أكّد اللاّعب الدولي السابق زواني رضا في حوار لـ «الشعب»، أنّ ظاهرة تغيير المدرّبين في الرابطتين الاولى والثانية بكثرة تعود إلى غياب مشروع رياضي على مستوى الإندية التي يبحث مسؤولوها عن النتائج الآنية فقط.
أضاف زواني أنّه من المستحيل أن تجد مدرّبا يفوز بكل المباريات والأندية مطالبة بضبط النفس قبل اتخاذ قرار التخلي عن المدرب، والغريب حسبه أنّ أندية المقدمة هي من أقدمت على ذلك.
ولم يفوّت زواني الفرصة ليؤكّد أنّ بعض المدربين من وصفهم بالانتهازيين يتحمّلون المسؤولية بحكم أنّهم لا يمتلكون الشخصية، ويسعون إلى المناصب فقط على حساب سمعتهم.
الشعب: كيف تفسّر عودة ظاهرة إقالة المدرّبين بقوّة هذا الموسم؟
رضا زواني: أعتقد أنّ هذا الأمر طبيعي، وامتداد للتسيير الكارثي على مستوى أنديتنا في الرابطتين الأولى والثانية، وتغيير المدربين حسب رأيي لن يكون هناك نهاية لهذا الملف، الذي يفتح سنويا إلا في حالة تغيير استراتيجية التسيير من البحث عن النتائج الآنية إلى البحث عن المشروع الرياضي الغائب في كل أنديتنا، ولا يوجد أي فريق يمتلك مشروعا رياضيا بمعنى الكلمة ومقسم بطريقة زمنية تسمح له بالتطور وهو ما يجعل المدرب الضحية الاولى لرؤساء الاندية، الذين يفتقدون الى الكفاءة اللازمة التي تسمح لهم بتسيير فريق بطريقة جيدة.
وأضيف أمرا آخر، وهو أن هناك أندية أخرى ستسير على هذا النهج من خلال التضحية بالمدرب من أجل إرضاء الأنصار فقط أو لغاية أخرى شخصية لا علاقة لها بالنتيجة أو الأداء.
كيف تفسّر لجوء أندية المقدّمة إلى تغيير المدرّبين؟
هذا هو الأمر الغريب حسب رأيي، لأنه في السابق كانت الاندية التي تحقق انطلاقة سيئة في البطولة وتتواجد مع أندية المؤخّرة هي من تقوم بتغيير المدرب، لكن هذا الموسم الامور تغيرت وأصبحت أندية المقدمة على غرار شباب بلوزداد، رائد ترتيب الرابطة الاولى يقوم بإقالة المدرب لأنه فشل في الفوز في مباراة أو اثنين، ونفس الامر ينطبق على مولودية الجزائر الذي قد ينهي مرحلة الذهاب بطلا شتويا، وقام بإقالة المدرب لأنه فشل في الفوز على شباب بلوزداد، وبالنسبة لي الأمور غير منضبطة وتحتاج الى الكثير لفهم ما يحدث. من الواضح أنّ تسيير الأندية الان أصبح حبيس أهواء الرؤساء، فالمدرب الذي يسير وفق فكر المدرب يستمر ومن يقول العكس يرحل، هو ما يحدث حاليا، وهنا أضرب مثالا عن شباب بلوزداد ومولودية الجزائر، حيث أن رحيل عمراني وكازوني حسب رأيي ليس بسبب النتائج، ولكن لأسباب أخرى هما أدرى بها، ومن الضروري الحديث للرأي العام الرياضي عن الأسباب الحقيقية التي جعلتهما غير مرغوب فيهما في فريقيهما.
هناك من يرى أن المدرّبين يتحمّلون جزءاً من المسؤولية؟
بالطبع..لأن المدرّبين حاليا إلا القلة لا يبحثون عن المشروع الرياضي، ويبحثون بدرجة أكبر على الجانب المالي الذي هو هاجسهم الاول، وهو ما شوّه سمعة المدرب المحلي خاصة أن العديد منهم لا تهمه سمعته، وكل ما يبحث عنه هو المال والظفر بمنصب على حساب قيمه ومبادئه، وبالنسبة لي هذه الفئة من المدربين الانتهازيين شوّهت كثيرا سمعة المدرب المحلي، التي تراجعت بدرجة كبيرة خلال الفترة الماضية لولا إنجاز بلماضي مع المنتخب الوطني أين عاد به إلى الواجهة من خلال التتويج بلقب كأس إفريقيا، وحاليا هناك فساد في التسيير من خلال تواجد رؤساء أندية لا علاقة لهم بالجانب التسييري، ولكن هم متواجدون في مناصبهم، ونفس الأمر ينطبق على المدربين حيث هناك فئة أيضا لا علاقة لهم بجانب التدريب، لكنهم متواجدون في المناصب ويتنقلون من فريق إلى آخر، وأنا أعرف مدربا درّب حوالي 8 فرق من الرابطة الاولى، ومازال يستمر في تغيير المكان من فريق لآخر، ولا يهمّه سمعته أو اسمه كمدرب بقدر ما يبحث عن الجانب المالي، وهو الامر الذي أثّر سلبا على صورة المدرب المحلي.