عرف انجاز مشروع المنفذ الطريق السيار جن جن العلمة صعوبات وتأخرا في الانجاز، رغم قيام الوزير السابق للأشغال العمومية والنقل عبد الغني زعلان بترؤس بمقر الوزارة اجتماعا تنسيقيا بحضور والي جيجل، الأمينة العامة لولاية ميلة والأمين العام لولاية سطيف، في إطار متابعة المشاريع المهيكلة الكبرى للقطاع.
تمحور الاجتماع حول تقييم مدى تقدم أشغال إنجاز مشروع الطريق السيار النافذ الذي يربط ميناء جن جن بالطريق السيار شرق غرب على مستوى مدينة العلمة على مسافة 110 كم، كما هدف هذا الاجتماع الذي حضره كل المتدخّلين المعنيين بهذا المشروع من مؤسسات الإنجاز تحت إشراف الجزائرية للطرق السيارة، مكاتب الدراسات وإطارات الإدارة المركزية والمحلية، إلى إعطاء ديناميكية جديدة لهذا المشروع الهام الذي يعبر ثلاث ولايات جيجل على مسافة 45 كم، ميلة على مسافة 15 كم وسطيف على مسافة 50 كم، والذي يعرف مساره تضاريس صعبة، الامر الذي جعل المتتبعين لهذا الصرح، انه من الصعب استلامه بنهاية السنة الجارية، ومن المؤكد تمديد آجال انجاز هذا الطريق ومنح فترة عمل إضافية للمجمع الإيطالي ريزاني المكلف بإنجاز هذا الطريق وذلك إلى غاية العام 2022 بعدما بات في حجم المؤكد استحالة تسليم هذا الطريق وحتى جزء منه خلال التاريخ الذي حددته الوزارة الوصية وهوأواخر العام 2019 بالنظر إلى ما تشهده الأشغال من تأخر كبير، خصوصا على مستوى بعض المقاطع .
كان ان شدّد بشير فار والي جيجل خلال زيارته التفقدية لورشات الطريق المنفذ جن جن - العلمة في شطره على مستوى جيجل، «على البحث عن حلول حقيقية يمكن تجسيدها، بإعادة النظر في كيفية تسيير مختلف الورشات من حيث الأجال وتسخير الموارد البشرية والمادية اللازمة، من أجل ضمان الالتزام بالآجال المحددة»، مؤكدا على مسؤولي الورشات «تحديد برنامج زمني لكل الأشغال مهما كانت طبيعة تلك الاشغال، من أجل المساهمة بشكل كبير في تحقيق نتائج مرضية في الميدان»، وتطرّقت «الشعب» فيما سبق الى وضعية المشروع، حيث تعرف أشغال إنجاز الجسور على الطريق المنفذ جن جن العلمة تقدّما كبيرا، بالمقابل انجاز الطريق، يسير ببطء وعرف تأخرا كبيرا، بسبب الإضرابات التي قام بها عمال شركة «مابا» التركية المكلفة بإنجاز عدد من المنشآت الفنية التابعة للطريق السريع، وذلك على خلفية عدم حصول هؤلاء العمال على أجورهم الشهرية، وعدم وفاء الشركة المشغلة بوعودها تجاه هؤلاء، كما شنّ عمال الشركة التركية التي تقوم بإنجاز أكبر نفق يضمه الطريق السريع جن جن العلمة، والواقع تحت سفوح جبال بلدية تاكسنة، إضرابا مفتوحا احتجاجا على عدم تلقيهم لمستحقاتهم المالية وهي المستحقات التي لم تدخل جيوب العمال بحسب ممثلين عن هؤلاء منذ خمسة أشهر كاملة، ما تسبّب في أزمة كبيرة لهؤلاء العمال الذين باءت مفاوضاتهم مع الشركة المشغلة بالفشل الذريع على حدّ تعبير ممثليهم وهوما دفعهم إلى سلك طريق الإضراب الذي أعاد شريط الإضرابات الذي دخله عمال العديد من الشركات العاملة على مستوى منفذ جن جن العلمة إلى الواجهة.
كما تحوّلت هذه الإضرابات المتكرّرة كابوسا يؤرق القائمين على المشروع سكان المناطق التي يمرّ بها الطريق، فمن المؤكّد استحالة تسليم هذا الأخير الذي يمتد على مسافة 110 كلم انطلاق من ميناء جن جن بجيجل إلى غاية مدينة العلمة بولاية سطيف في الآجال الجديدة التي حددتها وزارة الأشغال العمومية في منتصف سنة 2019، وذلك رغم تمديد آجال التسليم بثلاث سنوات كاملة من سنة 2016 إلى سنة 2019، وذلك في ظلّ التأخر الكبير الذي تعرفه أغلب مقاطع هذا الطريق والذي كان يفترض تسليم أول مقطع منها أوبالأحرى ذلك الممتد من ميناء جن جن والى غاية حدود بلدية تاكسنة مع بداية العام المقبل، وما تزال الأشغال تراوح مكانها بأغلب المقاطع رغم تطمينات السلطات المعنية بانجاز هذا الطريق الاستراتيجي.