أرجع اللاعب السابق لشباب بلوزداد ياسين سالمي في حوار خاص لجريدة «الشعب» الوضع الحالي الذي آلت إليه الأندية الجزائرية والذي إنعكس على المستوى العام، خلال المشاركة في البطولات الأفريقية من خلال الصعوبات التي أصبحت في التأهل للأدوار الأولى من رابطة الأبطال أو كأس الكونفيدرالية إلى عدم تطوير المنظومة الكروية، وطالب المسؤولين بضرورة إعادة النّظر في الأسباب الحقيقية من أجل إيجاد الحلول المناسبة للعودة للطريق الصحيح ومواكبة التطوّر الحاصل في عالم الساحرة المستديرة.
«الشعب»: ما هو تعليقك على إخفاق الأندية الجزائرية قاريا؟
«ياسين سالمي»: الأمور أصبحت صعبة بالنسبة للأندية الجزائرية من أجل الذهاب بعيدا في المنافسات القارية لعدة أسباب في مقدمتها نجد لاعبين محدودين تكتيكيا غير قادرين على التأقلم مع كل طرق التكتيكية المتطورة التي أصبحت تُنتهج حاليا، نفس الواقع بالنسبة للمدربين، لأنهم لم يتلقوا تكوينا يتماشى مع المناهج المعمول بها في العالم والتي تقوم على الرقمنة وأشرطة الفيديو كل هذه النقاط إنعكست على مستوى الفرق الجزائرية التي تنشط في البطولة الوطنية، والتي مازالت تعاني وتجد صعوبة كبيرة من أجل مواكبة التطور الذي بلغته الأندية الإفريقية في مختلف البطولات.
- ما هي الأسباب التي جعلتنا نتأخر بهذا الشكل الرهيب؟
الأسباب التي جعلت الأندية الجزائرية تصل لهذه المرحلة تكمن في كون المسيّرين على رأس الإتحادية في السابق أبقوا على المنظومة القديمة التي إنتهت صلاحيتها، منذ زمن بعيد، والمسيرين الحاليين لم يقوموا بتشخيص الأوضاع المتعلقة بالكرة المحلية وبقي التركيز على المنتخب الأول فقط دون غير، مع إهمال الجانب المحلي الذي أوصلنا لهذا الوضع الذي أصبحت تتخبط فيه الفرق الجزائرية التي لم تتمكن من مجابهة المستوى القاري سواء ضمن رابطة الأبطال أو في كأس الكونفدرالية الأفريقية.
- ماذا عن الحلول التي تراها مناسبة للعودة للطريق الصحيح؟
الأمور واضحة جدا، لأنه لكي نجد الحلول يجب أن نُشخّص الأوضاع التي آلت لها كرة القدم المحلية التي تدهورت بشكل كبير خاصة بعد سنة 2000، لأننا مثلما سبق لي القول المسيرين إهتموا بالمنتخب فقط، ولهذا يجب إعادة النظر في كل الجوانب من خلال تنظيم دورات تكوينية للمدربين والمسيرين وحتى الصحافة الرياضية من أجل التعرُّف على آخر مُستجدات الساحة الكروية في العالم والقوانين والطرق المُنتهجة، لكي نواكب التطور الحاصل حتى نكون في مصاف الدول الأخرى في هذا الجانب، وبهذا المفهوم نتمكن من إعادة الكرة الجزائرية إلى السكة الصحيحة.
- كيف تفسّر تنقل اللاّعبين الجزائريين للدوري التونسي؟
لأنه على الصعيد المحلي لم يتم توفير الظروف التي تسمح لهم بالبروز أكثر وإعطاء ما لديهم، لأن المستوى محدود للأسباب التي سبق لي الحديث عنها من قبل، وفي نفس الوقت لم يتم تكوين لاعبين قادرين على رفع مستوى البطولة الوطنية قادرين على مواكبة التطور الذي تعرفه كرة القدم، لأنه بصريح العبارة يتم التركيز على الجانب المادي دون الجانب الفني، ولهذا يجب أن يُعاد النظر في المديرية الفنية للإتحادية من خلال الإعتماد على أشخاص أكفاء بما أن المشكل لا يكمن في الناحية البدنية، بل في الجانب التكيتيكي والبسيكولوجي بدليل أنه حاليا الأندية الكبيرة أصبحت تبحث عن لاعبين قُصر القامة عكس الماضي، عندما كانوا يعتمدون على طوال القامة.