تتوالى المواسم والسنين وتحول الاحتراف في كرة القدم الجزائرية إلى مشكل أكثر منه حل، فالدعاية والاجتماعات التي سبقت إعلان الانتقال إلى “الانحراف” أكّدت سيطرة الإدارة والفساد على مقاليد كرة القدم في الجزائر خاصة في ظل عجز الهيئات الرقابية والوصايا على التحكم في أندية كرة القدم التي تتعامل بمنطق القوة وضرب القوانين عرض الحائط.
إنّ الاحتراف هو تتويج لمسار النجاح في البطولات والكأس، ويعتبر وصفا للتطور والتقدم والتحضر ومرحلة الوصول لتنظيم سير المنافسات والتظاهرات وفرض القيم الأولمبية السامية والتنافس الشريف، وتقبل الهزيمة ونشر الروح الرياضية.
إنّ كرة القدم في الجزائر تعتبر أكبر مثال للمثل: “العام لي يروح خير من لي يجي”، فالمهازل تتكرر كل عام ولا تمرّ جولة إلاّ ونسجل فضيحة في ظل عدم القدرة على التحكم في الرزنامة وتقديم وتأخير المباريات وتعيين الحكام، فلا يعقل أن تتحدث الرابطة عن سيادة قراراتها ونحن وقفنا على الكثير من التغييرات التي لم تستند حتى على وقائع مكتوبة على غرار ما حدث مع تكسير قاعدة اللقاءات المحلية في ملعب 5 جويلية.
لقد تعوّدنا على الكثير من المقترحات لإخراج كرة القدم الجزائرية من المهازل والفضائح، ولكن في كل مرة تتحول تلك الحلول إلى مشاكل ومهازل، لأنّ تلك الحلول ارتجالية وجاءت للتكسير أكثر من الترتيب وفي آخر المطاف نقف على عمليات نهب متواصلة للمال العام وضياع الوقت وتحطيم آمال الشبان والشباب.
لقد أظهرت التحولات العالمية وتطور كرة القدم بأنّنا بعيدين كل البعد عن المسار الذي مرّت عليه الكثير من الدول التي نجحت في الارتقاء بكرة القدم، والأغرب أننا سنقف أمام واقعنا بمتابعة نهائي كاس رابطة أبطال أوروبا اليوم، حيث سيكتشف الجمهور الجزائري ومسؤولي الأندية ومسيّري الرابطة والاتحادية عن الفرق والهوة التي تفصلنا عن الاحتراف...فهل نحن منتبهون؟
الاحتراف... من حلّ إلى مشكل؟
حكيم ــ ب
شوهد:1151 مرة