استضافت أسرة “الشعب” نجم الكرة الجزائرية والعالمية رابح ماجر في جوّ مريح ودردشة جدّ ثرية، التي تناولت مختلف المحطات البارزة لصاحب “الكعب الذهبي”، الذي بالاضافة إلى مسيرته الغنية كلاعب، كانت له عدة مهمات متعلقة بالرياضة وخارج الرياضة كذلك، والتي قام بها باحترافيته المعهودة وقوته في التواصل مع المحيط.
وبالمناسبة كان من المنطقي أن ينطلق الحديث مع اللاعب السابق لنادي بورتو البرتغالي على آخر مهمة أوكلت له،
وهي رئاسة اللجنة الوطنية لرياضة النخبة والمستوى العالي مؤخرا، والتي قال بشأنها: “إنّه شرف كبير بالنسبة لي أن أترأّس هذه الهيئة والتي تضمّ العديد من الاختصاصيين في مختلف الهيئات الذين سيقدمون خبرتهم في مجال ترقية رياضة النخبة بالجزائر، وأنا محظوظ كثيرا بوجود كل هؤلاء الاختصاصيين الذين سيسهّلون لي المهمة في السير نحو تحقيق الأهداف. وأتوجّه بالشكر لوزير الشباب والرياضة محمد تهمي على الثقة التي وضعها في شخصي على هذا الاختيار في اللجنة، التي تمّ إقرارها منذ مدة طويلة بمرسوم رئاسي في عام 1996، ورأت النور في الأسابيع الماضية.
وبالنسبة لنا كلجنة سوف نعمل على المدى البعيد خطوة بخطوة لوضع كل الآليات التي تسمح لنا بترقية مستوى النخبة الجزائرية، وهذا بالتجسيد على الميدان بمساهة الاتحاديات التي تدعّمنا بأفكار حول خصوصية كل رياضة ولا ندخل في صلاحيات الاتحاديات لأن لها استقلاليتها،
وبالعكس سنقوم بمساعدة الاتحاديات. وقد انطلقنا في الاجتماع الأول الذي خصّ مراكز التكوين ثم التكوين في حد ذاته وكيفية اكتشاف المواهب، والشيء المهم هو أنّ المكوّنين لابد أن يكونوا في المستوى للوصول إلى أهداف هذا المشروع..”.
التكوين .. اولا ودائما
وفي حديثه عن التكوين، أكّد رابح ماجر أنّه لابد أن يتّبع خصوصيات مجتمعنا للوصول إلى النتائج المرجوّة، وعدم الذهاب لاستنساخ تجارب الآخرين وتطبيقها على المواهب الجزائرية التي كانت في الماضي قد تألّقت على المستوى العالمي بآليات جزائرية محظة وأعطت نتائج، الأمر الذي يتطلّب التفكير في إيجاد هذه الآليات من خلال عمل اللجنة التي تركّز على إرساء نمط بإمكانه التطبيق على مستويات جهوية والوصول إلى تكوين نخب في مختلف الرياضات من مستوى عالمي يعيد الرياضة الجزائرية إلى المركز الذي يتناسب مع مكانتها، وضرورة التفكير على المدى الطويل كما تمّ في السبعينيات.
العزيمة في المقدّمة..وليس الامكانيات
وذكر ضيف “الشعب” أنّ الارادة هي “الدينامو” الحقيقي للوصول إلى النتائج في الرياضة وليس الحديث إلا على الامكانيات، قائلا: “نسمع حاليا الكلام لا توجد الامكانيات الضرورية..وهذا خطأ لأنّ الارادة هي التي لابد أن تكون في المقدمة”. وقدّم ماجر بعض الأمثلة عن الامكانيات التي لم تكن متوفرة كما نراها الان، لكن المقارنة بعيدة عن نتائج الحاضر وما فعلته مختلف المنتخبات الوطنية بعد الاصلاح الرياضي في السبعينات.
ومن جهته، أوضح نجم الكرة الجزائرية أنّ العمل الفعلي لابد أن يكون على مستوى الأندية التي تعتبر القاعدة الأساسية لتقديم المواهب، بالعمل على المدى البعيد
والابتعاد عن البحث الفوري على النتائج: “حاليا التركيز على فريق الأكابر والوصول إلى النتائج من خلال استقدامات بالجملة، في الوقت الذي يفرض المنطق أن يتم بناء الفرق بمراحل وإعطاء الفرصة للشبان بتسطير إهداف على 4 و5 سنوات، ولا تهم النتائج في الأول لكن بعد هذه السنوات بإمكان الفريق لعب الأدوار الاولى لأنه يملك فريقا متماسكا ومكوّنا”.