قبل خمس جولات عن نهاية الموسم الكروي والرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، والتي لحد الآن لم يتضح فيها هوية البطل والفرق التي تسقط للمحترف الثاني، ارتأينا أن نتصل باللاعبين السابقين والمحللين الرياضيين للحديث عن هذه القضية، حيث أجمع جلهم على أن “السوسبانس” الذي يطول هذا الموسم جعل من البطولة الوطنية مثيرة للغاية بسبب عدم اتضاح الرؤى، لكن في نفس الوقت اعتبروها بالمملة للغاية كون أن أكبر المباريات هذا الموسم لعبت دون جمهور.
إبراهيم بوطالب
❊ أكّد إبراهيم بوطالب، هداف البطولة الوطنية السابق والمحلل الرياضي بالإذاعة الوطنية، أنّ أمر بطولتنا غريب للغاية هذا الموسم، حيث أن الفارق بين متصدر الدوري وأول فريق معني بالسقوط قبل استكمال مجريات الجولة الخامسة والعشرين هو 14 نقطة فقط، موضحا بأنها سابقة في البطولة الوطنية.
لكن بالمقابل انتقدها كون جل مباريات هذا الموسم لعبت دون جمهور، “غريب أمر بطولتنا هذا الموسم بسبب الفارق غير المفهوم بين صاحب المقدمة ومتذيل البطولة، حيث تفصل بينهما 14 نقطة فقط، أعتقد أنه الموسم الأول منذ انطلاق البطولة الجزائرية الذي أصبح فيه المستوى بين الأول والأخير متكافئ، ولحد الآن ليس لدينا اسم فريق واحد سيسقط للمحترف الثاني ولا اسم فريق واحد سيكون بطل الموسم
فسابقا كنا في مرحلة الذهاب نتعرف على البطل نظرا لقوته، عكس الآن وهو ما يجعل من بطولتنا مثيرة للغاية وكل الفرق تصارع من أجل ضمان البقاء ما عادا فريقين هما مولودية بجاية ووفاق سطيف، اللذان ضمنا البقاء، كما أن هذين الأخيرين يلعبان من أجل نيل اللقب، لكن بالمقابل لديهما منافسة شرسة من أربعة ملاحقين يمكنهم المباغتة في النهاية. من جهة أخرى، منذ قليل قلت بأن البطولة مليئة بالإثارة لكنها حزينة بعض الشيء، لأن 54 مباراة هذا الموسم ولحد الآن لعبت دون جمهور، هذه الجولة ستحرم من الجمهور في لقاء الداربي بين مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، وفي الجولة القادمة داربي الموسم سيفتقد إلى الجمهور بين إتحاد العاصمة ومولودية الجزائر. أعتقد أن نقص المنشآت الرياضية والملاعب في الجزائر جعل المسؤولين يبرمجون غالبية المباريات دون جمهور، والاحتراف في نظري لا يسير في الطريق الصحيح”.
عز الدين رحيم
❊ «تخسر مباراتين تلعب على البقاء وتفوز بلقاءين تلعب على اللقب، أعتقد أن هذا الأمر سابقة في كرة القدم العالمية وليس في بطولتنا فقط، لأنه من غير المعقول أن يصل المستوى بين كل الفرق المنافسة في البطولة إلى هذا الحد ويكون متقاربا هكذا. لا أعرف إن أصنف ذلك في خانة السلبيات أم الإيجابيات لأننا لا نعرف إن كان ذلك أمرا إيجابيا بتقارب المستوى أم العكس، ما يعني أن متذيل البطولة وبطل إفريقيا وفاق سطيف لديهم مستوى متقارب، أم أن لا مستوى في بطولتنا إطلاقا ما جعل فارق النقاط بين الأول والأخير 14 نقطة فقط. من جهة أخرى تأهّل أربعة فرق من خمسة إلى الدور الثمن النهائي من المنافسات الإفريقية يعتبر إنجازا بالنسبة لفرقنا هذا الموسم، ويعزّز من حظوظ الفرق الجزائرية في نيل لقب إفريقي، لأنه منذ سنوات لم نشاهد فرقا جزائرية بهذا العدد في أدوار متقدمة من رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم وكأس الكونفدرالية الإفريقية.
وأعتقد أنّ الإثارة التي تميز بطولتنا هذا الموسم جعلت كل عشاق الكرة في بلادنا يتتبعون المباريات باهتمام كبير، لكن مشكلة اللعب دون جمهور تبقى في نظري النقطة السلبية في البطولة المحترفة الأولى لكرة القدم”.
سمير عليش
❊ «أعتقد وأنّه رغم فارق النقاط بين الأول والأخير إلا أن هوية الفريق الذي يمكنه حمل لقب البطولة اتّضحت الآن، وستلعب بين وفاق سطيف ومولودية بجاية دون شك، لأن مسيرة الفريقين في البطولة توضح ذلك رغم أن الفارق بين الملاحقين لا يتعدى الأربعة نقاط، خاصة أن الموسم الحالي يعد استثنائيا بالنسبة للفريقين بعدما تمكّن النسر الأسود من الفوز برابطة الأبطال والكأس الممتازة ويصارع على اللقب في نفس الوقت، والموب هو الآخر يحقّق موسما تاريخيا بالتنافس على اللقب لأول مرة في تاريخ النادي والتأهل إلى نهائي كأس الجمهورية أمام الوفاق في ملعبه، وهو ما يعد إنجازا هذا الموسم بالنسبة لأبناء عين الفوارة ويمّا قوراية. بالمقابل الصراع لا يزال مشتدا وسيظل إلى آخر جولة من البطولة في اعتقادي لأن عددا كبيرا من الفرق مهددة بالسقوط وهو ما يجعل الإثارة متواصلة، لكني متأسّف لأن بطولة هذا الموسم لعبت فيها أكبر مباريات الداربي ولقاءات الكلاسيكو وأهم اللقاءات دون جمهور، وهو ما يفقد روح كرة القدم، لأن غياب الرجل الثاني عشر في المدرّجات أصبح مشكلا كبيرا.
جمعها: محمد فوزي بقاص
