تحوّلت منطقة «مسيون» بأعالي مدينة سكيكدة الى صرح عمراني بأكثر من 3 آلاف وحدة سكنية في صيغها الاجتماعية، دون باقي الصيغ الأخرى، نفس الأمر بمنطقة «الزفزاف» التي يشملها برنامج بـ 3900 مسكن عمومي إيجاري، حيث عرفت هذه المناطق ترحيل إليها المئات من العائلات بعد القضاء على الأحياء القصديرية بالمدينة، على غرار «الماتش»، «الزفزاف»1و2، إضافة الى بعض الجيوب السكنية الأخرى، هذا من جانب السكن الاجتماعي، إضافة الى مختلف الصيغ السكنية الأخرى، ليتحوّل حيَّا «مسيون» و»الزفزاف»، من أكبر الأحياء بالمدينة، الا انها تفتقر الى المرافق الخدماتية ومساحات اللعب، اما التهيئة العمرانية فهي شبه غائبة في ظلّ تحوّل الطرق المنجزة مؤخرا الى خراب في العديد من المحاور، للإنجاز المغشوش، والبريكولاج للإسراع في ترحيل المواطنين الى هذه الاحياء.
يشتكي سكان القطبين، من التكاثر الرهيب للناموس، الذي أرجعوه للقمامة المرمية في العديد من النقاط بالحيين، حيث كان من المفروض أن بلدية سكيكدة تسطير برنامج لاحتواء الوضع، ومراعاة لظروف الوافدين، وعلى ما يبدو الناموس أحكم قبضته على المدينة حتى بالأحياء الجديدة، بفعل ترك الأحياء دون تهيئة وتنظيفها من الحشائش التي تجلب الناموس، جعلت المواطن يدخل في معركة للقضاء على الناموس. وقد عبّر بعض السكان عن امتعاضهم الشديد من تصرفات عمال البلدية من أعوان النظافة والتطهير جراء تماطلهم في أداء مهامهم اليومية في رفع القمامة والتطهير الكامل للأحياء هذا من جهة السكان، ومن الجهة الأخرى أعابت مصالح البلدية على المواطنين عدم احترام مواقيت رمي القاذورات وعدم الالتزام برميها في الأماكن المخصَّصة لهذا الغرض، احمد. س» من بين هؤلاء السكان والذي تحدّث على لسانهم ووصف لنا الحالة المزرية التي تحوّلت إليها العمارات، قائلا: «إن مشكل غياب النظافة أقلق راحتهم وأقض مضاجعهم. فالأوساخ موجودة في كل مكان بالإضافة إلى بقايا البناء التي تحيط بالحي، هذا دون نسيان البالوعات غير المغطاة والتي أصبحت مرتعا للذباب والناموس الذي لا يهدأ ليلا نهارا رغم أن الطقس مازال باردا ومن المفروض أن يموت الناموس من شدة البرد ليلا»، وأضاف: «بالإضافة إلى مشكل غياب النظافة وعدم الالتزام بوضع الفضلات في المكان المخصص لها وغياب عمال النظافة فتتحول العمارات بمرور الوقت إلى مكان تنعدم فيه النظافة وتعم فيه الفوضى.
وتسبّب لامبالاة المواطنين في مراعاة شروط النظافة واحترام أبسط أبجديات العيش في بيئة نظيفة وصحية في تدهور محيط العمارات التي يقطنون بها، فجولة قصيرة عبر مختلف العمارات الجديدة بحيي «مسيون» و»الزفزاف» يلاحظ التدهور الكبير في حالة البيئة، الذي تعكسه صورة انتشار القمامة في غير الأماكن المخصصة لها وتدهور الأبواب وأسوار العمارات بالإضافة إلى انتشار بقايا الأطعمة المرمية في سلالم العمارات وزحف مختلف أنواع الحشرات والزواحف على الأحياء الحضرية، وهو وضع تأزم بعد التخلي عن فكرة حراس، وعمال نظافة العمارات «الكونسيارج».
وأكد مصدر من ديوان التسيير العقاري بسكيكدة، أن غياب عمال النظافة بالعمارات أو من عرفوا بـ «الكونسيارج» القائمين على نظافة وصيانة العمارات، فضلا عن الشرطة الإدارية التي استبدلت هي الأخرى منذ سنة 1971 بشرطة العمران المخول لها التجوال في جميع أحياء البلدية وتفقد البنايات المطابقة لرخص البناء والنظافة في الأحياء، تدهورت وضعية العمارات القديمة من حيث النظافة والصيانة وأصبحت وضعيتها كارثية، كما أن العمارات الجديدة لم تسلم هي كذلك من التدهور».
وحسب نفس المصدر، فإن العودة للعمل وفق فكرة «الكونسارج» وإعادة النظافة والحراسة بالعمارات في الوقت الحالي غير مطروح، وخصوصا وأن أغلب العمارات التي على ذمة ديوان التسيير العقاري، توجد في وضعية كارثية من كل الجوانب، ليس من الداخل فقط، بل حتى من الخارج، فالأسطح جلها آيلة للسقوط، ناهيك عن وواجهات العمارات التي توجد في حلة متقدمة في التدهور.
من جهة أخرى، يرى «سمير.ف» أحد الفاعلين بجمعيات المجتمع المدني على المستوى المحلي، والذي ترأسّ من قبل جمعية حي بمدينة سكيكدة، «إن المواطن هو المتسبب الأول في تدهور سلالم ومداخل العمارات، وانتشار القمامة بجوارها، لأنه في الغالب لا يهتم للأمر النظافة، أو اصلاح أي خلل بالأجزاء المشتركة للعمارة، واقتصارهم على تصليح داخل منازلهم فقط، مما يؤدي الى هذا الاختلال والتدهور الكبير في اغلب العمارات، و»أضاف محدثنا» ان تتسرب المياه في كل الأوقات، ودن القيام بتجفيفها ، اثر على سلالم العمارات وجعلها تنهار، ناهيك عن ترك القمامة القاذورات لأوقات طويلة، الأمر الذي جعل الناموس ومختلف الحشرات تتكاثر بشكل رهيب، لتتحول الأجواء لا تطاق خصوصا عند موسم الحر «لهذا يرى أنه من الواجب العودة الى فكرة «الكونسارج»، «وذلك للاعتناء بنظافة العمارات، وحراستها، والمحافظة على المحيط، وبالتالي إطالة عمر البناية، وفي نفس الوقت نظمن مناصب عمل للعائلات المعوزة».