حقّقت ولاية باتنة تطورات مُتسارعة في مجال التكفل بظروف تمدرس التلاميذ خاصة في المدارس الابتدائية، حيث تصدرت الترتيب الوطني في نسب التغطية بالتدفئة والنقل والإطعام المدرسي في المؤسسات التربوية بأطوارها التعليمية الثلاثة، خاصة بالطور الابتدائي نظرا لكون الابتدائيات تخضع لوصاية البلديات.
يحظى الملف بأولوية خاصة لدى السلطات الولائية من خلال حرصها على توفير أجواء تمدرس للتلاميذ تنفيذا لتعليمات الوصاية في هذا الشأن، حيث سمحت العمليات التنموية الخاصة بصيانة المدارس وتهيئتها خاصة في مجال التدفئة المدرسية بضمان تغطية كاملة، وتوديع مشاكل التذبذب التي كانت تشهدها بعض المؤسسات المتواجدة بالمناطق النائية والبعيدة خلال فصل الشتاء.
وقد حرصت السلطات الولائية حسب والي باتنة في تصريح لـ “الشعب”، على التوجه بقوة لتعميم التدفئة المركزية لما لها من أهمية في مجال الأمن، كون ولاية باتنة من الولايات التي تشهد انخفاضا في درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، الأمر الذي يستدعي التكفل الجاد بالتدفئة، سواء من خلال ضمانها عن طريق الغاز الطبيعي أو التدفئة المركزية.
وقد كلف ذات المسؤول لجنة مُختلطة لمتابعة وضعية التدفئة المدرسية بالولاية من خلال التدخل الآني والسريع لمُعالجة المدافئ المعطلة، والتي تحتاج إلى إصلاح وصيانة، واقتناء تلك المنعدمة في بعض المؤسسات ما سمح بتوفير أجواء تمدرس جيدة للتلاميذ استحسنها الأولياء، حيث ألحت السلطات الولائية على تكوين فرق مُختصة لمتابعة وصيانة أجهزة التدفئة بالمؤسسات التعليمية، على مستوى مديرية التربية أو مقاطعات المفتشين، دورها القيام بعمليات صيانة ومراقبة دورية لأجهزة التدفئة وأنابيب المدافئ حتى خلال العطلة الصيفية، إضافة إلى تكوين عمال مهنيين متعددي الاختصاصات، بالتنسيق مع مراكز التكوين المهني للتكفل بالترميمات والإصلاحات والتدخلات ذات الطابع الاستعجالي.
كما تمكّنت الولاية في السنوات الأخيرة من تحقيق نسبة تغطية قياسية، ارتفعت خلال سنة 2024 لتصل إلى 100 بالمائة، عبر كل إقليم الولاية رغم شساعتها وصعوبة تضاريسها، وكذا العدد الهائل للمؤسسات التربوية الذي يفوق 1000 مؤسسة تربوية، 666 منها مدارس ابتدائية، ارتفع عدد المطاعم المدرسية بها من 300 مطعم في سبتمبر 2022، غير مهيكلة تقدم وجبات باردة، إلى 602 مطعم حاليا، أي بزيادة كبيرة فاقت الضعف وهو إنجاز كبير في التكفل بهذا الملف، كما تم تجهيز بعض الحُجرات غير الوظيفية وتحويلها إلى مطاعم تقدم وجبات ساخنة.
أما النقل المدرسي فهو خط أحمر بالنسبة للسلطات المحلية، حيث سخرت الولاية كل إمكانياتها المالية لضمان تنقل التلاميذ، وفقد خصّصت مصالح الولاية 18 مليار سنتيم لصيانة الحافلات المهترئة، في حين تم تخصيص 15 مليار سنتيم كإعانة أولية من الولاية، للبلديات التي تفتقد للحافلات من أجل الإسراع في إجراءات التعاقد من الخواص لضمان نقل التلاميذ بالمناطق النائية والريفية إلى مؤسساتهم التعليمية، كما تم إعادة الاعتبار وتهيئة غالبية المؤسسات التربوية قبل الدخول المدرسي للموسم الدراسي الحالي، في مجال التدفئة، الترصيص الصحي، عمليات الطلاء، الإنارة، خزانات المياه وغيرها، وذلك من خلال تخصيص غلاف مالي هام يقدر بـ 147 مليار سنتيم كإعانة من وزارة الداخلية تم توزيعها على الابتدائيات حسب حاجتها لعمليات ترميم.