شهدت بطولة العالم لكرة اليد أقل من 21 سنة إقبال جماهيريا منقطع النظير من أجل متابعة المباريات التي جمعت بين أفضل 24 فريقا في العالم تنافسوا كلهم من أجل الفوز بلقب الطبعة الـ 21 وكان ذلك من الـ 18 إلى الـ 30 جويلية الماضي.
امتلأت مدرجات قاعة حرشة حسان عن آخرها، طيلة أيام المنافسة، حيث سجلنا مجيء العائلات بأعداد كبيرة ولم يفوتوا هذه الفرصة التي جعلتهم يعيشون أمتع اللحظات في فصل الصيف خاصة أن القاعة كانت مزودة بنظام التبريد ما لاقى استحسان الجميع وشجعهم على المجيء بصفة منتظمة حتى آخر يوم من المنافسة.
اعتبر كل الأنصار الذين اقتربت منهم جريدة “الشعب” الموعد بمثابة الفرصة السانحة من أجل تغيير الأجواء قليلا خاصة أن التنظيم كان في المستوى .. وهذا ما شجعهم على القدوم رفقة عائلاتهم وأبنائهم لمتابعة كل اللقاءات التي لعبت في هذه القاعة التي تبقى شاهدة على عدة انتصارات لكرة اليد الجزائرية والرياضة بصفة عامة.
صور رائعة صنعها الجمهور الجزائري الذي برهن مرة أخرى أنه يعرف جيدا الرياضة وذواق للمستوى العالي، مثلما أكده كل ضيوف الجزائر على غرار الطاقم الفني الأرجنتيني، الإسباني، الألماني، التونسي وآخرون الذين تجاوبوا مع الهتافات والأغاني التي كان يرددها الجمهور في المدرجات كاشفين لنا أنهم لم يعيشوا أبدا أجواء مثل هذه من قبل، مثلما قال مدرب تونس محمد علي صغير “كأنني ألعب في تونس وليس في الجزائر” .
عندما خرج المنتخب الوطني من الدور الثاني للمنافسة تخوف الجميع من عدم قدوم الجمهور الجزائري لمتابعة بقية المواجهات، إلا أن هذا الأخير عكس كل التوقعات و استمر في المجيء إلى غاية آخر يوم حيث كانت تمتلئ المدرجات في وقت جد مبكر وهذا ما لاقى استحسان المنظمين ورفع من قيمة المنافسة أكثر وأعطى أجمل صورة عن الجزائر المضيافة، بما أن الأنصار شجعوا كل الفرق وتفاعلوا مع كل المباريات القوية خاصة في الدورين نصف النهائي والنهائي ليؤكد بذلك جمهور قاعة حرشة وفاءه الدائم لها، ما يحث المسؤولين على قطاع الرياضة للاستثمار في هذا المكسب، لأن كرة اليد لها مكانة خاصة لدى العائلات الجزائرية.