ازدادت أهمية قطاع التكوين المهني بولاية بومرداس وتغيرت نظرة الشباب لهذا النشاط بعدما تحوّل إلى الوجهة الأكثر ضمانا لتحقيق منصب شغل في شتى الميادين الصناعية والاقتصادية وقطاعات هامة كالأشغال العمومية والري، تماشيا والتحولات العميقة التي يعرفها سوق الشغل بسبب الأزمة الاقتصادية وعجز القطاع الإداري في استقبال آلاف الشباب من حاملي الشهادات الجامعية والمتخرجين كل سنة الذين وجدوا في قطاع التكوين هم كذلك فرصة لاستدراك الوضع وتجنّب شبح البطالة..
تشهد مدونة التكوين المهني بولاية بومرداس تحيينا مستمرا من أجل الاستجابة لمتطلبات سوق العمل والتحولات المستمرة في الأنشطة الاقتصادية والصناعية وبروز نشاطات جديدة، خاصة في المجال التقني والتكنولوجي وقطاع الاتصال والمعلومات التي تتطلّب تخصصات مهنية في مجال البرمجة والصيانة استجابة لمثل هذه المتغيرات، الأمر الذي دفع بالقائمين على قطاع التكوين بفتح تخصصات مهنية جديدة تسهر على تقديمها عدد مراكز التكوين على غرار المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني عبد الحق بن حمودة الذي يستقبل أزيد من 1600 طالب من عدة مناطق للوطن يتابعون تكوينهم في أربعة شعب مهنية منها الإدارية، التقنية، الأشغال العمومية والإعلام الآلي وعدة تخصصات أخرى مستحدثة.
كما تستعد باقي المراكز الأخرى والملاحق المنشأة حديثا المقدرة بأزيد من 30 مركز تكوين بنسبة تغطية فاقت 90 بالمائة بولاية بومرداس لاستقبال أكثر من 15 ألف متربص ما بين جديد ومستمر خلال دورة فيفري المنتظرة يوم 25 من الشهر الجاري للاستفادة من عروض التكوين المفتوحة والامتيازات الكثيرة الممنوحة للمتربصين، وبالأخص مزايا التكوين التطبيقي بفضل نمط التكوين عن طريق التمهين الذي يتوسّع من دورة إلى أخرى كخيار بديل عن النمط الإقامي الذي جاء كنتيجة للتحولات التي عرفها القطاع المتفتح على النشاط الاقتصادي والصناعي وكذا تتويجا لمختلف الاتفاقيات المبرمة بين المديرية وأرباب المؤسسات لفتح المجال أمام المتربصين لإجراء التربص التطبيقي مع إمكانية التشغيل بفضل المؤهل والخبرة المكتسبة.
أما عن المؤهلات الاقتصادية للولاية، وما قد توفره من فرص تكوين وتشغيل أيضا لفائدة المتربصين خريجي معاهد ومراكز التكوين، فلا يزال النشاط الاقتصادي والصناعي وقطاع البناء والأشغال العمومية يحتكر النسبة الأكبر من اليد العاملة المؤهلة بفضل الحركية التنموية وبرامج السكن التي استفادت منها الولاية ومختلف مشاريع التهيئة الحضرية والطرقات وهذا على حساب عدد من المقومات الأساسية التي تتميز بها بومرداس المعروفة بطابعها الفلاحي والسياحي، حيث لا يزال الإقبال على هذه المهن محتشم وهو أمر منطقي خاصة بالنسبة لقطاع السياحة الذي يعرف ركودا محليا، مع ذلك يقوم معهد الفندقة والسياحة للكرمة باستقبال عدد كبير من المتربصين في المجال على أمل التوظيف في بعض الولايات المعروفة بنشاطها السياحي أوالتوجه نحو الاستثمار الشخصي بإنشاء مؤسسات سياحية ووكالات للسياحة والسفر، في حين يحاول قطاع التكوين اختراق النسيج الفلاحي عن طريق إنشاء وحدات اقتصادية في مجال الصناعات الغذائية والتحويلية لدعم الأنشطة الفلاحية الرئيسية، وهي المجهودات التي يقوم بها مركز التكوين لبرج منايل 2 بتوفير تخصصات هامة خاصة في مجال التعليب والتحويل ومشتقات الحليب ونفس الأمر بالنسبة لمهن الصيد البحري وتربية المائيات التي يوفرها معهد التكوين بزموري البحري ومهن أخرى مرتبطة بالصناعة التقليدية والحرف وبعض المهن الخاصة بالمرأة الريفية في مجالات الطرز والصناعات النسيجية التي توفرها عدد من الملاحق المتواجدة بالبلديات النائية.