أعاد حادث المرور الأخير الذي شهده الطريق الوطني رقم 03 في شقه الرابط بين بلديتي عين التوتة و تيلاطو والذي خلف مصرع عائلة بأكملها من بلدية بيطام، الحديث حول وضعية طرق ولاية باتنة، والنقاط السوداء المنتشرة فيها والتي غالبا ما تتسبب في حوادث مرور قاتلة، حيث تطالب فعاليات المجتمع المدني بالولاية من السلطات الولائية وجوب التدخل لتهيئة هاته النقاط السوداء خاصة تلك المتعلقة بضرورة انجاز محولات مرور جديدة وطرق إضافية خاصة تلك المزدوجة كالطريق الوطني رقم 03 بين عين التوتة وبريكة على مسافة 53 كلم والذي يحتاج لطريق مزدوج وهو المشروع الذي سيبقى حلما خاصة وأن زيارة وزير الأشغال العمومية والنقل عبد الغني زعلان الأخيرة لباتنة لم تحقق هذا الحلم.
كشفت مصادر رسمية من مديرية الأشغال العمومية لولاية باتنة، عن تسجيل أزيد من 20 نقطة سوداء وخطيرة بشبكة الطرقات بولاية باتنة، أغلبها خطيرة وتهدد حياة السائقين،على غرار الطريق الوطني رقم 3 الذي يربط 8 بلديات، واعتمدت ذات المصادر على إحصائيات مصالح الدرك الوطني و التي تسجل يوميا العديد من حوادث المرور القاتلة كما يتميز بمنعرجات خطيرة ويفتقر لإشارات المرور على مستوى مخارج المحاجر بإقليم بلدية عين التوتة التي تعرف حركة مرور مكثفة، ونفس الشيء بالنسبة للطريق الوطني رقم 78 الرابط بين 10 بلديات غرب ولاية باتنة، ويعرف شقه الرابط بين بومقر وبريكة حوادث مرور مميتة، إلى جانب المنحدرات الخطيرة على مستوى الطريق الوطني 77 الرابط بين باتنة و مروانة، وبالجهة الشرقية للولاية يعتبر الطريق الوطني رقم 87 ببلدية تيغرغار مشكلة تؤرق السائقين والمارة على حد سواء بسبب تساقط الصخور.
ازدواجية الطريق مطلب سائقي الطريق الوطني رقم 03 بين عين التوتة وبريكة
بدورها عضو المجلس الشعبي الولائي لباتنة السيدة جميلة قتالة أكدت لجريدة «الشعب» أن المشكلة المطروحة بحدة في قطاع الأشغال العمومية بالولاية، موجودة على مستوى الطرقات البلدية المهترئة، حيث أفادت بإحصاء المجلس الشعبي الولائي لأزيد من 11 نقطة سوداء ببلدية عيون العصافير، في نقطة التقاطع بين الطريق الوطني رقم 88 بالطريق البلدي مريال، وبلدية جرمة عند تقاطع الطريق الولائي 165 مع خط السكة الحديدية والطريق البلدي المعذر، إضافة إلى النقطة السوداء المتواجدة بتقاطع الطريق الوطني رقم 78 مع الطريق البلدي عين الدفيلة ببلدية بيطام وهو ما يلاحظ ببلدية عين التوتة عند تقاطع الطريق الولائي رقم 13 بالطريق البلدي المؤدي إلى بني فضالة، وببلدية القصبات عند تقاطع الطريق رقم 10 مع الطريق الولائي رقم 9 التي صنفت كنقطة سوداء إضافة لبلديات الجزار، عزيل عبد القادر، أولاد عمار بمنطقة بريكة.
ورغم المجودات الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية لتحسين وضعية شبكات الطرق بباتنة من خلال الأغلفة المالية الضخمة المخصصة لذات الغرض، على غرار 1200 مليار سنتيم وجهت لتهيئة وإصلاح شبكة الطرقات الولائية والوطنية، لدعم الطرقات الوطنية على مسافة 54 كلم بغلاف مليارين و200 مليون دينار فيما تم صيانة 127 كلم من الطرقات وإنجاز خمسة منشآت فنية بملياري دينار، وتتوزع شبكة الطرقات الوطنية، الولائية والبلدية بالولاية على النحو التالي 804.3 كلم كرق وطنية 650.4 كلم ولائية 848.4 كلم بلدية طرق غير معبدة 1281.5 كلم.
وبخصوص مشاكل ربط باتنة بالطريق السيار والذي من شأنه وضع حد لحوادث المرور المسجلة فقد تم الشروع في ربطها بالطريق السيار شرق - غرب بالمحول عبر الطريقين الوطنيين رقم 3 و7 على مسافة 90 كلم والذي رصد له غلاف مالي يقدر بـ1.7 مليار دينار حيث تجري أشغال انجاز ربط طريق مزدوج على مسافة 20 كلم، حيث وقف وزير القطاع مؤخرا على وتيرة الأشغال خلال زيارته لباتنة.
وتعرف أشغال إنجاز طريق ذي طابع سياحي يربط مدينة المعذر بسيدي معنصر عبر الطريق الولائي رقم 15 تقدما ملحوظا، حيث رصد للمشروع مبلغ 200 مليون دينار، كما سمح البرنامج بدعم مشاريع الطرقات على مسافة100 كلم بالطرق الوطنية 28.31.7.86.87. فضلا عن الطريق المزدوج على مسافة 40 كلم عبر الطريق الوطني رقم 03 والطرقات الوطنية رقم 3،28،31،77،78 وتعبيد الطرق على مسافة 66 كلم بمدينة لتكوت، كما شمل البرنامج تضيف السيدة قتالة جميلة صيانة وإعادة الاعتبار للطرق البلدية صمن برامج مخططات البلدية للتنمية على مسافة 550 كلم.
111 منشاة فنية بالطرق السكان ينتظرون المزيد
ويقدر عدد المنشات الفنية بـ111 منشأة عبر 66 طريق عبر الطرق الولائية، و67 عبر الطرق البلدية، منها اثنتان ببلدية إمدوكال بولاية باتنة تم تمويلها من الميزانية الخاصة بالولاية ، قصد تحسين شبكة الطرقات والقضاء على النقاط السوداء التي كانت تتسبب في حوادث مرور، حيث تمتد المنشأة الأولى على مسافة 100 متر وهذا على مستوى وادي الزرزور عبر الطريق الوطني 70 ليتم ربط البلدية بولاية مسيلة بغلاف مالي قدره 130 مليون دج، أما عن المنشأة الثانية والتي جاءت بعد الأضرار التي خلفتها الأمطار الأخيرة، نهاية العام الماضي، والتي تسببت في خسارة كبيرة للطريق الرابط بين بلدية إمدوكال وصولا إلى بلدية طولقة بولاية بسكرة ،أين تم إعادة الاعتبار لها بمبلغ قدر بـ80 مليون دج .
و كشفت مصادر عليمة من مديرية الأشغال العمومية عن إلغاء مشاريع لإنجاز ازدواجية الطريق على محورين هامين منذ سنة 2003، ويتعلق الأمر بالمحور الوطني 28 الرابط بين باتنة والمسيلة، والمحور 88 الرابط بين باتنة و خنشلة، قبل أن يتم إلغاؤهما بحكم استفادة الولاية من مرور طريق الهضاب العليا عبر إقليمها، و هو المشروع الذي كان مقررا أن يربط شطره الأول باتنة بخنشلة كما طالبت السيدة قتالة بإعادة الاعتبار للطرقات خاصة شبكة الطرقات الولائية البالغ عددها 36 طريقا، اغلبها تعاني التدهور والتشققات.
بدورها مصالح الدرك الوطني كشفت عن تسجيلها لتراجع محسوس في حوادث المرور خلال السداسي الأول من سنة 2017، بحسب ما أكده رئيس مكتب أمن الطرقات بالمجموعة الولائية للدرك الوطني بباتنة الرائد عراس حمبلي، حيث أشار إلى حرص مصالحه على تنظيم حملات تحسيس مستمرة بخطورة حوادث المرور خاصة ببعض النقاط السوداء بإقليم الولاية التي شهدت في هذه الفترة وقوع 129 حادث مرور تسبب في وفاة 54 شخص وإصابة 212 بجروح متفاوتة الخطورة، إضافة إلى المجهودات المبذولة من طرف وحدات الدرك الوطني سواء من خلال الانتشار الميداني والتركيز على المناطق التي تشهد حركة مرور كثيفة.