صرح رئيس اللجنة الوطنية للوقاية ومحاربة العنف بالمنشآت الرياضية رضا دومي خلال فعاليات ملتقى جهوي بورقلة بأن القضاء على العنف في المجال الرياضي يستدعي تنفيذ إستراتيجية وطنية تستند إلى معطيات واقعية مستخلصة من الزيارات الميدانية للجنة الوطنية التنفيذية واستطلاع رأي المجتمع المدني، الجمعيات والنوادي والرابطات الرياضية، والتي تتطلب أيضا متابعة وتقييما لهذه الإستراتيجية في الميدان عبر فروع اللجنة في كل الولايات.
أوضح المتحدث أن هذا اللقاء الذي يهدف إلى البحث في سبل الوقاية من ظاهرة العنف بالمنشآت الرياضية يدخل في سلسلة الملتقيات الجهوية التي نظمت في كل من البليدة وبجاية من أجل الوصول إلى إرساء إستراتيجية وطنية للوقاية ومحاربة العنف في المنشآت الرياضية تبعا لما خلصت له هذه اللقاءات من توصيات ومحددات تنسجم وتتوافق مع خصوصية كل منطقة.
بطاقية وطنية للأشخاص الممنوعين من الدخول للملاعب
ذكر رئيس اللجنة أن هذا البرنامج مختلف عن البرامج السابقة التي كانت في معظمها مؤقتة وظرفية، إذ يمثل نتاج إرادة حقيقية للدولة تهدف إلى القضاء على العنف مهما كلفها من وقت، مشيرا إلى أنه من المهم اليوم التركيز على ترسيخ ثقافة نبذ العنف من أجل الانطلاق في معالجة الظاهرة عبر سبل الوقاية قبل اللجوء إلى الردع مع وضع في عين الاعتبار أن القواعد القانونية التي خصص جزء كبير منها لمعالجة ظاهرة العنف في المنشآت الرياضية وجاءت اللجنة نتيجة لها، تقدم العديد من السبل لمكافحة الظاهرة، مبرزا أهمية البطاقية الوطنية المخصصة لتحديد الأشخاص الممنوعين من الدخول إلى المنشآت الرياضية من طرف العدالة والتي من المنتظر منها أن تحل هذا المشكل تدريجيا.
دعوة لإنشاء مؤسسات مصغرة لتكوين أعوان الأمن داخل الملاعب
دعا رضا دومي خلال كلمته للشباب المقبلين على إنشاء مشاريع في إطار وسائل الدعم التي تقدمها الدولة إلى الاستثمار في مجال تكوين أعوان الأمن داخل الملاعب المتخصصين من أجل المساهمة في تأطير المنافسات الرياضية وذلك بعد خضوعهم لبرنامج تكويني متخصص يشرف عليه قطاع الشباب والرياضة بالتنسيق مع مصالح الأمن الوطني، وفي سياق آخر، أكد رئيس اللجنة الوطنية التنفيذية على ضرورة إشراك جميع الفاعلين باعتبار أن الكل معني من موقعه للمساهمة في القضاء على هذه الظاهرة التي تنخر في جسد الرياضة الجزائرية.
يذكر أن هذا اللقاء الذي نظم الخميس بالمعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب «أحمد مشري» عرف مشاركة العديد من الجمعيات والنوادي الرياضية، وكذا المهنيين في قطاع الشباب والرياضة في كل من ورقلة، غرداية والوادي، كما شهد تقديم عدد من المداخلات حول الظاهرة من طرف أساتذة جامعيين وممثلين عن مصالح الدرك الوطني والأمن الوطني والحماية المدنية ومديرية الشؤون الدينية والأوقاف والرابطة الجهوية لكرة القدم.