزائنها والزجاج الخارجي للعمارات وزجاج الإدراج وذلك بفعل غياب الحراس الذين كانت إدارة الديوان تعتمد عليهم في الحراسة الجماعية للعمارة قبل التنازل عليها، كما اصبحت الاملاك الجماعية بالعمارة مصدر صراع ما بين الجيرات بفعل طموح كل منها في استغلالها شخصيا نتيجة غياب الحس الجماعي لدى السكان ما يجعلها تتخرب، وكثيرا ما كانت هذه الأعمال سببا في اندلاع شجارات عنيفة ما بين السكان، خاصة بعدما تمّ نقل الملكيات الى الأشخاص وتحولت السكنات من عقود الكراء الى عقود شراء، ما شجع على عمليات الاعتداء على الطابع العمراني للعمارات وخلق شجارات ما بين السكان حول الملكيات الجماعية، أما عن جانب النظافة فإن الزائر لأغلب عمارات المدينة الجديدة يقف على الاوساخ المتناثرة في كل مكان، حيث يؤكد أحد سكان احدى العمارات ان المواطن ينظف منزله لأنه يملكه لكنه لا ينظف السلالم والادراج لأنه يرى انه لايملكها وهوما خلق اكواما من الاوساخ والقمامة لا يظفها الا بعض ذوي الضمائر في بعض الاحيان.