عاد فريق وفاق سطيف لواجهة الأحداث بعد التتويج التاريخي الذي حقّقه في مسابقة رابطة أبطال إفريقيا، خاصة أنه كان بعيدا عن دائرة الترشيحات عند انطلاق المسابقة التي كان هدفه الأساسي فيها هو الوصول لدور المجموعات.
واعترضت الفريق عدة صعوبات خلال مسيرته كان أهمها مشاكل مالية كانت سببا مباشرا في رحيل عدة لاعبين أساسيين ساهموا في تحقيق نتائج جيدة خلال المراحل الأولى من المنافسة، على غرار الثنائي قورمي وقاراوي، إضافة إلى المهاجم ناجي والمدافع زيتي.
ورغم المشاكل المالية، إلا أن الوفاق استطاع تخطي العقبات والوصول لأدوار متقدمة سمحت له بتشريف الكرة الجزائرية ومنحها أول لقب إفريقي لرابطة الأبطال في صيغتها الجديدة.
ضرب وفاق سطيف عدة عصافير بحجر واحد بعد التتويج بلقب رابطة أبطال إفريقيا، حيث أصبح أول نادي جزائري يتوّج بهذه المنافسة في صيغتها الجديدة والتي سمحت له بالمشاركة في منافسة كأس العالم للأندية والتي سيصبح من خلالها أيضا أول فريق جزائري يشارك فيها.
كما سمح له التتويج بإنعاش خزينته المتأتية من المكافآت التي حصل عليها من طرف “الكاف” والسلطات المحلية وهو ما يطرح التساؤل حول كيفية استغلال العائدات المالية بطريقة تسمح للفريق بالبقاء في المستوى الذي وصل إليه، خاصة أن أنصار الوفاق لن يرضوا بتراجع المستوى وانخفاض سقف الطموحات.
أكثر من 30 مليار سنتيم في خزينة الفريق
تحصّل وفاق سطيف على مبلغ 1.5 مليون دولار كمكافأة من “الكاف” نظير التتويج بلقب رابطة أبطال إفريقيا، إضافة إلى 500 ألف دولار سيحصل عليها من طرف الفيفا نظير التأهل لكأس العالم للأندية، مع العلم أنه إذا استطاع تحقيق التأهل لنصف النهائي سيتم مضاعفة المكافأة.
وقام رئيس الجمهورية بمنح الفريق مكافأة مجزية .. “كما قامت ولاية الجزائر بمنح إدارة الفريق 2 مليار سنتيم، إضافة إلى المنحة التي منحتها ولاية سطيف والتي قدرتها بعض المصادر بـ 5 ملايير سنتيم دون نسيان المنح التي ستدخل الخزينة والمقدمة من طرف الشركات الراعية.
ومن المنتظر أن تستغّل إدارة الوفاق مناسبة مشاركتها في كأس العالم للأندية من أجل إبرام مجموعة من عقود الرعاية والتي ستساهم في زيادة العائد المالي، مما سيجعل خزينة الوفاق تتدعّم بأكثر من 30 مليار سنتيم إن لم يصل المبلغ لمستوى أعلى خلال المستقبل القريب.
ويبقى الظرف الحالي أهم فرصة يمكن استغلالها لزيادة موارد الفريق المادية وتفادي الأزمات المالية خلال الموسم الحالي أو المقبل، خاصة أن الوفاق سيكون مطالبا الموسم المقبل بالدفاع عن لقبه أمام عمالقة القارة.
ويراهن أنصار الوفاق على “البحبوحة” المالية التي يمرّ بها الفريق حاليا من أجل البقاء في المستوى العالي والحلم بالوصول لمستوى الأندية الكبيرة على الساحة الإفريقية، والتي أصبح لديها ثقافة المنافسة في كل موسم على لقب رابطة أبطال إفريقيا على غرار الأهلي المصري.
تفادي المشاكل المادية مستقبلا أولوية
تراهن إدارة وفاق سطيف على انتعاش خزينة الفريق خلال الفترة الحالية لتكون الضامن الأساسي للحفاظ على التعداد الحالي الذي استطاع تحقيق لقب رابطة أبطال إفريقيا، إضافة إلى تدعيمه بلاعبين مميزين يساهمون في تطوير مستوى الفريق، بناءا على خيارات الجهاز الفني.
ويبقى على إدارة الوفاق تسيير المرحلة المقبلة بذكاء من خلال حسن صرف الأموال واستغلالها بالطريقة المثلى التي تسمح للفريق بالبقاء قريبا من دائرة المنافسة على البطولات التي يشارك فيها.
ويجب على الإدارة الحالية تسيير الموارد المالية بطريقة ذكية من خلال المراهنة على الفئات الشبانية ووضع إستراتيجية ناجعة للاستفادة أكبر من مدرسة التكوين التي منحت الفريق لاعبين مميزين سابقا وساهموا في التتويج القاري الأخير، على غرار اللاعب جحنيط وهو الأمر الذي يتطلّب درجة عالية من الاحترافية.
الاهتمام بالفئات الشبانية يتطلب توفير الإمكانيات التي تسمح لهم بالتألق والالتحاق بالفريق الأول والمساهمة في التنافس على الاستحقاقات المقبلة.
هل هي نهاية الأزمة المالية؟
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو حول نهاية الأزمة المالية للفريق من عدمها، خاصة أن الوفاق اضطّر للتخلي عن مجموعة مهمة من اللاعبين لعدم قدرته على الإيفاء بالتزاماته المالية اتجاههم، مما يُبقي الباب مفتوحا أمام التساؤل حول مستقبل الفريق المالي فيما يخص المواسم المقبلة.
لا يملك الوفاق موارد مالية ثابتة ما عدا عوائد عقود الإشهار مع بعض الشركات، إضافة إلى مساعدة الدولة وهو ما دفع الأنصار والمسيرين بضرورة التعاقد مع شركة وطنية على غرار أندية مولودية الجزائر وشباب قسنطينة وحجتهم في ذلك أن هذه الأندية لم تحقق أي شيء رغم الإمكانيات المالية المتوفرة لديها عكس وفاق سطيف الذي استطاع التتويج بلقب رابطة أبطال إفريقيا رغم الأزمة المالية.
