الساعة السابعة مساءً تغلق المحلات ببلعباس

الركود الميزة الغالبة والترامواي يحدث حيوية نسبية

بلعباس: غ شعدو

تشهد مدينة سيدي بلعباس حركية تجارية نشيطة خلال ساعات النهار باعتبارها تقع في مفترق طرق يتوسط ست ولايات بغرب الوطن، ما يجعل عدد زائريها يقدر بمئات الآلاف، لكن سرعان ما يتحوّل النشاط إلى ركود مع إقتراب ساعات المساء أين تغلق جل المحلات أبوابها في حدود الساعة السابعة مساءً.

سعت السلطات المحلية وفي أكثر من مرة إلى خلق حركية دائمة بالمدينة من خلال ضمان الخدمات التجارية لأطول مدة ممكنة بالفترة المسائية لكن المشروع لطالما إصطدم بالفشل لعدة إعتبارات أرجعها الكثيرون إلى غياب التناوب بين فئة التجار، بدليل أن العديد منهم من قاطني البلديات المجاورة أين يضطر هؤلاء إلى غلق محلاتهم باكرا، خاصة الناشطين على مستوى مجسم القبة السماوية، والأسواق التجارية المحاذية لها كسوق الرفراف، سوق عزوز والمحلات التجارية المحاذية والتي تغلق أبوابها في أوجه المتسوقين في حدود الساعة السادسة.
وفي ذات السياق، كانت مديرية التجارة قد قامت بحملة تحسيس واسعة لفائدة التجار الناشطين عبر الشوارع الرئيسية للمدينة تحت شعار ليكن التاجر شريكا في عصرنة واجهة المدينة، حيث قامت وبالتنسيق مع مصالح البلدية بالإتصال مع التجار الواقعة محلاتهم على مسار ترامواي من اجل تجديد الغطاءات الواقية لمحلاتهم وتحسيسهم بضرورة مواصلة نشاطهم حتى ساعات المساء، إذ مكنت العملية من تجديد 252 غطاء، في حين تمّ توجيه 123 إعذار، وهي العملية التي تندرج ضمن برنامج تهيئة الحضرية للمدينة وتحسين وجهها الجمالي وكذا بعث الحركية التجارية والإقتصادية بها. ومن جهتهم أرجع بعض التجار سبب الغلق المبكر إلى ركود التجارة في الفترة المسائية وقلة الزبائن خاصة في الفترة الشتوية، فضلا عن نقص الأمن الذي يعتبر عاملا أساسيا في مواصلة النشاط التجاري في الفترة الليلية.
وما زاد من حالة الركود غياب وسائل النقل خاصة سيارات الأجرة في الفترة المسائية، غياب دور المرافق العمومية الأكثر طلبا كالبنوك، مراكز البريد والحديقة العمومية، هذا وتزداد حالة الركود خلال فترة الشتاء، لتعود الحياة شيئا فشيئا مع اقتراب الشهر الفضيل وفصل الصيف أين تدب الحياة بالشوارع الرئيسية والمحلات التجارية والساحات العمومية حتى الساعات الأولى للصباح.
كما ساهم مشروع الترامواي الذي دخل الخدمة منذ حوالي 7 أشهر في توفير خدمات النقل وتفعيل الحركية على طول المسار الذي يمر عبره، حيث يوفر الخدمات للركاب ابتداءً من الساعة الخامسة صباحا حتى الساعة العاشرة ليلا، ما سمح للعديد من العائلات القاطنة بالجهة الشمالية إلى التنقل إلى وسط المدينة بأريحية والتجول بالحديقة العمومية وبساحة المقطع وساحة الوئام حتى ساعات متأخرة من فصل الصيف، لكن وعلى الرغم من ذلك لا تزال المدينة تعاني من نقص كبير في المرافق الترفيهية التي تستقطب العائلات، هذه الأخيرة التي تعدّ حلقة أساسية في معادلة الحركية التجارية باعتبار أن خروج العائلات يعد محفزا للتجار على مواصلة نشاطهم التجاري حتى ساعات متأخرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024