كشف الممثل القدير حمزة ففولي المدعو «ما مسعودة» لـ«الشعب» عن شمولية وثراء المادة السينيمائية المعروضة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان عبر مختلف القنوات التلفزيزنية الجزائرية الوطنية منها والخاصة، إلا أنّ ذات البرامج تبقى في حاجة ماسة الى تهذيب اللمسة الأخيرة لمختلف الأعمال، وهي اللمسة التي يفترض بأن يثريها ذوو الخبرة والتجربة في الميدان،والذين تمّ تغييبهم لسبب أو لآخر.
تأسّف الممثل حمزة فغولي كثيرا للمنحى الذي سلكته الصناعة السينيمائية بالجزائر، والذي أضحى يعتمد بالدرجة الأولى على عاملي المال والمحسوبية دون أيّ اعتبار لعامل الخبرة الذي يعتبر نظريا من أهم العوامل المولدة للأعمال الفنية الناجحة، وحصر الممثل فغولي الأشكال القائم في غياب مفهوم تواصل الأجيال في الأسرة الفنية الجزائرية، مشيرا إلى كون العديد من المنتجين يلجئون الى التمويه، واستعمال تقنيات غير منطقية تماما لإسناد أدوار معينة لفنانين دون سواهم كأن يتم انتقاء فنان في الأربعينيات لتكليفه بدور الجد أو الشخصية المرجعية في المجتمع، وذلك عن طريق تشويه ملامح الوجه إضافة إلى التصنع في طريقة الكلام والتعامل في حين يكون بالإمكان عموما توظيف المناصب المختلفة في الأعمال الفنية وفقا لما يقتضيه الدور من حيث العمر وملمح الوجه والمستوى الفكري والقدرات البدنية وغيرها، وهي عوامل كثيرا ما تّم إغفالها في البرامج الفنية الجزائرية خلال العام الجاري، كما أنّ المخرج أو المنتج أضحى يوظف ضمن أعماله الفنية المقربين منه و الذين يتنازلون عن حقوقهم المالية بدلا من ذوي الخبرة في المجال لحاجة في نفس يعقوب، وليتم تهميش العديد من الأوجه الفنية بعد سنوات من العطاء.
وعن مختلف أنماط وأوجه الكاميرا المخفية التي تعرض بمختلف القنوات قال الممثل فغولي، بأنّها مقبولة عموما باعتبارها تجاوزت مرحلة العنف اللفظي والمادي والمعنوي، وتطرقت في مجملها لمواضيع اجتماعية هادفة على غرار الانتحار والحرقة والتضامن والاهتمام بالمسنين وغيرها، إلا أنّها تبقى مبتورة من اللمسة الفنية المتعلقة بقوة الطرح وانتقاء الألفاظ عموما، أما فيما يتعلق بالمسلسلات الاجتماعية والتاريخية التي تعرض عبر مختلف القنوات حاليا، فقد ثمّن الممثل حمزة فغولي محتواها وطريقة عرضها على غرار «مول الفيرمة» و»الرايس قورصو» و»دقيوس ومقيوس» و»المشاعر» و»بوبالطو» وغيرها باعتبارها تجمع في طياتها جملة من عناصر الاثارة والترفيه والثقافة العامة، إلا أنّ معظم هذه الأعمال تبقى بحاجة ماسة الى التنقيح وتهذيب اللمسة الأخيرة، وكان بالإمكان تجنب تركيز الأعمال غلى المال والمحسوبية بالتوازي مع الاستعانة بذوي الخبرة لإنتاج أعمال في المستوى على غرار ما هو حاصل بكل من تونس و المغرب أين تبذل المؤسسات و الشخصيات المهتمة بالصناعة السينمائية جهودا مضاعفة من أجل اللحاق بالمستوى العالمي، الشيء الذي يبقى محصورا داخل الكواليس بالجزائر أين تغيب ثقافة التواصل بين الأجيال من خلال تغييب القامات و أصحاب الخبرات عن قصد أو غير قصد.