كشف السيد سعيد دبوشة المدير العام لوحدة «سواكس بلاست» بالمدية، أنّ مؤسسته العمومية التابعة لمجمّع المؤسسة الوطنية لتحويل البلاستيك والمطاط والواقعة بمنطقة النشاطات بإقليم بداية ذراع السمار، والمتخصّصة في إنتاج الأشرطة البلاستيكية الخاصة بأكياس الحليب والمعدة لقطاع الفلاحة والمستعملة في التعليب والتغليف، وكذا الأكياس البلاستيكية الخاصة بالقمامة هي بصدد فرض نفسها في الخارطة والنسيج الاقتصادي الوطني الناجح والقابل للتوسع.
أكّد السيد دبوشة مهندس دولة في الكيمياء الصناعية والحامل لشهادة عليا في علوم التسيير والمناجمنت، بأنّ مؤسسته التي تشغل زهاء 147 عامل وعاملة في مختلف الأجنحة ولا سيما بمصالح المراقبة، الصيانة، الانتاج، المراقبة التقنية، البيع والتسويق، مراقبة التسيير، ومصلحة المنازعات هم على قناعة ووعي كبيرين في الأخذ بيد القطاع العام لأجل مواكبة متطلبات السوق الوطنية في ظل الرهانات المفروضة علينا كون أن نجاح المؤسسة في نظره يكمن في توجيه استخدام الموارد للوصول إلى الأهداف المسطّرة بأقل التكاليف من خلال الإستغلال الأمثل للكفاءات والفعالية، مضاف إلى ذلك المواد المتاحة للمؤسسة لأنه أثناء عملية الاستثمار في اقتناء آلات جديدة في السنوات الأخيرة قامت المؤسسة بالموازاة في الاستثمار البشري في جميع الميادين منها التموين، الانتاج، التسويق، الصيانة، ومراقبة التسيير وبخاصة لدى فئة الجامعيّين، الذين تمّ توظيفهم عن طريق جهاز التشغيل «آنام» بمساعدة السلطات المحلية، حيث أعطى هؤلاء القيمة المضافة للمؤسسة التي كانت في أمسّ الحاجة إليها.
وأوضح بأنّ فرعه بهذه الولاية لم يصطدم يوما مع مشكلة توفير المواد الأولية، سواء كانت ممثلة في الحبيبات البلاستكية أو المثبتات أو الملونات التي حسبه تقتنى من الجزائر، نافيا في هذا الصدد وجود أي ديون عالقة أو مشاكل في عملية التموين، ما أهّل مؤسسته لأن تكتسب بكل جدارة صفة الإستقلالية في التخزين بنحو 02 إلى 03 أشهر، معتبرا بأن أغلب المنتجات «شريط الأكياس البلاستكية» تتحوّل إلى مجمّع الحليب «جييلي»، فيما تسوّق باقي المواد إلى قطاعات الفلاحة على المستوى الوطني لمرافقة هذا القطاع البديل عن طريق تشجيع الزراعة المحمية، بينما تقوم شركته بتسويق شريط التغليف إلى المؤسسات التحويلية العمومية والخاصة، معتبرا في هذا الصدد بأنّ منتوجاته هي ذات نوعية جيدة وتنافسية للمواد المستوردة من الخارج أو المصنعة وطنيا بدليل أنّ طاقمه المسيّر تمكّن من إمضاء عقد مع هذا المجمّع لمدة 05 سنوات قد مرّ عليها 03 سنوات، فضلا على أن ذلك سمح لها من الصمود، إذ بات حضورها في الاقتصاد الوطني بشكل إيجابي كونها باتت تمتلك حصة 35 بالمائة من الطلب الوطني فيما يخص أكياس الحليب. أما المنتوجات الأخرى فحصتها نسبيا ضعيفة إلى حد الساعة لكن بعد اقتناء الآلات الجديدة والزيادة في الطاقة الإنتاجية سارعت المؤسسة إلى وضع خطة عمل تجارية للحصول على حصص أخرى من السوق لتعزيز مردوديتها لضمان استقرار مبيعاتها، والحرص على ديمومتها في السوق، جازما في هذا المنوال بأن مؤسسته أيضا بإمكانها أن تسد حاجيات السوق الوطنية في مجال توفير الأكياس البلاستيكية الخاصة بالحليب والفيلم البلاستيكي الموجّه للفلاحة لإنتاج الخضروات المبكّرة التي صارت موردا اقتصاديا تراهن عليه السلطات العليا في البلاد في مجال إدخال العملة الأجنبية عبر عمليات التصدير خارج المحروقات.
واستطرد ذات المسؤول حديثه قائلا بأن وقوف واستمرار هذه المؤسسة على هذه الوثبة سببه العمل بتقاليد الفريق الواحد، وناجم عن تحلي العمال بدءا من الحاجب إلى أعلى شخص في هرم المديرية بالمسؤولية الأخلاقية والمهنية نحو واجبه اتجاه الأهداف المسطرة، إذ استنادا للتقارير السنوية فقد عرفت هذه المؤسسة نقلة نوعية من الحسن إلى الأحسن بدءا من سنة 2016، حيث من المرتقب أن ترتفع نسبة الإنتاج مع جلب آلات جديدة، كما سمحت عملية تدعيمها بإضفاء القدرة الإنتاجية ذات النوعية، حاصرا هذه القدرة الإنتاجية اليومية ما بين 10 إلى 15 طنا من مختلف المنتوجات، على أمل توسيع قائمة الزبائن والمستهلكين، والسعي لتنويع العملية الإنتاجية بغزو سوق الفيلم المركب الخاص بمواد التنظيف والحلويات، وهذا بعدما باتت هذه المؤسسة تورد هذه المواد إلى الجنوب الكبير، وبخاصة إلى بساتين ولاية بسكرة عن طريق عدة متعامين، ومن بينهم التعاونية الفلاحية بهذه المنطقة.
وانتقد المدير العام لوحدة «سواكس بلاست» بهذه الولاية تكرار وقوع مشكل الإنقطاع الفجائي للتيار الكهربائي، والذي وفقه عمل على تراكم الفضلات البلاستيكية، إذ لولا خطة العمل التي حتّمت شراء آلة متخصصة في الرسكلة لما تعذّر التصرف في هذه الخسائر، مشيرا بأنّ هذه المؤسسة هي بصدد المساهمة في دعم خزينة بلدية ذراع السمار، مختتما حديثه بالقول بأنّ الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في مجال منع الكثير من المواد ستمكّن الإدارة الجزائرية من التخلص وإلى حد كبير من التبعية للخارج، كما أن مثل هذه الإجراءات تسمح لنا بخلق المزيد من فرص العمل وتوظيف مهاراتنا وكفاءاتنا العلمية وترقية المنتوج الوطني، والذي ليس لدينا أي بديل عنه في هذا الظرف المالي.
هذا وللعلم بأن هذه المؤسسة التي دشّنت بتاريخ 14 / 01 /1981، مرّت بعديد الهزات المالية، وقد عمل الطاقم المسير الحالي منذ سنة 2016 بقيادة السيد سعيد دبوشة على رفع معنويات العمال، والقفز بها إلى خانة المؤسسات النّاجحة بإمتياز.