تحتفل نساء العالم كلّهن بعيدهّن السّنوي وتُستثنى المرأة الفلسطينية والصّحراوية وكثيرات أخريات تعيش بلدانهن أزمات دموية وثوترات وأعمال عنف…
عديدات هنّ المحرومات من فرحة العيد التي تبقى مؤجّلة ومعلّقة على شرعية دولية قد تستيقظ يوما من سباتها العميق لتعيد للشعوب المحتلّة حقوقها المشروعة، ومتوقّفة على ضمير إنساني عالمي قد يتحرّك لرفع الظلم والغبن عن ملايين النساء التعيسات اللواتي يتجرّعن في صمت مرارة الإحتلال وما يرتكبه من انتهاكات أليمة تطالهنّ حينا بالقتل والأسر والتعذيب والتحرّش، وأحايين كثيرة بحرمانهنّ من حقوقهنّ الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية والحياة الآمنة والبيئة السليمة، فضلا عن استخدامهنّ كورقة ضغط على أزواجهن أو أبنائهنّ أو إخوانهنّ سواء كانوا مقاومين أو أسرى أو مطاردين.
نساء كثيرات للأسف الشديد لا يحتفلن بعيدهن السنوي، فالفرحة حذفت تماما من قاموس حياتهنّ التي أصبح عنوانها الوحيد هو إما مقاومة الإحتلال أو التّيهان في المنافي والملاجىء فرارا من جحيم الحروب والنزاعات المشتعلة هنا وهناك، أو تحمل على عاتقهنّ المنهك مسؤولية أسر فقدت معيلها، فالكثيرات أصبحن بين عشية وضحاها يقمن بدور ربّ الأسرة ويكافحن ظروفا مروّعة من أجل تأمين الغذاء والكساء والدواء والتّعليم والحماية لأطفالهن، وتتعرض بعضهنّ للاستغلال والتحرّش وحتى الاعتداء الجنسي من الوحوش البشرية.
في عيدها السنوي، تترقب نساء العالم هدية تشبع دلع ودلال الأنثى فيهن، لكن المرأة تحت الإحتلال كالفلسطينية والصحراوية وتلك التي تعيش بلدانها أزمات وصراعات، فحلمها كله محصور فقط في الحرية والأمن والسّلام وضمان الحماية ورغيف الخبز لصغارها في مخيمات اللجوء البائسة.
فمتى تكتمل الفرحة وتحتفل كل نساء العالم بعيدهن؟
لا احتفال تحت احتلال
فضيلة دفوس
شوهد:1039 مرة