تسجّل وتيرة التنمية المحلية بولاية ورقلة مسيرة لابأس بها على عدة أصعدة مع تحقيق مكاسب جوهرية في قطاعات هامة، ومع ذلك مازال المجتمع المدني المحلي يرفع انشغالات متعددة والمتعلقة أساسا بتحسين الإطار المعيشي وتطوير عجلة التنمية المحلية.
من بين عديد المكاسب التي تحقّقت في فائدة مواطني الولاية ورقلة قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة القاضي برفع التجميد عن مشروع انجاز المستشفى الجامعي، الذي يعد من بين المشاريع الهامة التي لطالما كانت في مقدمة مطالب المواطنين المحليين، الذين رافعوا في عدة مناسبات من أجل إعادة بعثه من جديد نظرا لأهميته بالنسبة لسكان الولاية ورقلة بالأخص وولايات الجنوب المجاورة أيضا.
وفي قطاع النقل شكل استحداث أول خط ترامواي في الصحراء، والذي أنجز بورقلة بالإضافة إلى خط قطار كوراديا الرابط بين الولاية المنتدبة تقرت (160 كلم عن عاصمة الولاية ورقلة) وقسنطينة خطوة ايجابية نحوتجسيد مساعي العمل على تحديث وعصرنة شبكة النقل، كما انعكس تجسيد هذين الإنجازين بصفة مباشرة على تسهيل حركة تنقل المواطن اليومية داخل المدينة ونحو ولايات الشمال أيضا في توفر ظروف أكثر أريحية.
أما عن المطالب التي يرفعها المجتمع المدني المحلي بورقلة والمتعلقة منها خاصة بالشق التنموي، فإنها تشكل اليوم إحدى الرهانات والتحديات الكبرى الواجب الاهتمام بها نظرا لارتباطها المباشر بالحياة اليومية للمواطن المحلي على غرار المطالبة بتدعيم شبكتي المياه الصالحة والصرف الصحي بما يضمن التموين بالماء الشروب بصفة منتظمة والقضاء على النقاط السوداء وإعادة النظر في مشروع الصرف الصحي وتجسيد مشروع انجاز شبكة صرف صحي وفقا للمقاييس المطلوبة والتركيز على وضع حد لظاهرة تصاعد المياه.
وحسبما جاء ذكره من قبل ممثلي المجتمع في مناسبات عدة، فتتحدد انشغالات المواطن أيضا في توفير عدد معتبر من مناصب الشغل في فائدة اليد العاملة المحلية، انجاز سكنات وفق متطلبات وطبيعة المنطقة ورفع الإعتمادات المالية الموجهة لهذه السكنات وبعث عملية توزيع التجزئات الاجتماعية بحصص معتبرة، نظرا لما تحويه الولاية من مساحات شاسعة، بالإضافة إلى رفع التجميد على الإعانات المالية الخاصة بها.
وفي سياق ما يخص ترقية واقع الخدمات الصحية بورقلة، يطالب المواطنون أيضا بضرورة تعزيز خدمات القطاع الصحي بالولاية من خلال إنشاء مستشفى للحروق، بالإضافة المطالبة بتفعيل الخدمة المتواصلة 24 ساعة على 24 ساعة بالنسبة للعيادات الجوارية خاصة في المناطق النائية التابعة للولاية. والمطالبة بتدعيم النقل الجوي عبر فتح خطوط جديدة تربط الولاية بكافة ربوع الوطن وربطها كذلك بالسكة الحديدية وتكملة انجاز الشطر الأول من خط ترامواي ورقلة. ومن بين المطالب التي تبقى متكررة أيضا ضرورة الاهتمام بإنشاء مراكز ترفيهية ومسابح ومساحات خضراء وحدائق في هذه الولاية التي تفتقر بشكل واضح لمثل هذه المرافق، في انتظار تجسيد عدة مشاريع استثمارية للخواص ودخولها حيز الخدمة.