رصّ الصّفوف وإسماع صّوت القارّة السّمراء عاليا

الجزائـر- إفريقيـا.. أفكـار واحـدة لمصـير مشـترك

آسيا قبلي

 

الدولــــــــــــة الجزائريـــــــــة تحمــــــــــــلُ انشغـــــــــــالات وطموحــــــــــــات القــــــــــــارّة إلـــــــــــى العـــالم

 أدّت الجزائر منذ استقلالها دورا محوريا في استتباب الأمن في القارّة، من خلال تبنّي الاتحاد الإفريقي، منظمة الوحدة الإفريقية آنذاك، اقتراح مبدأ احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، وهو ما ساهم بفعالية في تجنيب القارة حروبا ما كانت لتنتهي، ومنذ سبعينات القرن الماضي طالبت بنظام عالمي اقتصادي جديد، كما طالبت ومازالت تطالب بإصلاح مجلس الأمن الدولي ومنح إفريقيا مقعدا دائما فيه، ليراعى التوازن بين القارات.

احتضنت الجزائر الاجتماع الوزاري الـ11 للجنة العشر للاتحاد الإفريقي، شهر جوان الماضي، وانتهى باعتماد خطة عمل طموحة ترمي إلى توظيف الزخم المتجدّد الذي يعرفه ملف إصلاح مجلس الأمن، وتثمين الدعم المتزايد الذي يحظى به الموقف الإفريقي المشترك، وذلك في إطار الجهود الإفريقية الرامية لتصحيح الظلم التاريخي المُسلط على القارة، كونها المغيب الوحيد في فئة المقاعد الدائمة بالمجلس، والأقل تمثيلا في فئة المقاعد غير الدائمة بالمجلس، ورغبة منها في إعادة دوره وفعاليته إزاء تتابع الأزمات والنزاعات والصراعات وتراكمها على المستويين الإقليمي والدولي، أمام عقم المبادرات الدبلوماسية لصياغة ملامح الحلول المنشودة والتسويات المنتظرة، بحسب ما جاء في البيان الختامي للاجتماع.
إنهــــــــــــــــاء الاستعمــــــــــــــــــار والتدخّـــــــــــــــلات
وعلى الصعيد الداخلي للقارة، ونظرا لمعاناتها من استعمار استيطاني طويل الأمد، ترافع الجزائر دائما لإنهاء الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، في الصحراء الغربية، التي يعاني شعبها من ويلات الاحتلال، انطلاقا من تمسكها بمبدئها الراسخ لحق الشعوب في تقرير مصيرها، وفضح مناورات المحتل المغربي، وحلفائه الذين ينصرون الظلم أينما كان، وينقلبون على الشرعية الدولية إتباعا لأهوائهم على حساب استقرار الأقاليم.
كما دعت الجزائر منذ بداية الأزمة الليبية، إلى منع التدخلات الخارجية، وتمكين الشعب الليبي من إيجاد حل لأزمته بنفسه، بجلوس كل أطرافها إلى طاولة الحوار، دون إقصاء، ورفضت في كل مرة الحل العسكري، سواء من مختلف الأطراف الليبية فيما بينها، أو التدخل العسكري الخارجي، والأمر نفسه بالنسبة لمالي، عندما حذّرت من مغبّة حل اتفاق السلام الذي ضمن هدنة طويلة الأمد بين الشمال والحكومة المركزية. ورفضت دائما الانقلابات العسكرية، معتبرة أنها لا يمكن أن تكون بديلا عن الحكم المدني والنظام الدستوري.
إفريقيـــــــــــــــــــــــا للأفارقـــــــــــــــــــــــــة
ولأن القارة الإفريقية، هي أكثر القارات تعرضا لظاهرة الإرهاب، والتي تمنعها من التقدّم وتحقيق تنميتها، ونظرا للخبرة التي اكتسبتها الجزائر من مكافحة الظاهرة والقضاء عليها، فهي تساعد دول القارة على مواجهة الظاهرة ومكافحتها، إذ تحتضن اثنتين من أهم آليات مكافحة الارهاب، وهما المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب، وآلية الاتحاد الإفريقي للتعاون الشرطي “افريبول”، كما تسعى إلى تفعيل دور القوّة الإفريقية الجاهزة، من أجل الانتشار السريع والاستجابة الحثيثة للأزمات، وتعتبر الجزائر عضوا في الآلية وذلك تجسيدا للمبدأ الذي طالما رافعت عنه وهو حل المشاكل الإفريقية إفريقيا، لمنع التدخلات الخارجية التي عادة ما تزيد الأمور تعقيدا.
وعلى الصعيد الاقتصادي، والى جانب مشاريع ربط مختلف دول القارة ببعضها، خاصة دول الساحل انطلاقا من الجزائر، من خلال الطريق العابر للصحراء، وخط الأنابيب والألياف البصرية، فإن الجزائر كانت من الدول الخمس الأولى التي بادرت بالشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا النيباد والتي تحوّلت حاليا إلى وكالة تنمية تابعة للاتحاد الإفريقي، القائمة على تحرير القارة من الصراعات والتخلف، عبر متابعة تنفيذ المشاريع القارية والإقليمية التي تهدف إلى التكامل القاري، وتهيئة مشاريع التنمية المدرجة في أجندة 2063، كما تبيّنه أهداف الوكالة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19654

العدد 19654

الأحد 22 ديسمبر 2024
العدد 19653

العدد 19653

السبت 21 ديسمبر 2024
العدد 19652

العدد 19652

الخميس 19 ديسمبر 2024
العدد 19651

العدد 19651

الأربعاء 18 ديسمبر 2024