تتّجه مؤسسة «ميدتيراني بوليستير» المتخصصة في مادة الألياف الزجاجية بالمنطقة الصناعية لخميس الخشنة نحو توسيع مشاريعها الاستثمارية عبر كامل التراب الوطني في ميدان تخصصها، بعد أن خاضت تجربة في ميدان الصيد البحري بإنتاج أول سفينة صيد بواسطة هذه المادة المركبة سنة 2003 في إطار برنامج الإنعاش الاقتصادي، لتتحوّل بعدها نحو القطاع الصناعي وإبرام اتفاقية شراكة مع الشركة الوطنية «اسنفي» بتجهيز أول حافلة تم عرضها في صالون الإنتاج الوطني مؤخرا.
وصف المدير المسيّر لشركة «ميديتيراني بوليستار» حمزة سعيد في اتصال مع «الشعب»، المؤسسة التي أنشئت سنة 1998 بأنّها «رائدة وطنيا في ميدان إنتاج الألياف الزجاجية في الجزائر بفضل السياسة الاستثمارية التي انتهجتها منذ الانطلاقة من أجل التخصص في هذا النوع من المنتوج المتكون من مادة خاصة مركبة موجهة لصناعة وتجهيز مختلف العربات، حيث كانت بداية النشاط في ميدان الصيد البحري بإنتاج أول سفينة صيد سنة 2003 في إطار برنامج الإنعاش الاقتصادي الذي أقرّه رئيس الجمهورية لإعادة النهوض بالاقتصاد الوطني، ومنه الصيد البحري ثم إنتاج النوعية الأولى من سفن بطول 10 و16 متر مجهّزة لدعم المهنيين، لكن فكرة المشروع وبسبب غياب المرافقة والتشجيع من قبل وزارة الصيد البحري لتطوير المؤسسة وتوسيع الاستثمارات الوطنية بأسواق جديدة، أدى إلى توقف النشاط والتحول نحو قطاعات صناعية أخرى خاصة بعد حرمان المؤسسة من عقار صناعي استثماري بميناء بجاية سنة 2007 رغم الفوز بالمناقصة.
في سؤال عن أهم النشاطات الاستثمارية الحالية التي تقوم بها المؤسسة وبعض التصورات المستقبلية لتوسيع الأسواق، كشف المدير المسيّر «عن وجود عدة مشاريع واتفاقيات مع المؤسسات الصناعية أهمها الاتفاقية الأولية المبرمة مع المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية «اسنفي» بالرويبة لإنتاج أول حافلة من 27 مقعد مجهّزة بنسبة تصل إلى 70 بالمائة من طرف مؤسستنا تم عرضها مؤخرا بصالون الإنتاج الوطني، وكانت أيضا محل زيارة لوالي ولاية بومرداس الذي أشرف على حفل توقيع الاتفاق بين المؤسستين، حيث قمنا بصناعة وتركيب الصندوق الداخلي للحافلة وكل الملاحق الخاصة بالقيادة، وكذا الاكسسوارات الداخلية والخارجية المصنوعة من مادتي البلاستيك والبوليستير، وقبلها تجهيز حافلة الفريق الوطني، بيوت صحية جاهزة، ومشروع الحافلة رباعية الدفع الذي ننتظر انطلاقه ومشاريع أخرى هامة أبرمتها المؤسسة مع شركة «الستروم» لتجهيز مركبات الترامواي والشركة الأمريكية «جينيرال الكتريك».
كما دعا حمزة سعيد من خلال منبر جريدة «الشعب» السلطات الولائية «إلى الالتزام بوعودها المتعلقة بمرافقة المؤسسة وتشجيعها على توسيع استثماراتها في الميدان بما فيها تسهيلات الحصول على عقار صناعي، وتوسعة المشروع الحالي الذي يواجه عدة عراقيل تتعلق بضيق المكان وتداعيات المفرغة المقابلة، وهذا بغرض المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني والتقليل من عملية استيراد بعض المواد التي تصنعها المؤسسة، وحتى المساهمة في مشاريع أخرى تتعلق بهياكل المركبات، الدهن وغيرها من الاستثمارات الأخرى التي ستساهم دون شك في ترقية المنتوج الوطني وخلق مناصب شغل جديدة لفائدة الشباب وخريجي معاهد التكوين المهني، تضاف إلى عدد المناصب الحالية التي توفّرها مؤسسة «ميديتيراني بوليستير» التي تتعدّى 60 عاملا بصفة دائمة.