عرفت ولاية تيارت قفزة نوعية في تسيير قطاع النّقل ممّا سهّل تنقّل الأشخاص والبضائع، وللاطّلاع على ما تمّ تحقيقه من مشاريع، اقتربنا من مدير النّقل مزياني عبد الهادي، الذي أكّد أنّ مشروعا كبيرا يتم تجسيده، والمتمثل في إنجاز 5 محطّات برية من صنفي «أ» و»ب» بكل من دوائر السوقر، فرندة، قصر الشلالة ومهدية بينما تقرّر إنجاز محطة بعين كرمس من صنف «ج» فمحطة السوقر شرع في إنجازها منذ أيام.
بينما باقي المحطات هي قيد الاجراءات الادارية، وقد تمّ إشهار المخطط العام لمحطة فرندة عبر صفحة التواصل الاجتماعي للمديرية الولائية للنقل التي تواصل المرافقة التقنية، علما أنّ الولاية لم تكن تتوفّر على أي محطة برية بمواصفات نظيرتها الوطنية سوى مواقف للسيارات، منها ما يوجد بالطريق العمومي كفرندة وقصر الشلالة وعين كرمس.
وحسب مزياني فإنّه أوكلت مهمة إنجاز المحطات المذكورة الى مستثمرين خواص بعد المرور على الاجراءات القانونية عبر صيغة الصّفقات.
بالنسبة للجانب الرّقابي للعربات، تمّ إنشاء 5 وكالات للرّقابة التقنية كعمل استثماري كذلك بكل من عين الذهب والدحموني والرشايقة وحمادية وعين مريم.
أما بالنسبة لنقل الأشخاص فإنّ عدد المتعاملين بلغ 130 لخطوط ما بين الولايات، ووفّرت المديرية حظيرة 200 حافلة بينما يسجّل 802 ناقل وتتوفر الولاية على 864 حظيرة، أما سيارات الأجرة فيبلغ عددها 417 عبر خطوط ما بين الولايات، و830 سيارة أجرى تنشط بين بلديات الولاية الـ 42.
فيما يخص سيارات الأجرة الفردية أي التي تنشط بالوسط الحضري فقد صرّح مدير النقل أنّه بلغ عددها 1474 سيارة ينشّط أغلبها بعاصمة الولاية، وتتوزّع البقية على دوائر كل من السوقر، فرندة ومهدية.
وفي سؤال حول قلة الخطوط بين عاصمة الولاية ودائرة عين كرمس بالنسبة للحافلات، فإنّ تجميد الخطوط ساري المفعول منذ مدة بسبب تشبع الخط بواسطة سيارات الأجرة واستثناء يضيف المدير أنّه تم الترخيص لحافلتين تنشط حاليا لنقل المسافرين، أما الأحياء السّكنية الجديدة بعاصمة الولاية، والتي تمّ توزيعها خلال هذه السنة فقد تمّ تمديد عدة خطوط نظرا للطابع الاستعجالي لنقل المواطنين، ولا سيما الموظفين وتلاميذ المؤسسات كالثانويات والجامعات ومن بين الأحياء حي ميلود ناصر أو ما يسمى بحي الأتراك، كما أعيد خط ايت عمران سعيد وغيرها من الاحياء الجديدة لكون تم توزيع الالف السكنات بعاصمة الولاية خلال العام 2018 / 2019.
وفي انشغال يطرحه المسافرون المتعلق بخط الجزائر العاصمة والبليدة وولايات الوسط عبر الحافلات، فقد أكّد مزياني عبد الهادي أنّ النّاقلين لم يطلبوا النقل عبره، زيادة على تطبيق القانون فيما يخص الخطوط التي تفوق مسافتها 300 كلم يتحتّم على النّاقل أن يوفّر حافلتين لكل خط حتى يتسنى للمسافر ضمان حقه في الراحة أولا لضمان استبدال السائقين، وثانيا ليطبّق مبدأ عدم استعمال الحافلة الناقلة لمدة طويلة خلال اليوم ممّا يؤثّر على سلامتها وصيانتها.
مشروع القرن
أما مشروع السّكة الحديدية الذي استفسرنا عند مزياني عبد الهادي، فقد اعتبره مشروع القرن الذي ينتظره سكان ولاية تيارت، والذي يمتد من ولاية سعيدة مرورا الى ولايتي تيسمسيلت وغليزان، ويعد مشروعا واعدا وولاية تيارت من الولايات القليلة التي يعبر منها خطّان للسكك الحديدية، حيث يبلغ طول خط سعيدة تيارت 153 كلم مرورا بالجهة الجنوبية للولاية تم وضع السكة لأكثر من 76 كلم من بين 99 كلم خلال العام 2018 بعد أن كان لا يوجد تشييد أي متر في سنة 2017. وبلغت نسبة الانجاز حسب المدير 80 بالمائة، حيث عرف وتيرة متسارعة بعد رفع جميع العراقيل والتحفظات.
أما خط تيارت - غليزان فقد بلغت نسبة إنجازه 50 بالمائة على مسافة 185 كلم، وستشهد سنة 2019 وتيرة سريعة في الانجاز.
وينتظر أن تدشّن قريبا محطة للمسافرين بعاصمة الولاية، والتي ستضم جميع المتعاملين لكونها محطة كبيرة وتتّسع لأكبر عدد من سيارات الاجرة للخطوط الداخلية وما بين الولايات، والتي تستغل من طرف مستثمر سارع في إنجازها لكون المحطة القديمة لا تتّسع لجميع الناقلين، فيما تجاورها محطة النقل عبر الحافلات ما بين الولايات والتي توشك هي الأخرى على الانتهاء.
ويضيف المدير أن النقل بولاية تيارت متوفر بنسبة تفوق 90 بالمائة على جميع الخطوط، ولا سيما أنّ شركات خاصة تساهم في النقل الحضري ممّا خلق انسجاما بين المتعاملين الذين تمثلهم عدة نقابات معتمدة تمثل السائقين ولهم علاقة عمل خاصة مع المديرية.
وللجنة الانضباط دور هام حسب محدثنا في تسيير النقل وتسليط العقوبات لكل من يعتدي على حقوق المسافر، ولا سيما فيما يخص رفض الخدمة للزبون كالتّحجّج بالاكتظاظ وبعد المسافة، وغيرها من الحجج التي لا تخدم الصالح العام وسوء المعاملة مع الزبون، حيث تجتمع هذه اللجنة مرة كل شهر للنظر في الشكاوى المقدمة لها.
نشير إلى أنّ المؤسسة الوطنية للنقل الحضري تقدّم خدمات جليلة للمواطنين حيث تعمل الحافلات بعامل الوقت، ولا تنتظر امتلاء الحافلة كما يعمل الخواص ويتمتّع عمالها وسائقيها بالكفاءة المهنية لكونهم تكوّنوا قبل الشروع في العمل، وما يشتكي منه إداريو النقل هو النقص الفادح في المفتشين، حيث يشرف مفتش وحيد على المراقبة مما يعطل أحيانا تقدم الأعمال، ويعود الخلل في بعد مركز التكوين للمفتشين المكونين حيث يتم تكوينهم بولاية باتنة.