التألق في رابطة الأبطال الافريقية .. الهدف القادم
احتفل فريق اتحاد العاصمة مساء يوم الخميس على طريقة الكبار بلقب البطولة الذي توج به لموسم 2013 – 2014، بعد مسيرة ذهبية أين يتفق الجميع أن أصحاب الزي الأحمر والأسود كانوا الأحسن على طول الخط واستهلوا اللقب بكل ما يحمله من دلالة من خلال سلسلة من 22 مباراة بدون أية هزيمة والفارق الكبير الذي أنهى به المنافسة على ملاحقيه لدليل على القوة التي عرفها الفريق هذا الموسم .
والمتمعن لمسيرة أبناء سوسطارة يلاحظ أن النتائج ليست وليدة الصدفة وإنما ثمار عمل متواصل استهل في السنوات الأخيرة بإرساء قاعدة صلبة بإمكانها المساهمة في الوصول إلى القمة في المنافسة المحلية ولما لا القارية في المستقبل القريب .
فمنذ مجئ الرئيس الحالي للاتحاد علي حداد قام بتسخير إمكانيات كبيرة في جلب اللاعبين المميزين في البطولة، أين تم الاعتماد على أحسنهم منذ 3 سنوات والذين بقوا في الفريق مشكلين لحمة حقيقية على غرار زماموش، خوالد، كودري، مفتاح، قاسمي، بن موسى
وبوشمة والذين ساهموا فعلا في تقديم إمكانياتهم الكبيرة والخبرة المميزة في مثل هذه الظروف .
ولتأطير هؤلاء اللاعبين كان لقدوم المدرب الفرنسي رولان كوربيس المنعرج الأساسي في خطة الاتحاد بالطريقة الاحترافية التي قدم بها إلى الفريق، أين اعتمد على سياسة مغايرة تماما لما كنا نعرفه من قبل .. من خلال تدعيم التشكيلة التي وجدها بلاعبين شبان من الفئات الصغرى للفريق والذين تم ادماجهم بطريقة ذكية في الفريق الأول إلى جانب النجوم .. هذه الطريقة أعطت نتائج مذهلة لكل عشاق الفريق بتتويج الفريق الموسم الماضي بكأس الجمهورية وكأس الأندية العربية .. وكانت حقا بداية لعودة هذا الفريق إلى قمة الكرة الجزائرية، وهو ما حدث فعلا هذا الموسم .
كوربيس مر من هنا...
والذين يتذكرون قرار كوربيس لتحضير بداية الموسم والمفاجأة الكبيرة التي أعلنها بإجراء التربص الإعدادي هنا بالجزائر وعدم لعب أية مباراة ودية، بالإضافة إلى عدم جلب أي لاعب .. وتسأل الجميع عن هذه “ الموضة “ .. لكن الأن تيقن الجميع أن كوربيس درس جيدا مستوى البطولة وطريقة التحضير والإمكانيات التي يتمتع بها عناصر فريقه، الأمر الذي جعله يعمل في ظروف مواتية إلى غاية مغادرته الفريق .
ووجد المدرب الحالي هوبر فيلود الأمور منظمة وسار تقريبا في نفس الطريقة التي جعلت الفريق في استقرار من حيث النتائج ولم يحس أنصار الفريق أن هناك تغييرا على رأس العارضة الفنية .. وهذا هو ذكاء التقني المحترف والذي أوصله لأن يفوز بلقب البطولة الثاني له على التوالي، كون فيلود توج مع الوفاق الموسم الماضي .
لكن النتائج الكبيرة التي حققها الاتحاد تأتي كذلك من عمل العديد من التقنيين وأبناء الفريق في نفس الوقت على غرار دزيري، زغدود، بن ملاط ومفتاح الذين يساهمون بشكل كبير في استقرار الفريق من الناحية التقنية .. والثقة التي وضعها فيهم حداد في مشروعه الكبير لبلوغ أهداف عديدة .
وعلى ذكر الأهداف، فإن النظرة المستقبلية للاتحاد هي التألق على الصعيد القاري، بعد أن توج محليا وعربيا، وبالتالي فكل المجهودات سوف تبذل من أجل الوصول إلى الظفر باللقب القاري الذي لم يدخل بعد خزائن الفريق رغم أنه توج بالعديد من الألقاب منذ عدة سنوات .. فالفرصة مواتية حاليا بوجود كل التوابل لوضع هدف التألق في رابطة الأبطال الفريقية التي لم يفز بها أي فريق جزائري بصيغتها الحالية .
وجل المتتبعين يؤكدون أن مسيري الاتحاد قد يفتحون الباب الموسم المقبل للاعبين كبار من البطولة أو بطولات أجنبية لتدعيم الفريق أكثر للوصول إلى مستوى قاري كبير .. بالإضافة إلى مواصلة سياسة استقرار التشكيلة .. وحتى المدرب فيلود كان قد أعلن يوم الخميس أن الفريق يحتاج إلى تدعيم من 4 إلى 5 لاعبين ذوي تجربة في مثل هذه المنافسات التي ستعطي قوة أكبر للاتحاد الذي احتفل مع أنصاره بطريقة فريدة .. والكل يحلم باحتفال آخر في تتويج قاري .
