شهدت ولاية الجزائر إقامة العديد من المساحات الخضراء، في إطار إستراتجية تهدف الى تزيين العاصمة وتغيير وجهها الجمالي، وجعلها ترقى إلى مصاف العواصم الدولية، تشكل مكسبا هاما للمواطنين بكسر فوضى العمران الذي لطالما ميّز العاصمة، حيث رفعت السلطات المحلية خلال الـ3 سنوات الأخيرة التحدي.
في هذا الإطار خصّصت ولاية الجزائر في إطار مشروع الجزائر البيضاء مساحات عقارية هامة تمّ تهيئتها وجعلها فضاءات خضراء تسرّ الناضرين على غرار مساحة الوئام بساحة أول ماي، التي تمّ تدشينها في الفاتح نوفمبر من العام المنقضي، حيث تتربّع هذه الأخيرة على مساحة شاسعة تمّ تهيئتها بصورة جميلة وتزويدها بالمقاعد لفائدة المواطنين.
كما شهدت عدد من المساحات المسترجعة في إطار إعادة الإسكان المبرمجة بالعاصمة تحويلها لفضاءات خضراء على غرار الحي القصديري دودو مختار ببلدية حيدرة، حيث تمّ تجسيد على مستواها حديقة عمومية.
فيما تمّ تحويل محطة تافورة سابقا إلى مساحة خضراء شكّلت فضاء هاما بالنظر إلى موقعه، حيث أعطت صورة جمالية لواجهة عاصمة البلاد باعتبارها تقع بمحاذاة الميناء، كما تمّ تسجيل تجسيد عدة مساحات أخرى على غرار تزين جوانب الطريق السريع زرالدة بن عكنون، وجسدت بعدا سياحيا هاما، كما شهد الطريق السريع الدار البيضاء الجزائر الوسطى برنامج تزيين وجعله فضاء أخضر أعطاه بعدا جماليا يريح السائقين.
كما عرف المقطع الخاص بتافورة إعادة تهيئة، حيث تمّ إعادة تزيينه بمختلف النباتات في أشكال هندسية منسقة جد رائعة، وقامت ولاية الجزائر في إطار إعادة المساحات الخضراء مكانتها بالعاصمة، شهدت العديد من الحدائق التي لطالما طالها الإهمال إعادة تهيئة على غرار حديقة الحرية هذه الأخيرة المعروفة بمناظر هندسية رائعة لتشكّل إرثا حضاري هام، كما تمّ تهيئة حديقة صوفيا وسط العاصمة، دون أن ننسى الحديث عن حديقة الحامة بالرويسو التي تعدّ قبلة سياحية بامتياز لما تعرفه من توافد يومي للمواطنين والأجانب.
كما قامت بإعادة تهيئة غابة بن عكنون، حيث جعلت منها فضاء عائليا ترفيهيا جد هام إذ باتت تشكل قبلة للعديد من العائلات العاصمية، خاصة في أيام العطل الأسبوعية لتصبح بذلك وجهة سياحية هامة من إعادة تهيئة كل من غابة بوشاوي وغابة عين البنيان.
وتدخل هذه المشاريع في إطار إعادة إحياء عاصمة البلاد وجعلها ترقى ومصاف الدولة في العالم، حيث وعلى غرار إعادة تهيئة هذه المساحات الخضراء وإعادة الروح لها حتى تكون بمثابة منتزه للعاصمين، حاولت السلطات الولائية إعادة أحياء العاصمة ليلا من خلال إصدار قرار يمنع المحلات التجارية بغلق أبوابها قبل حلول منتصف الليل، غير أنه يبقى مشروع على الورق، حيث يزال مشروع الجزائر لات نام يراوح نفسه في ظلّ غياب قوانين صارمة تطبق على أصحاب المحلات التجارية التي تصرّ على غلق أبوابها مع قروب الساعة الثامنة إن لم يكن قبل ذلك فهناك محلات ترصد أبوابها على الساعة السادسة مساء غير مكترثة بأي قرار كان.
«الشعب» وفي جولة استطلاعية عبر عدد من بلدية الجزائر الوسطى على غرار شارع العربي بن مهيدي، ديدوش مراد أرقى شوارع العاصمة لاحظنا عدم امتثال العديد من المحلات إن لم نقل كلها لقرار الولاية الخاص بإحياء العاصمة ليلا على غرار ما تعرفه كل عواصم العالم، حيث لم نسجل استجابة تذكر حول قرار فتح المحلات ليلا لفائدة الزبائن من خلق حركة لدى المواطنين وإحياء هذه الشوارع، ليتحوّل مشروع الجزائر لا تنام إلى الجزائر تنام.