تتسارع الأحداث بالنسبة للأندية الجزائرية فيما يخص طواقمها الفنية التي تعرف تغييرات مستمرّة في الآونة الأخيرة، حيث أنّ مدرّبين يفضّلون المغادرة أو يقالون من مناصبهم لأسباب مختلفة.
من المعروف أنّ النّتائج هي التي تتحكّم في مسيرة أي مدرب في العالم مع النادي، ويمكن للمسيّرين أن يعطوا العديد من الفرص للتقني قبل الوصول الى الإقالة، لكن في الكثير من الأحيان لا يتم «الصبر» على المدرب لمدة منطقية، كما يحدث في بطولتنا المحترفة.
ويوجد العديد من الأندية تغيّر المدرب لعدة مرات في الموسم، الأمر الذي يؤثر على مسار الفريق، وكثيرا ما ينزل النادي الى القسم السفلي بعد التغييرات المتتالية التي تفرض طرق عمل مختلفة بالنسبة للاعبين الذين لا يجدون ضالّتهم.
وبرزت «موضة» هذا الموسم تتمثل في رحيل المدربين، بالرغم من أن أنديتهم تحتل مراتب جيدة، وحتى في المركز الأول كما حدث لفريق شباب بلوزداد، حيث رمى المدرب عمراني المنشفة بعد نهاية مرحلة الذهاب بسبب الضغط الذي عاشه، حسب قوله من طرف الأنصار، وربما تكون أسباب أخرى وراء ذهاب عمراني الذي استطاع في وقت قياسي أن يجعل الفريق في وضعية مناسبة من خلال تفادي السقوط الموسم الماضي، والفوز بكأس الجمهورية، الى جانب اعتلائه الصدارة في الوقت الحالي.
من جهته، فريق مولودية الجزائر الذي استغنى عن المدرب كازوني، هذا الأخير الذي قام بعمل كبير في الفريق والذي قد يتوج باللقب الشتوي، لكن الضغط المتواصل الذي حدث جراء بعض التعثرات جعل المسيّرين يستغنون عن المدرب، ويتم «الاستنجاد» في كل مرّة بابن الفريق محمد مخازني الذي قد يعمل الى غاية «العثور على مدرب كبير بإمكانه قيادة سفينة «العميد».
ولو أنّ مخازني كثيرا ما وفّق في المهمة التي توكل له بفضل قدراته الكبيرة ومعرفته الجيدة لخبايا الفريق.
كما فاجأ المدرب عز الدين أيت جودي جل المتتبّعين من خلال مغادرته لفريق جمعية عين مليلة، رغم العمل الكبير الذي قام به والمستوى الذي يقدّمه الفريق..لكن الأمور اتّضحت من خلال تصريحات المدرب الذي تحدّث عن غياب الامكانيات التي تجعله يواصل عمله النادي.
ويمكن القول أنّ أندية عديدة غيّرت المدرب خلال جولات البطولة على غرار شبيبة الساورة التي تداول على عارضتها الفنية العديد من المدربين بداية من بوعكاز الذي خلفه كل من جاليت وصابر شريف، ثم تم استقدام بوغرارة ليضطر هذا الأخير إلى المغادرة واستقدم المدرب المخضرم مزيان ايغيل يوم أول أمس الخميس.
وبعد أخذ وردّ لعدة أسابيع غادر المدرب لافان تشكيلة شباب قسنطينة، حيث أن الأمور كانت صعبة في الفريق بين المسيرين والمدرب وشكلت مسلسلا حقيقيا، ويدرب «السنافر» حاليا التقني خودة بصفة مؤقّتة.
نصر حسين داي أيضا لم يفلت من هذه الظاهرة بعدما كلّف رمان بتدريب الفريق، لكن تراجع النتائج جعلته يغادر وتمّ استقدام المدرب لخضر عجالي الذي يحاول تحسين الأوضاع رغم صعوبتها.
وبالتالي يمكن القول أنّ العديد من الفرق قامت بتغيير مدربيها أو اضطرت لقبول استقالة المشرف على العارضة الفنية، وهو الأمر الذي لا يخدم بتاتا العمل على المدى المتوسط، ويؤثّر سلبا على المستوى العام للكرة الجزائرية.