أكّد لاعب فريق جبهة التحرير الوطني عبد الحميد زوبا أنّ السبب الرئيسي لتفشي ظاهرة العنف في الملاعب هو نقص المستوى الفني لمباريات البطولة ممّا يدفع الانصار لصبّ جام غضبهم على اللاعبين بسبب تدنّي المستوى.
ولم يخل الناخب الوطني السابق في حوار خصّ به جريدة “الشعب” رؤساء الأندية من مسؤولية ما حدث في بعض ملاعب الوطن، خاصة بسبب رغبتهم في تحقيق الفوز بأي طريقة ممّا يؤثّر سلبا حسبه على صورة الكرة الجزائرية.
ورغم أنّه نوّه بعملية وضع الكاميرات في الملاعب إلا أنه اعتبر هذه الخطوة غير كافية من أجل القضاء على هذه الظاهرة، مطالبا بضرورة إعطاء أهمية قصوى لمدارس التكوين من أجل الرفع من المستوى الفني للاعبي البطولة الوطنية.
❊ الشعب: ما هي أسباب تفشّي ظاهرة العنف في الملاعب في رأيكم؟
❊❊ عبد الحميد زوبا: الأسباب عديدة ومترابطة بين بعضها البعض، لكن رأيي العنف متواجد في الملاعب الجزائرية منذ فترة طويلة، وكان يجب إيجاد حل للقضاء على هذه الظاهرة من خلال اتخاذ جملة من الاجراءات التي تحدّ منها. وبخصوص الأسباب الحقيقية أعتقد أن تدني مستوى لاعبي البطولة ومعه مستوى المباريات سببا رئيسيا فيما يحدث هنا وهناك، فالمناصر عندما يشتري تذكرة لحضور مباراة فريقه المفضل يعتقد أنه سيشاهد مستوى فنيا كبيرا، لكن صدمة المستوى المتدني وغياب الفرجة هي التي تدفعه للقيام بتصرفات غير رياضية اتجاه أنصار الفريق المنافس أو القيام بتكسير بعض المرافق الموجودة في الملعب للتعبير عن غضبه.
❊ ما هو الحلّ في رأيكم للرّفع من مستوى البطولة؟
❊❊ الحلّ الوحيد هو العودة لمدارس التكوين التي اندثرت، وعند القيام ببرنامج لتكوين اللاعبين يجب أن يكون برنامج علمي يستوفي كل الشروط التي تجعل من مركز التكوين خزان للاعبين الذين يملكون مستوى يسمح لهم بالظهور بوجه جيد خلال مشاركتهم مع الفريق الاول، وحاليا هناك تكوين على مستوى بعض الأندية لكنه يتم بطريقة عشوائية، واللاعب عندما يصل لسن اللعب في الفريق الاول تظهر النقائص التي تؤكد أنه لم يخضع لبرنامج تكوين في المستوى.
❊ البعض يحمّل رؤساء الأندية مسؤولية ما حدث من عنف في الملاعب، هل تشاطرهم هذا الرأي؟
❊❊ بالفعل رؤساء الأندية مسؤولون عما حدث لأن البعض منهم لم يكن عند درجة المسؤولية فيما يخص القيام بعمل احترافي لتطوير فريقه وجعله ينافس على مراتب مشرفة، لكن البعض منهم يقوم بالعكس والاكثر من هذا عندما لا يتحمل مسؤولية المنصب المتواجد فيه ويقوم بتصريحات تحريض الانصار على فعل أمور غير رياضية احتجاجا على نتيجة المباراة التي لم تخدمه، ونسوا تماما الفوز بطرق رياضية.
❊ هل ترون أنّ التّحكيم له جانب من التأثير على الأنصار بطريقة سلبية ممّا يدفعهم للاحتجاج بطريقة غير رياضية؟
❊❊ يجب على اللجنة الوطنية للتحكيم أن تقوم بعملها المتمثل في تطوير آداء الحكام للتقليل من الاخطاء المرتكبة، والتي تكون تاثيراتها سلبية وهو ما يعكسه الرد العدائي للانصار بعد المباريات، فالحكم يجب أن يكون مسؤولا وله شخصية حتى يستطيع التحكم في اللاعبين المتواجدين على أرضية الميدان، وأن لا ينساق وراء الاستفزازات و الضغط المفروض عليه من طرف البعض لترجيح كفة فريقهم.
كما أنصح لجنة التحكيم بمنح صلاحية تسيير المباريات للحكام الذين يمارسون مهاما فيها مسؤولية، وهو ما يسهل من مهمته بما أنه أصلا مسؤول على إدارة معينة أو مؤسسة، وهو ما يسمح له بالتحكم في أعصابه.
❊ هل تعتقدون أنّ وضع كاميرات للمراقبة على مستوى الملاعب وسيلة ناجعة للتّقليل من العنف؟
❊❊ هو أجراء جيد وأنوّه به خاصة أنه يسمح بتحديد الأنصار المشاغبين، الذين يقومون بتعكير الأجواء خلال المباريات، وكان يجب القيام بهذا الأمر منذ فترة طويلة إلا أن الظروف لم تساعد لكن الآن أعتقد أنه إجراء وقائي مهم لكنه حسب رأيي غير كافي، ويجب القيام بعمل كبير على مستوى مراكز التكوين التي تبقى حسب رأيي الآداة المهمة من أجل القضاء على هذه الظاهرة لتحسين المستوى، ويجعل الانصار عند حضورهم المباريات كل أسبوع يستمتعون بمستوى فني مميّز ينسيهم هموم الحياة.