يعتبر يونس افتيسان أحد المهندسين في سماء الكرة الجزائرية ورجالات التدريب الأكفاء أينما حل وارتحل إلا وترك بصمته التقنية، حيث يتحدّث في هذا الحوار الذي خصّ به «الشعب» حصريا، عن دور الإدارة وأهميتها في تنظيم شؤونها المادية وتوفير الإمكانيات لمدرب ما في تنظيم أمور الفريق كاشفا في الوقت نفسه عن أسباب استقالة المدربين أو انسحابهم من مهمة التدريب وما هو دور الرؤساء للحفاظ على الطاقم التقني.. مؤكدا بأن كل النوادي الجزائرية تحتاج إلى عصا سحرية حتى تعود إلى المستوى التي تنتظره الكرة الجزائرية التي انخفض مستواها التقني وأصبحنا لا نفرق بين صاحب المقدمة أو القابع في المؤخرة وهذا يعود إلى سوء التنظيم التقني مع بداية كل موسم والانطلاق في البطولة بصورة عشوائية.
«الشعب»: بداية ما هي الأسباب التي تؤدي إلى استقالة المدربين؟
إذا حلّلنا الأسباب فلا تسعنا هذه الصفحات من الجريدة، لكن سوء التنظيم داخل الأندية هو السبب الأساسي وكذا قلّة توفير الإمكانيات لمدرب ما، ما يعكر صفو التدريبات والعمل المتناسق، ومع الوقت يحدث الطلاق بين الإدارة والمدربين.
ما هو دور الإدارة حتى تلملم هذا المشكل؟
الإدارة الناجحة هي تلك التي تحضر ميزانية كافية لانطلاق الموسم وحسب مشروع الفريق واحتواء الوضع باحترافية، لأن المدرب الذي يكون يجب أن يلقى أرضية وينطلق في عمله مباشرة.
من المسؤول عن استقالة المدربين خاصة في نهاية مرحلة الذهاب؟
أحمّل المسؤولين أولا للمسيرين لأن لهم دور كبير في احتواء الوضع ولو نسبيا خاصة من الناحية المادية وهنا يكمن السر في ذهاب المدربين واللاعبين وعليه لابد من التخطيط منذ البداية.
هل من توضيح أكثر؟
بكل روح رياضية لا يمكن تقييم المدرب على أساس النتائج التي يحقهها بدقة ما يجب تقييمه على أساس شخصيته، سواء فوق الميدان أو تعامله مع اللاعبين، ولذلك فهناك بعض المدربين لا تتلاءم شخصيتهم مع الفريق وعليه قبل أي اختيار أي مدرب لابد من دراسة مشواره ومستوى تعامله مع اللاعبين.
ماذا عن ذهاب كازوني وعمراني؟
النتائج لا تعني فقط المدرب بل السيطرة على الفريق مهمة جدا وربما رأت الإدارة أنه هناك المشاكل التي تؤدي إلى انهيار الفريق والمشروع فلابد من التخلي عن المدربين.
ألا ترى ذلك أنه أصبح موضة؟
فعلا وهذا ليس غريب عن الكرة الجزائرية ولم نشهد ذلك خلال السبعينات واليوم نشهد استقالة 9 مدربين خلال مرحلة الذهاب وهذا شيء كثير ما يعني أن اختيار مدرب دون إستراتيجية ممكنة يؤدي بالفريق إلى الانهيار.
ما رأيك في استقالة عمراني؟
أعتقد هذا أمر داخلي لا يعرفه إلا المقربين من النادي ولربما هناك ضغوط من هنا وهناك دفعت بعمراني للرحيل، ونحن نحترم قرار الإدارة لأنها أدرى بالوضعية.
هناك الكثير من الأندية تفضل المدرب الأجنبي. كلمة حول ذلك؟.
لما يكون هناك أي دافع لجلب مدرب أجنبي ليضع لمسته ويعطينا إضافة فهذا مقبول وإنما النتائج السلبية غير مقبولة وغير مسموحة لهم، لأن الجزائر تزخر والحمد لله بمدربين محليين أكفاء دون ذكر أسمائهم، حيث برهنوا داخل الوطن وخارجه.
كيف ترون التكوين؟
هو أساس وعماد أي مجال، خاصة في مجال كرة القدم، وعليه لابد من أن نعطي اهتماما كبيرا للتكوين حتى نزخر بمدربين أكفاء.
ما هي نظرتك للموسم القادم؟
مع تغيير نظام المنافسة، أظن أن الأمور لن تكون سهلة، إلا أنها واعدة وهذا يتطلّب مرافقة ورقابة دائمة في مجال تسيير الأندية ماديا وبشريا تخرج ببطولة قوية قادرة على خلق ثروة بشرية ندعم بها الفريق الوطني.
كلمة ختامية ننهي بها الحوار.
أملي كبير بأن يرتقي مستوى الكرة الجزائرية إلى الأفضل وعليه لابد من إشراك الفاعلين الحقيقيين فنيا وإداريا ولاعبين من أجل غد أفضل.