شكّلت ملفّات الشباب وتفعيل التنمية المحلية وبعث مختلف المشاريع الحيوية والأساسية كالصحة والتربية إلى جانب استغلال القدرات الفلاحية والسياحية لكل منطقة في الشق الاقتصادي محاور أساسية في برامج المترشحين الخمسة للانتخابات التشريعية ليوم 12 ديسمبر القادم، اعتمادا على الخطابات الميدانية التي قدّمها المتنافسون منذ انطلاق الحملة، وكذا الخطوط العريضة للبرامج والتّصوّرات لكل مترشح قصد تحسين الإطار المعيشي للمواطن على المستوى المحلي.
نظرا لأهمية قطاع الفلاحة في تنمية الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي، وما يشكله من مورد هام وأولوية قصوى في دعم التنمية المحلية بولاية بومرداس والاهتمام بمشاكل الفلاحين العديدة لتطوير مختلف الشعب المنتجة، كان هذا الملف إلى جانب قطاع السياحة والصناعة التقليدية صلب اهتمام مترشح جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، الذي استهل حديثه بالحديث على أهمية النشاط وما تمثله الولاية من مكانة اقتصادية، معتبرا إيّاها بمثابة «القاطرة الوطنية»، خاصة في بعض المنتجات منها شعبة الزيتون وما تمثله من أهمية محليا ووطنيا، مع تثمينه لمشروع إنجاز مخبر وطني متخصّص في المواد الغذائية بإمكانه المساهمة في ترقية إنتاج زيت الزيتون، ومساعدة المنتجين والمتعاملين الاقتصاديين على تصدير منتوج وطني تنافسي في الأسواق الدولية، ورفع حالة الحظر على المنتوج الجزائري المعروف بالجودة ووفرة الإنتاج في حوض المتوسط.
إلى جانب قطاع الفلاحة وتشجيع الاستثمارات المحلية في هذا الجانب، ثمّن المترشّح أيضا القدرات الكبيرة التي تسخر بها في القطاع السياحي التي لا تزال دون استغلال أمثل، والتعهد بالاستثمار في الإنسان عن طريق تشجيع الشباب الجامعي المبدع، والاهتمام أكثر بقطاع التعليم العالي وجامعة بومرداس بالخصوص التي توفر تخصّصات هامة للطلبة من مختلف ولايات الوطن مثلما قال.
نفس التوجه عبّر عنه المترشّح عبد القادر بن قرينة، الذي أشار هو الآخر إلى أهمية قطاع الفلاحة في دعم الاقتصاد الوطني وتقليص فاتورة الاستيراد، خاصة في ظل القدرات التي تملكها الولاية وباقي ولايات الوطن، وبالأخص ولايات الجنوب، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بالمرافق العمومية من مدارس ومستشفيات لتحسين الإطار المعيشي للمواطن.
كما شكّل موضوع التكفل بالشباب النقاط المشتركة الأبرز في البرامج الانتخابية للمترشحين الخمسة، من خلال التعهد بإشراك هذه الفئة في الحياة السياسية وتسهيل عملية الاندماج المهنية والمساهمة في تنمية البلاد، وهي قضية تشكل تحديا فعليا أمام الرئيس القادم بالنظر إلى حساسية موضوع الشباب وانشغالاته المتزايدة في ميدان الشغل، السكن، توفير المرافق والهياكل الرياضية والشبانية، حيث اقترح المترشح عبد المجيد تبون في برنامجه «استحداث تحفيزات جبائية وشبه جبائية لفائدة المؤسسات الاقتصادية لتشجيعها على توظيف الشباب وخريجي الجامعات ومعاهد التكوين المهني.
من جانبه قدّم المترشّح علي بن فليس تصوّرا شاملا للاهتمام بفئة الشباب لترجمة تطلعاته في الواقع، واقتراح حوار شامل ومشاركة فعّالة، وإنشاء خلية إصغاء على كل المستويات بما فيها المحلية للاستماع إلى انشغالاته والأخذ بمقترحاته.