سافر فريق اتحاد العاصمة، صباح أمس، الى مدينة لومومباشي لاجراء مباراة العودة من الدور النهائي لرابطة الأبطال الافريقية أمام نادي تي. بي. مازمبي الكونغولي ..
أين يسعى ممثلنا لتدارك الموقف وإحداث المفاجأة بعد التعثر الذي عرفه في لقاء الذهاب الذي جرى، يوم السبت الماضي ببولوغين .. خاصة وأن معظم المتتبعين يؤكدون أنه بالرغم من صعوبة المأمورية إلا أن كرة القدم تبقى الرياضة التي لا تعرف كلمة “مستحيل”، و كما استطاع النادي الكونغولي تحقيق نتيجة مرضية هنا بالجزائر، فإن الاتحاد قد يلعب بطريقة تسمح له العودة في النتيجة و لما لا التتويج بالكأس.
لكن هذا الأمر لن يكون سهلا أمام فريق منافس أثبت جدارته في لقاء الذهاب من خلال تحليلنا لمجريات المواجهة، فالعديد من المحللين ركزوا على المباراة غير المقنعة التي لعبها الاتحاد، في الوقت الذي رأينا أن مستوى المنافس هو الذي دفع بأصحاب الزي الأحمر و الأسود الى عدم ايجاد الحلول المناسبة.
الجانب البسيكولوجي المحور الرئيسي
وبالتالي يكون المدرب حمدي قد وضع كل النقاط التي تهم الفريق في لقاء يوم الغد، وبالرغم من أن الجانب التكتيكي له أهميته الكبيرة، إلا أنه في مثل هذه المنافسات يكون للتحضير البسيكولوجي دوره البارز .. خاصة وأن المدرب حمدي لم يسير هذا الجانب بشكل أفضل في لقاء بولوغين من خلال الارتباك الذي كان بارزا لدى اللاعبين ونقل لهم المدرب الضغط بشكل كبير . ولذلك، فإن الاستراتيجية تغيّرت بعد لقاء الذهاب، أين لم يقدم المدرب تصريحات في الأيام الماضية وأجرى الفريق تربصا بعين البنيان بعيدا عن “الأضواء” لإعطاء التركيز الضروري للاعبين الذين سيخوضون مباراة مصيرية وتاريخية في آن واحد .. وقد تكون الفرصة مواتية من خلال إحساس الفريق الكونغولي للضغط، رغم فوزه بمباراة الذهاب كون الهدف الذي سجله سوقر سيكون له وزن في المعادلة.
والشيء الذي قد يريح لاعبي الاتحاد هو أن ظروف الملعب الذي تجري فيه المباراة مشابه لملعب بولوغين، أين لا يجد زملاء عودية صعوبات للتأقلم على أرضية معشوشبة اصطناعيا وانتهاز الفرص التي قد تتاح لهم لتسجيل الأهداف.
غيابات في الدفاع ...
والرسم التكتيكي الذي سيعتمده حمدي سوف لن يكون بعيدا عن تكثيف لاعبي الهجوم لأن الاتحاد متخلف في النتيجة، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على زماموش كون النادي الكونغولي أثبت جدارته في لعب الهجومات المعاكسة .. وهنا تبقى قضية الخبرة و التجربة بارزة في الميزان خلال المباراة التي ستعرف غياب العديد من العناصر الأساسية في دفاع اتحاد العاصمة، على غرار مفتاح الذي كان غائبا أيضا في الذهاب .. كما أن خوالد الذي تسبب في ضربة الجزاء الثانية لن يكون حاضرا على ميدان لومومباشي، ومازاري الذي لم يساير نسق المباراة في الذهاب لن يتم اقحامه بسبب الاصابة.. لذلك فإن حمدي قد يلجأ الى وسط الدفاع المكون من بدبودة و شافعي .. في حين أن الرواقين سيشغلهما بن عيادة على اليمين و بن موسى على اليسار .. خاصة وأن عودة أندريا تجعل بن موسى يعود الى الدفاع .
ووسط الميدان لابد أن يلعب دوره أكثر من لقاء الذهاب، أين يبقى كودري اللاعب الوحيد الذي أدى دوره كما يجب وستكون له مهمة أكثر صعوبة، خاصة وأن العرفي خرج بالبطاقة الحمراء وسيعوض من طرف بن خماسة بالرغم من عدم تمتعه بتجربة كبيرة .. بينما في الهجوم سيكون بلجيلالي وعودية وربما ناجي لمحاولة مخادعة المنافس.
المهم أن اتحاد العاصمة سيجري عشية اليوم تدريبا بالملعب الذي يحتضن المباراة لاجراء الـ “رتوشات”، الأخيرة لهذا النهائي الذي بالرغم من صعوبة المهمة، إلا أن أنصار الاتحاد أبقوا باب الأمل مفتوحا لامكانية العودة باللقب من الكونغو، وكما أعلنه المدرب حمدي مباشرة بعد لقاء بولوغين أنه كما تمكن تي. بي. مازمبي تسجيل نتيجة ايجابية هنا بإمكاننا الفوز هناك .. ولذلك فإن الأمور ستكون مختلفة كون المباراة نهائي بين فريقين أثبا وجودهما طيلة المنافسة وما عودة الاتحاد بالفوز من السودان أمام الهلال لدليل على امكانياته الكبيرة لمحاولة التتويج باللقب القاري الذي ينقص الفريق.
وللإشارة، فإن حامل لقب رابطة الأبطال الافريقية وفاق سطيف تمكن من افتكاك ورقة التأهل الى المباراة النهائية بلومومباشي على حساب تي. بي. مازمبي، وهذا بفضل التحضير الفني والبسيكولوجي الذي كان في المستوى .. ولما لا يعيد الاتحاد الكرّة في نفس الملعب وهذه المرة في النهائي.