يعد شعبان مرزقان من ضمن أحسن المدافعين الذين أنجبتهم كرة القدم الجزائرية، والكل يتذكّر تلك الصّور التي صنعها خرّيج مدرسة نصر حسين داي في مونديال 1982 بفضل لياقته البدنية الممتازة وفنياته التي حيّرت لاعبي المنتخب الألماني بصفة خاصة.
مرزقان أعطى لمنصب ظهير أيمن «صبغة خاصة»، حيث يغطّي كل الجهة اليمنى ويساهم بشكل كبير في الحملات الهجومية، الى جانب العزيمة الكبيرة التي يلعب بها.
كما أنّ مرزقان بدأ مشواره مع الأكابر في سن مبكرة كونه أبان عن امكانيات كبيرة، وحجز مكانا مع الأكابر.
شعبان مرزقان من مواليد 8 مارس 1959، دخل عالم الكرة بنادي مؤسسة الحليب بحسين داي، قبل أن يتحول الى فريق نصر حسين داي عام 1974 في سن 15 سنة، حيث كان هذا النادي مدرسة حقيقية.
تعلم الكثير بهذه المدرسة رفقة العديد من اللاعبين الكبار الذين شكلوا هذا الفريق المميّز، حيث نال الألقاب في صنف الأواسط قبل اللعب لدى الأكابر.
وبفضل امكانياته الكبيرة طرق مرزقان أبواب المنتخب الوطني مبكرا أيضا، حيث أصبح لاعبا دوليا في سن 19 سنة، إلى جانب كل من ماجر، قندوز، لعزازي...
وشارك المدافع الأيمن المميّز لـ «الخضر» في 60 مباراة دولية، حيث خاض منافسات دولية على غرار كؤوس افريقيا للأمم، كأس العالم 1982 بإسبانيا وألعاب البحر الأبيض المتوسط، وكانت له اتصالات مع أندية أوروبية كبيرة آنذاك.
وبعد مشوار ناجح بنصر حسين داي انتقل مرزقان الى مولودية الجزائر عام 1987، والتي لعب فيها إلى غاية 1989 قبل أن يعتزل اللعب وينتقل الى عالم التدريب، وعرف بعزيمته الكبيرة في تحضير الأندية لتحقيق هدف الصعود، فقد درّب كل من نصر حسين داي، شباب ميلة، مولودية بجاية، نادي بارادو واتحاد الحراش.
ومازال لحد الآن في عالم كرة القدم من خلال «مهنته الجديدة» كمحلّل في القناة الثالثة للاذاعة الوطنية، حيث يشكّل ثنائيا مع الاعلامي معمر جبور، وكل المستمعين يؤكدون على اللمسة الفنية والتحليل في العمق للمقابلات التي يقدمها المدافع الأيمن السابق لنصر حسين داي والمنتخب الوطني خرّيج مدرسة النصرية.
ويتّفق كل عشّاق الكرة الجزائرية أنّ مرزقان طبع مسيرته في الفريق الوطني في منصب ظهير أيمن، لم نتمكّن لحد الآن من إيجاد لاعب من هذا المستوى الكبير، ربما لضعف التكوين والطريقة التي يتم بها اكتشاف المواهب الواعدة أصقلها مع مرور الوقت.