مدير مركز عين كرمس بتيارت:

نحضّر المتربص نفسيا للحياة المهنية

تيارت :ع.عمارة

 كانت مراكز التكوين المهني قبلة لمن للراسبين، قبل التشريعات الجديدة التي أتيحت للشباب للولوج الى سوق العمل، حيث اشترطت القوانين الحصول على العمل، شهادة التخرج التكوين مما أدى الى التهافت على المراكز بجميع المستويات الدراسية، وحتى التسجيل للاستفادة من عقود ما قبل التشغيل باتت تحتم التعاقد سواء مع مؤسسات وطنية أو حتى الخواص، وهو ما أصبح يعزّز قوانين العمل للحصول على الخبرة او على الأقل النظرية منها.
وولاية تيارت أصبحت قطبا اقتصاديا واعدا، سارعت مراكز التكوين المهني بها الى اختيار التخصصات التي تناسب والتحولات الاقتصادية ولا سيما الصناعية.
 و بما ان تيارت تضمّ العديد من المراكز في اطار التكوين المهني والموجودة تقريبا بجل البلديات اخترنا عينة من جنوب الولاية وبالضبط قصدنا مركز التكوين المهني والتمهين عيساوي احمد.
 استقبلنا السيد بن فرحات بوحركات  مدير المركز بحفاوة . ارتأى ان يمرر رسالة مفادها ان الشاب عندما يدخل الى مركز التكوين المهني ليس من اجل الحصول على شهادة والحصول على حرفة فحسب لكن، يضيف مكانة اجتماعية عندما يتحصل على عمل يصبح رقما إيجابيا في المجتمع وعندما يلتحق نحسسه انه في الحياة المهنية وهي الملاحظة التي أسجلها على الأساتذة قبل الحصول على شهادة وهو ما يحفز الشاب على المواظبة والتحصيل الجدي، والأستاذ المرافق يجتهد في ان يدخل الشاب الى عالم الشغل. السيد بن فرحات اصر على تبليغ رسالة عبر «الشعب» الى الأولياء لحثهم على تحسيس ابنائهم بأهمية التكوين والتخلي عن فكرة التكوين المهني هو مخرج لمن طردوا من المدرسة بل هناك من وصلوا الى قناعة، مفادها ان البعض تخلوا عن الدراسة طواعية وكانوا متفوقين لأن اولياءهم اقنعوهم ببناء مستقبل مبكرا من خلال التكوين المهني، وبمؤسستنا كما اضاف السيد بن فرحات تزخر باساتذة ومهنيين تخرجوا من مركز عيساوي احمد وهم الآن اطارات يساهمون في بناء اقتصاد الوطن.
مركز التكوين المهني والتمهين عيساوي احمد بعين كرمس يتربص به اكثر من300 متربص من بلديات عين كرمس ومادنة والرصفة بتخصصات مهمة تتناسب وخصوصيات الجهة والبلديات المذكورة كون الجهة الجنوبية فلاحية بامتياز لذلك اختار اغلب المتربصين هذا المجال.
مبادرة الإختيار للمتربص
وأوضحت لنا مستشارة التوجيه السيدة عواطف أن الاستقبال الأولى مهم في حياة المتربص من بين المؤطرين الأساسيين في مراكز التكوين المهني والتمهين مستشار التوجيه والتقييم الإدماجي والذي له دور فعال في جعل المتربص يقبل بقناعة على التكوين، بالنسبة لمركز عين كرمس يشرف على العملية السيدة حمزاوي عواطف المستشارة بالمركز والتي اكدت لنا ان الاستقبال الأولي للمتربص يساهم في اقبال المتربص او نفوره من الاستمرار في التكوين وذلك من خلال توجيهه حسب مستواه وميولاته ورغبته في اختيار الشعبة التي تناسبه وقد نحتار في غالب الأحيان عندما يرافق ولي الأمر المتربص ويحرجنا باختيار شعبه لابنه، ويتطلب ذلك عدة محاور وطرق حتى يتسنى لنا اجبار المتربص على الافصاح عن مبتغاه وذلك بعد مغادرة الولي.
طبعا، تضيف السيدة عواطف الاختيارات لا تخضع فقط لرغبة الطالب ولكن نراعي برامجنا والرزنامة المبرمجة لكون التكوين المهني هو فضاء لتطبيق قوانين ويجب علينا المساهمة في بناء الاقتصاد من خلال اقناع البعض باختيار شعب المنطقة في حاجة اليها  لكون ولاية تيارت اصبحت منطقة اقتصادية هامة وتحتاج الى كفاءات تساير التطور الاقتصادي، السيدة عواطف أفصحت عن فكرة الدخول الى التكوين ليس لمن لم تساعدهم الظروف على مواصلة دراستهم بل هناك اتفاقيات مع عدة مؤسسات اقتصادية وحتى إدارية ولدينا العديد من المتربصين عمال وموظفين وهو يتكونون على تخصصات لا توجد في مدن كبرى .
فمثلا تخصص توازي العجلات هو الأول من نوع بولاية تيارت وببعض الولايات الداخلية اقبل عليه العديد من الشبان كونه يضمن مستقبل بالنسبة للشغل زيادة انه لا يتطلّب امكانيات مادية كبيرة، مما يمكن الشباب من فتح مؤسسات مصغرة يحتاج اليها كل من يملك سيارة او عربة.
 لا عمل بدون تكوين
خلال جولتنا لمركز التكوين المهني بعين كرمس اغتنمنا وجود الطلبة وحاورناهم حول مدى تقبلهم ثقافة التكوين المهني. وقال لنا المتربص قصاب: كنت ممن يعتقدون ان الدخول الى مراكز التكوين المهني هو مضيعة للوقت او مكان للترفيه عن النفس والابتعاد عن البيت، غير انه عندما التحقت تغيرت الفكرة وعرفت ان التكوين هو مستقبل الولوج الى عالم الشغل حجة على الذين يشترطون شهادة للعمل وها انا ذا بصدد الحصول على شهادة تخصص كهرباء معماري وقمت لمدة سنة كاملة بالعمل التطبيقي، وانتظر الحصول على عمل. أما بوخشبة محمد: طالب 3 ثانوي تخصص تسيير واقتصاد، نظرته الى التكوين ايجابية منذ تخليه عن الدراسة بالثانوية وكان ينتظر الوقت المناسب لكون الشُعَب التي كانت تطرح عليه لا تتماشى وعالم الشغل والمنتسبين اليها كثيرون، الحلاقة والحدادة والبناء وغيرها وهو الذي له مستوى دراسي جيد وبشعبة متميزة، هدف محمد هو انهاء التكوين، وتقديم خدمة للمجتمع ومن ثم الى البلاد ولا سيما منطقته التي انتشرت بها الصناعة. ولا سيما ان تخصص قاعدة بيانات تعتبر جديدة والأساتذة المشرفون على التكوين لهم تخصص خاص. وآخرها فيها فرصة للحصول على عمل.
في الأخير نقول، أن المتربصين بمركز التكوين المهني والتمهين بعين كرمس تربطهم علاقة طيبة لا سيما بين الأساتذة والطلاب، وحتى مدير المركز السيد بوحركات الذي يتجول بين الورشات والأقسام والإجابة عن الاسئلة وقد حضرنا للعديد من اللقاءات بين الاداريين والطلبة، ونشير إلى اننا قبيل انهاء هذه الزيارة صادفنا 5 طالبات جئن للاستفسار عن كيفية التسجيل بالمركز والشعب التي تناسب مشتواهن وقد وجدن مبتغاهن مع السيدة عواطف مستشارة التوجيه والتقييم الادماجي. ويبقى التكوين المهني ركيزة من ركائز العمل المستقبلي ولا سيما ان عالم الشغل يتطلب تأهيلا متخصصا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19652

العدد 19652

الخميس 19 ديسمبر 2024
العدد 19651

العدد 19651

الأربعاء 18 ديسمبر 2024
العدد 19650

العدد 19650

الثلاثاء 17 ديسمبر 2024
العدد 19649

العدد 19649

الأحد 15 ديسمبر 2024