وصف اللاعب الدولي السابق سمير حوحو، أداء المنتخب الوطني بالباهت خلال مواجهتي تنزانيا وإيران وهو ما يؤكد أن الجهاز الفني مطالب بالقيام بعمل كبير من أجل إعادة التشكيلة إلى السكة الصحيحة.
من الناحية الفنية، تساءل حوحو عن السبب وراء التغييرات الكثيرة في النهج التكتيكي وهو ما يؤكد، بحسبه، التخبط الكبير الذي يعيشه الجهاز الفني الذي لم يجد ضالته بعد، رغم أن الرسم التكتيكي يكون وفق نوعية اللاعبين.
رفض حوحو تقييم مستوى اللاعبين المحليين، رافضا الدخول في ما أسماه فخ التفرقة بين اللاعبين المحليين والمحترفين، رغم تأكيده ان الفئة الأخيرة تمتلك الأفضلية، لأنها تلقت تكوينا جيدا.
«الشعب»: كيف تقيم مستوى المنتخب أمام تنزانيا وإيران؟
حوحو: المنتخب الوطني كان بعيدا عن التطلعات خلال مواجهتي تنزانيا وايران ولم ألاحظ اي تطور في المستوى، بسبب التغييرات الكثيرة التكتيكية التي قام بها المدرب، مع الاعتماد على نفس التركيبة من اللاعبين وهو ما يطرح التساؤل حول مستقبل المنتخب. فخلال مواجهة تنزانيا لاحظنا ان اللاعبين لم يجدوا صعوبة في فرض منطقهم، نظرا لضعف المنتخب المنافس واستطعنا الفوز برباعية، لكنها لم تكن مقنعة، في ظل التراجع الكبير في الاداء، الامر الذي كان ينذر بأن الامور ليست على ما يرام.
وخلال مواجهة ايران اتضحت الامور وتأكدنا ان المنتخب بعيد عن المستوى المطلوب، رغم ضعف المنافس، الذي خيب ظني من الناحية الفنية، لكن المنتخب وجد صعوبات كبيرة بسبب لعبه أمام منافس يحسن الضغط ولا يترك المساحات، عكس تنزانيا. واتضح المستوى الحقيقي للدفاع الذي كان مهلهلا، بدليل انه اخترق من الوسط وهو ما يؤكد ضعفه وحتى من الناحية الهجومية المنتخب لم يجد ضالته بسبب سوء قراءة المنافس، فإيران ليست تنزانيا وبونجاح وجد صعوبات كبيرة أمام دفاع قوي وصلب.
هل تؤيد التغييرات المتكررة في الطريقة المتبعة؟
لا أفهم سر هذه التغييرات في النهج التكتيكي والمفروض أن المدرب لديه فكره المقتنع به ويبدأ العمل من خلال التركيبة البشرية الموجودة، لكن الجهاز الحالي مصر على التغيير في كل مباراة وأحيانا في المباراة الواحدة نلعب بخطتين متناقضتين وهو الامر المحير. والذي زاد من حيرة اللاعبين أيضا، الذين بدوا لي تائهين في الميدان ولا يدرون ماذا يفعلون، أعتقد ان الجهاز الفني مطالب بإعادة النظر في العديد من الامور الفنية، خاصة الخطة المتبعة وكان من الاجدر ان تكون هاتان المواجهتان بداية العمل الجدي ولا نبقى نجرب، خاصة أننا مقبلين أمام مباريات صعبة أمام البرتغال وهو ما يجعلنا نتخوف من مستوى المنتخب خلال هذه المواجهة.
هل نجح ماجر في تسيير المجموعة؟
لا أعتقد ذلك، بدليل المشاكل التي حدثت ولو نتحدث بالتفصيل، فمنصب حراسة المرمى الجميع يعلم أن شاوشي بالنسبة لماجر هو الحارس الأول، ماذا كان سيخسر مدرب المنتخب لو أشرك الثنائي صالحي وموساوي أمام تنزانيا وترك شاوشي لمباراة إيران. وفي الدفاع لاحظنا التغيير الذي حدث، من خلال الإصرار على مجاني رغم تقدمه في السن وعدم جاهزيته البدنية وكان من المفروض منح الفرصة لتايدر في هذا المنصب ليلعب أمام ايران. الأمر نفسه ينطبق على الهجوم، فأمام تنزانيا بونجاح كان في نزهة، لكن الامور تغيرت امام ايران ووجد امامه دفاعا صلبا وكان من الأجدر منح الفرصة لعبيد او سليماني، لانهما يحبان هذا النوع من المباريات، كما انهما اقوياء في الصراعات الفردية عكس بونجاح. وحتى التغييرات التي قام بها غير مفهومة بإخراج هني بعد نصف ساعة. والأدهى والأمر، إخراج أفضل لاعب في المنتخب امام ايران وهو محرز، الذي لو بقي، اعتقد، انه كان يستطيع قلب الموازين، لان خروجه أضعف الهجوم في ظل غياب لاعب يقوم بنفس دوره. وهنا يتأكد ان المنتخب يسير من سيء الى أسوإ وأتمنى ان أكون مخطئا كجزائري، لكن كتقني لا أعتقد ان المستوى في المستقبل سيكون أفضل من الحالي.
ماذا عن تقييمك للاعبين المحليين الذين شاركوا؟
لا أريد الوقوع في هذا الفخ، فاللاعب المحلي لديه الإمكانات، لكنه يفتقد إلى التكوين الجيد الذي يساعده على البروز في المباريات الكبيرة. وهنا بعض المحللين من يتغنى بإمكانات اللاعب المحلي وكأنه لدينا أفضل اللاعبين في البطولة، في حين ان الجميع يعلم المستوى العام والفريق الوحيد الذي يمتلك لاعبين مكونين نوعا ما، هو بارادو. لهذا أنا ضد فكرة تقسيم المنتخب ومنح الفرصة لبعض الأطراف بان تلعب دور النصير للاعب المحلي، في حين أن الواقع يؤكد عكس ذلك.