أغلب المجلات لا تلبث بالمكتبة لتختفي قبل عرضها على الرفوف
تحصي مدينة سكيكدة العديد من المكتبات البلدية على غرار مكتبة بويعلى، عيسى بوكرمة، ومكتب حي لاسيا، زيادة على دار الثقافة سراج محمد، التي بها مكتبة مخصصة للكبار وأخرى للصغار، والإقبال عليهما كبيرا حسب مدير دار الثقافة مغلاوي زيدان، «للدار مكتبة للمطالعة للكبار بـ 920 منخرط وأخرى للصغار بـ 60 منخرطا تحتوي هده الأخيرة على 3 آلاف عنوان و600 نسخة دون احتساب الرصيد الاستراتيجي مع التطلع الى اقتناء عناوين أخرى خلال هذا الموسم».
خلال تواجدها بالمكتبة البلدية جيلالي الدراجي بحي عيسى بوكرمة، وقفت جريدة «الشعب» على الإقبال الكبير لتلاميذ المدارس، وطلبة الثانويات، والجامعيين رغم أن قاعة المكتبة بها 100 مقعد على أكثر تقدير، إلا أن وجودها في محيط هادئ وتهيئة ملائمة للغوص في الكتب، جعلها تستقطب أعدادا كبيرة من الطلبة ومحبي المطالعة، حتى أنها تستقطب طلبة الماستر لإنجاز البحوث والمذكرات الجامعية.
مدير المكتبة مراد شاوش، الذي له خبرة كبيرة في تسيير المكتبات بدءا بالمركز الثقافي على ثليلاني، والمركز الثقافي أحسن شبلي، أكد أن المقروئية في الوقت الحالي عرفت منحنى تصاعديا، خصوصا لطلبة الثانويات، حيث نجد المتمدرسين بالشعب الأدبية يعتمدون على الكتب الموجودة برفوف المكتبة أما المتمدرسون بالشعب العلمية فيقتصر حضورهم على استغلال الفضاء لحل الواجبات والاعتماد على الكتب الخارجية ويضيف شاوش «أن الاستقبال في الوقت الحالي يتميز بأنه إقبال نوعي حتى في الإعارة الخارجية فالطلب يتزايد يوما بعد يوم، خصوصا من قبل الطلبة الذين هم بصدد إعداد مذكرات وبحوث»، وأشار مدير المكتبة «أن هذه الأخيرة تحصي أزيد من 5 آلاف عنوان في مختلف الميادين والاختصاصات، ويصل طاقة استيعاب قاعة المطالعة زهاء 100 مقعد».
من جانبه، بوصوفة عبد الرزاق صاحب مكتبة بحي ديدوش مراد، يؤكد لجريدة «الشعب» أن القارئ أصبح يعرف ما يريد والكثير من زبائنه يطالبون بتوفير المجلات المتخصصة سواء باللغة الفرنسية أو باللغة العربية مع أن هذه الأخيرة في السنوات القليلة الماضية أصبحت شبه منعدمة، إلا أن أغلب المجلات التي تدخل المكتبة لا تلبث أن تختفي قبل عرضها على الرف وهذا للطلب المتزايد عليها من قبل القراء، أما عن الكتب التي يكثر عليها الطلب يضيف بوصوفة «أن الكتاب المدرسي الخارجي في الصدارة ثم الكتاب الديني مع تزايد الطلب على القصص المتعلقة بالتاريخ من قبل تلاميذ المدارس»، في حين، يرى بن خلاف عبد المالك استاد جامعي ورئيس جمعية ثقافيه أن إقبال المواطنين محدودا، مؤكدا أنه لا يمكن قياس حجم المقروئية من خلال إقبال المواطنين على الكتب، لأن الكثيرين يشترون كتبا ولا يقرؤونها لتبقى وسيلة لتزيين الرفوف في البيوت فقط»، وأضاف «كما أن المطالعة الإلكترونية من خلال الوسائط، كالكتاب الإلكتروني، والمجلة الإلكترونية، حيث برامج الحاسوب تحتوي مكتبات حقيقية، أثرت على المطالعة الكلاسيكية، وأصبحت الكتب متوفرة على جهاز الحاسوب، وبالعديد من المواقع مكتبات ضخمة، تجد ما تريده من الكتب عبر الإبحار في الأنترنت».
تحفة فنية معمارية ومعايير تروق أذواق القراء
للإشارة، تحتضن دار الثقافة محمد سراج، إدارة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مؤقتا، في انتظار استلام مقرها، الذي تعرف الأشغال به اللمسات الأخيرة، والذي يوجد على مستوى حي الممرات، حيث يحتل موقعا استراتيجيا مهما، وتعدّ المكتبة تحفة فنية حقيقية تستجيب للمقاييس والمعايير الدولية ذات لمسة تمتزج فيها الأصالة بالمعاصرة، إذ أنجزت على الطراز العربي الأندلسي بما يتماشى وهوية المدينة العمرانية، بعد أن كلفت الخزانة العمومية 450 مليون دج.
المكتبة تتوفر على العديد من المرافق من بينها قاعة للمحاضرات تتسع لحوالي 400 مقعد من المنتظر أن تجهز بعتاد جد متطور يستجيب للمعايير المعمول بها عالميا وقاعة للعروض وكذا ورشات فنية مختلفة مخصّصة لتنمية أذواق ألأطفال خاصة في مجال المطالعة والإيداع إلى جانب جناح آخر خاص للكبار يشمل قاعات للمطالعة وأخرى للأشغال وفضاء للأنترنت وآخر للإعلام الآلي، زيادة إلى قاعات «الفيديوتاك» والعرض وأخرى لاستقراء الأقراص المضغوطة و»سينماتك»، إضافة إلى أروقة مخصّصة لمختلف المعارض.