واصل المنتخب الوطني لكرة القدم سلسلة نتائجه الإيجابية منذ تولي الطاقم الفني الجديد بقيادة المدرب «رابح ماجر» مقاليد العارضة الفنية للخضر، بعدما تمكن، أمسية الخميس، من الإطاحة بالمنتخب التنزاني بأربعة أهداف لهدف وحيد في اللقاء الذي احتضنه ملعب 5 جويلية الأولمبي. ورغم النتيجة العريضة التي سجلها رفقاء المتألق «بغداد بونجاح»، إلا أن خطة الطاقم الفني تطرح عديد التساؤلات، خصوصا أن خرجة الخضر تميزت بعديد السلبيات.
جرب الناخب الوطني «رابح ماجر» خطة غير مألوفة على كرة القدم الجزائرية وغير منطقية، لكن المنافس التنزاني الضعيف مقارنة بالمنتخب الجزائري ونظرا إلى ترتيبه المتراجع في تصنيف الفيفا، قد يكون وراء اختيار الطاقم الفني لخطة (3-4-3) التي لم يظهر فيها زملاء القائد «كارل مجاني» بالوجه المنتظر، وجعلهم يظهرون بوجه متهلهل في خطي الدفاع والوسط الذي تحمل عبء اللقاء، عكس الخط الأمامي الذي أدى مباراة في المستوى وقام بنسوج كروية جميلة في بعض فترات اللقاء.
مشكل انسجام الدفاع وثقله
عند إعطاء الحكم المصري «أحمد محروص حسن الغندور» إشارة انطلاق المواجهة بين الجزائر وتنزانيا، تيقن عشاق الفريق الوطني بأن «ماجر» بإبعاده لظهير أيمن عن قائمة المدعوين للتربص كان مقصودا بما أنه اختار اللعب بخطة (3-4-3) التي اعتمد فيها على ثلاثة لاعبين محوريين بدفاع مسطح، خطة فضحت المنتخب الوطني وأكدت مرة أخرى بأن مشكل الدفاع لن يحل في هذا التربص بسبب ثقل الدفاع، خصوصا قائد الفريق «كارل مجاني» الذي عانى الأمرين مع «ساماتا» الذي شكل الكثير من الخطورة وتفوق في كل الكرات ضد «مجاني» وهو ما جعل الجميع يؤكد أن هذه الخطة لو يلعبها الخضر ضد منتخب قوي ستكون سببا في تلقيه عديد الأهداف في لقاء واحد، وهو ما أكده حتى اللاعبون في المنطقة المختلطة وعلى رأسهم القائد «مجاني» الذي أكد أن المنتخب يلزمه الكثير من الوقت لتحقيق الانسجام مع الخطة الجديدة.
من جهة أخرى، تألق الثنائي «ماندي» و»بن سبعيني» في الدفاع وأديا لقاء مميزا، مؤكديْن بأن هذه الخطة تناسبهم، وذلك راجع إلى أن الثنائي يلعب بنفس الخطة مع الفريقين اللذين يحملان ألوانهما، ريال بيتيس الاسباني ونادي رين الفرنسي على التوالي، كما أن «ماندي» قدم كرة الهدف الثالث لـ «مجاني» الذي سجل بالمناسبة هدفه الخامس بألوان الخضر.
تهلهل وسط الميدان مازال متواصلا
رغم أن الناخب الوطني جرب عديد الحلول في وسط الميدان منذ توليه مهام العارضة الفنية للمنتخب، إلا أنه لم يجد الحل المناسب لمشكل الوسط، حيث زج في هذا اللقاء بالثنائي «بن طالب» العائد إلى المنتخب الوطني وهو الذي غاب عن التربص الماضي بسبب الإصابة التي كان يعاني منها، وأشرك إلى جانبه الوافد الجديد على المنتخب الأول لاعب شبيبة القبائل «بوخنشوش»، الأخير الذي كان دخوله موفقا مع بداية المرحلة الأولى وكان وراء الهدف الأول للمنتخب، لكنه بعد ذلك ضيع ثلاث كرات. لكن هذا لا يعني أن «بوخنشوش» كان الأضعف، لأن «بن طالب» هو الآخر ضيع 5 كرات كاملة في المرحلة الأولى وهو ما جعل خط الدفاع يتحمل عبء اللقاء في المرحلة الأولى.
وأكد العارفون بشؤون كرة القدم بأن خطة (3-4-3) تتطلب الكثير من الوقت حتى تجسد على أرض الواقع، كما يلزمها لاعبين مميزين في وسط الميدان يشلان كل الهجمات حتى يخفف الضغط على الدفاع المسطح الذي يستقبل الهجمات.
الهجوم يؤكد و»ماجر» يجد منافسا لـ «سليماني»
أكد خط الهجوم للمباراة الثانية على التوالي، بأنه يتواجد في أحسن أحواله، حيث تألق «بونجاح» في أول لقاء له كأساسي بألوان المنتخب الوطني، وتمكن من إبراز قدراته أخيرا في أول 90 دقيقة تمنح له، بعدما تمكن من تسجيل أول ثنائية له بألوان الفريق الوطني، الأول كان بعد تمريرات ثنائية بينه وبين «محرز» الذي قدم له كرة في العمق ووضعها «بونجاح» بخارج القدم في شباك الحارس التنزاني، والثاني كان من عمل فردي رائع بعدما عبث بدفاع التنزانيين مثلما يقوم به في فريقه السد القطري وتمكن من إضافة الهدف الثاني له في اللقاء. كما أن الهدف الثاني الذي سجله المدافع التنزاني ضد مرماه ضغط عليه «بونجاح» ما جعله يرتكب الخطأ ويضع الكرة في الشباك، وكان وراء عديد التمريرات لزمليه «هني» و»سوداني» اللذين فشلا في التسجيل أمسية الخميس. وكسب «ماجر» الرهان في هذا اللقاء بعدما تمكن من إيجاد منافس قوي لهدافي المنتخب الوطني (إسلام سليماني وهلال العربي سوداني).
وكان «فرحات» و»هني» أفضل اللاعبين في اللقاء من جانب المنتخب الوطني وساهما بشكل كبير في فوز الخضر، فيما تحرر «محرز» ولعب أفضل مباراة له مع المنتخب في العشرين مواجهة الأخيرة مع المنتخب الوطني وكان وراء تمريرتين حاسمتين في اللقاء، بالمقابل «سوداني» لم يظهر بوجهه كبير هجوميا لأنه عمل في الرواق الأيسر وساعد الدفاع كثيرا ما جعله يظهر بوجه شاحب في الخط الأمامي.
«ماجر» يحل عقدة ملعب 5 جويلية
ورغم الأداء الباهت الذي ظهر به رفقاء النجم «رياض محرز» أمام المنتخب التنزاني، إلا أن المدرب «رابح ماجر» وطاقمه أعادا هيبة المنتخب الوطني في اللقاءات الثلاثة التي قادوا فيها العناصر الوطنية، بعدما تمكنوا في اللقاء الأول من رد الاعتبار للفريق الوطني الذي كان يعاني أزمة نتائج حادة، وتمكنوا من التعادل ضد المنتخب النيجيري القوي بملعب «حملاوي» بقسنطينة، وبعده قرر «ماجر» العودة إلى ملعب 5 جويلية برسم لقاء إفريقيا الوسطى وتمكن المنتخب من الفوز بثلاثية نظيفة، وفي لقاء الخميس تمكنوا من مواصلة سلسلة النتائج الايجابية بالفوز بأربعة أهداف لواحد أمام منتخب ضعيف هو الآخر.