مازال التكوين الإقامي أو عن بعد بمراكز بلديات عين الدفلى لم يحقّق أهدافه التنموية بالنظر إلى حجم المطالب والإحتياجات التي يرفعها المقاولون والفلاحون والمستثمرون وأصحاب الورشات والترميمات الخاصة والخدمات اليومية للسكان، مما يتطلّب تنسيقا بين الجهات المعنية بالتكوين التي أغفلت الجانب الإعلامي في الوسط المفتوح وأصحاب عروض العمل.
لم تعد مسألة نقص الهياكل التكوينية مطروحة بالبلديات الحضرية أوالريفية على حدّ سواء، بالنظر إلى حجم وجودها وتوزيعها على مستوى الولاية، غير أن طابع الإختصاصات المفتوحة ليست دائما منسجمة وملائمة مع طبيعة المنطقة وخصوصيتها على الرغم من المحاولات القليلة لاستقطاب الشباب الراغب في التكوين والذي سبق وأن تلقوا تكوينا متواضعا على حدّ تصريحات من إلتقينا بهم في عدة مواقع كالخميس ومليانة وحمام ريغة وتاشتة وبن علال والماين والعطاف، حيث تحدّث هؤلاء عن تباين في مستوى التكوين ودرجة ملاءمته مع واقع التمهين الذي يتطلّع إليه الشباب المتربص في هذه المراكز التي خصّصت لها الدولة ميزانية ضخمة لتحقيق تناغم وانسجام بين الحرف المطلوبة والمهن التي تعوّل عليها ورشات البناء والإنجاز والهندسة والنشاط الفلاحي والمشاريع الإستثمارية والأنشطة الخدماتية التي يحتاجها السكان في الأشغال الخاصة والعمومية كالصيانة والترصيص والتلحيم والطلاء العصري والتبليط الفاخر ـ يقول أصحاب المساكن الخاصة والإقامات الفاخرة ـ الذين يجبرون على البحث عنه في ولايات أخرى وبأسعار مكلفة يقول هؤلاء المستخدمون الذين استغربوا ضعف هذه الإختصاصات والحرف المطلوبة في سوق الشغل، يقول محدثونا.
هذه الوضعية في واقع التكوين وانعكاساته الحالية يزيل الغطاء والنقاب رئيس الكونفيدرالية الولائية لأرباب العمل عبد القادر بن أحمد الذي أكد لنا أن المقاولين يجدون في كثير من الأحيان صعوبات ومتاعب في البحث عن عامل مكوّن ومختص في نوع من الأشغال داخل ورشات البناء والزخرفة والتبليط والطلاء وعمليات التركيب لأشغال ذات نوعية وجماليات من حيث الطابع الهندسي الذي يبقى غائبا عن الشباب الذي خضع للتكوين، أو قد لا يجد المقاول إطلاقا هذا العامل مما ينعكس على سير وتيرة الإنجاز. وقد يتعرّض المقاول أو صاحب الورشة إلى عقوبة التأخير في الإنجاز من طرف صاحب المشروع يقول محدثنا الذي ناشد المصالح التكوينية بالعمل والتنسيق والإصغاء لطلبات هؤلاء ليكون التكوين حسب الطلب وطبيعة الأشغال المنتشرة لدة المنطقة ورغبة المقاول ـ يشير ذات الرئيس ـ الذي يحبذ أن لقاء دراسية وتنسيقية لإيجاد حلول تخدم التنمية المحلية التي يتابعها والي الولاية خاصة من خلال ملاحظاته أثناء الزيارات الميدانية للمشاريع السكنية والهياكل المدرسية والخدماتية.
وفي ذات السياق، دعا ذات المسؤول المقاولين ومكاتب الدراسات تقديم حصيلة لأنشطتهم التي تتغير بفعل التطور والعصرنة والتي يتطلّبها قطاع أشغال البناء التي من المفروض أن يهندسها هؤلاء المكونين الذين هم بحاجة إلى تربصات ميدانية، ومن جهة أخرى شدّد على الإستعانة بالأنشطة الإعلامية واستعمال وسائط الإتصال للإطلاع عما وصل إليه قطاع التصميم والأشغال في الدول المتطورة وهي رهانات ينبغي تحقيقها حتى نواكب العصر والتطور التكنولوجي الذي يبقى في متناول شبابنا الراغب في التكوين، يقول ذات المسؤول.
هذا التحدي يبقى الإنشغال القائم بين اصحاب الورشات والفلاحين والمستثمرين والقائمين بالخدمات التي تستدعي تخصصا ذو لمسة فنية يقول صاحب ورشة التلحيم بالألمينيوم الذي يعتمد على المسحة الجمالية والإتقان، مما يفرض على مسؤولي المراكز تطوير أساليب العمل والدراسة والتخصص ليجعل نشاط هذه الهياكل ذا مردودية وفعالا في خدمة التنمية المحلية، وهو ما ركز عليه وزير القطاع خلال معاينته الميدانية لعدة مراكز في الشهور المنصرمة.