إذا كان البعض في ولايات مجاورة يشتكي من مشكل العقار فيما يخص الاستثمار ولا سيما بالبلديات الداخلية، فإنّ ولاية تيارت رغم طابعها الفلاحي والرعوي إلاّ أنّها خاضت من عشرية كاملة من التجربة الصناعية، حيث استحدثت عدة مناطق ببلديات الولاية كعاصمتها تيارت، فرندة، مهدية، السوقر ومدريسة.
بلدية مدريسة التي أخذناها كنموذج بها منطقة صناعية كبيرة تتّسع لعدة مستثمرين، وأولها مصنع الأجر الذي أنعش المنطقة بحصول صاحبه على أرض تفي بغرض مصنع للآجر، ومستثمر للنجارة وآخر للحدادة وغيرهم.
الشاب بن عامر جديد أحد المستثمرين الذي تحصل على 6 آلاف متر مربع بالمنطقة الصناعية ببلدية مدريسة في إطار برنامج الاستثمار، وشيّد مصنعا ضخما بكل المقاييس، لدى زيارتنا للمصنع تفاجأنا به كونه به جميع المرافق التي تتوفر لمصنع لطحن الحبوب وصناعة مادة الفرينة للاستهلاك والنخالة لتغذية الأنعام. المستثمر بن عامر حاز على المشروع وقطعة الأرض منذ سنة 2014 واستثمر ما قيمته 30 ميار سنتيم، حيث جلب التجهيز من دولة أجنبية وتولّت تركيبها المؤسسة التي اشترى منها العتاد، وحسب المستثمر جديد بن عامر فقد قام بالاستثمار من ماله الخاص دون الاستدانة وطلب قروض.
وقد تحصّل السيد بن عامر كما قال بعد تكوين ملف إداري تقدّم به إلى مديرية الصناعة التي وافقت على الفور، المصنع الذي زرناه به إدارة حديثة بكل المقاييس، ومجهّزة إلكترونيا ومؤمّنة بطرق حديثة، وقد احترم المصمّم جميع المقاييس الأمنية والبيئية والتجارية، وهو ما توضّحه واجهة المصنع.
وعن الهدف من الاستثمار، قال محدّثنا إنّه يريد المساهمة في الاقتصاد المحلي وتوفير يد عاملة، حيث يشكل المصنع عند انطلاقه 50 عاملا دائما حيث استهل العملية بتشغيل عمال للحراسة والنظافة والصيانة، ويتقاضون أجورهم منذ الانتهاء من تشييد المصنع، ويدفع المستثمر ما قيمته 12 مليون سنتيم كلفة الكهرباء والغاز زيادة على فاتورة الماء، كل ذلك يقول جديد بن عامر، في انتظار تنفيذ الحلم المتمثل في الحصول على الاعتماد من وزراة الصناعة، حيث كاتب محدثنا السلطات المحلية وتبقى الكرة لدى الوزارة لكونه اكتمل جميع الاجراءات والبنود التي جاءت في دفتر الشروط.
السيد بن عامر أثنى على السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية، الذي لم يدّخر جهدا في مساعدة المستثمرين وملاقاتهم في عدة مناسبات وتشجيعهم على الاستثمار.
نشير إلى أنّ بعض البلديات كبلدية الفايجة التي تفتقد إلى عقار لتنفيذ مشاريع منها حتى المؤسسات العمومية لكون أراضيها جلها تابعة للخواص وبعض البلديات تفتقر الى اراضي لتوزيعها على طالبي البناء بسبب الأراضي الفلاحية أو ملك للخواص.
ورغم المدة الطويلة التي مضت على انتهاء المشروع، إلا أن السيد بن عامر لا يزال يتشبّث بتحقيق حلمه وحلم جميع العمال الذين سيشغلهم، حيث أحدث واجهة لمصنعه افضت جمالية على المنطقة الصناعية.