يرى الفنّان الكوميدي، ابراهيم لبديوي، رئيس جمعية روسيكادا للفنون الكوميديا، «ضرورة جعل ممارسة المسرح بالمدرسة كما كان في السابق، وأن يمارسه الطفل في مراحل التعليم الأولى، مثل المواد التعليمية كالرسم والموسيقى، وذلك حتى يكون الطفل ملمّا بأبجديات هذا الفن، ومتمكّنا من ممارسته، وبالتالي أحسن جمهور ومتطلّع لأحسن العروض المسرحية».
يعد مسرح الأطفال كما أضاف ذات المتحدث «واحدا من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية الطفل، سيما وأن الطفل يرتبط ارتباطا جوهريا في التمثيل منذ سنوات عمره الأولى عندما كان يحوّل خياله إلى لعب، هو مسرح إيهامي يؤلفه ويخرجه ويمثله الطفل ذاته، لذلك تكون علاقة الطفل بالمسرح علاقة اندماجية، وهنا تكمن أهمية المسرح».
فأهمية مسرح الطفل يقول لبديوي «تكمن في قوة تأثيره على طرق التفكير والاعتقادات والقيم والعاطفة والسلوك لدى الطفل، إضافة لتنمية ذوقه الجمالي والفني وتنمية المهارات واكتشاف مواهبه وقدراته، كما يساهم في بعض الأحيان في علاج حالات الانطواء»، فمسرح الطفل بالنسبة للفنان «يجعل الأجيال الواعية متوازنة فكريا ونفسيا، لامتلاكها مهارات وقدرة كبيرة على تذوق الجمال والتفاعل مع مختلف الفنون».
«مجهودات مبذولة لكن بعيدة عن التّطلّعات»
أما عن سمات مسرح الطفل وخصائصه، التي تجعله مقبولا لدى الطفل، يذكر لبديوي «سهولة الحبكة ومناسبتها لعمر الطفل، وضوح الشخصيات وأدوارها وسماتها الأخلاقية، يجب أن تكون البداية مشوّقة وانتقالات مناسبة والنهاية مفرحة ينتصر فيها الخير على الشر، يتّسم بروح الفكاهة إلى حد مقبول، مراعاة البيئة الاجتماعية، أن يتناسب مع عمر الطفل شكلا ومضمونا».
يوضّح لبديوي أنه بالرغم من المجهودات التي تبذل من أجل تأسيس مسرح للطفل بالجزائر، إلا أن ذلك ما يزال بعيدا عن تطلعات محبي هذا المجال من النشء، كون أغلب المواضيع تتكرر في ظل نقص وفي بعض الأحيان انعدام الوسائل، لأن الأمر الذي يجعل العرض ناقصا من حيث الديكور، الذي يلعب دورا كبيرا في تبليغ رسالة المسرحية بالنسبة للطفل، ويرجع ذلك لعدم الاهتمام بهذا الجانب المتعلق بالطفل، من حيث تدعيم الفرق المسرحية والجمعيات الثقافية الناشطة التي تهتم بهذا المجال». وأضاف: «رغم المجهودات التي بذلها بعض المبدعين في المواضيع المسرحية الموجهة للطفل، إلا أنها غير كافية، ولا تزال الحاجة ماسّة إلى مضاعفة الرصيد، وإلى استقطاب الكتاب الى هذا اللون من الابتداع».