فؤاد جدو، أستاذ العلوم السياسية:

الطّبقة المثقّفة مطالبة بتفعيل دورها لرفع مستوى الوعي الشعبي

إيمان كافي

يعتبر الأستاذ فؤاد جدو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بسكرة، أن إشكالية المثقف والحراك إشكالية مركبة، ويمكن القول بأنها معقدة لأنها تقوم على مستويين اثنين وهما المستوى الأفقي الذي يقسم المثقف الأكاديمي الرسمي، والذي يتحرك وفق الأروقة المخصصة لذلك والمثقف الحر الذي يبدع ويبادر دون التزام بالأطر الرسمية، معتبرا هذا النوع الأخير الأكثر مشاركة في عملية التغير من خلال دوره ككاتب وشاعر ورسام.
أبرز المتحدث أن المثقف الحر ضمن سياق هذا المفهوم غير ملزم بالقيود التي فرضها النظام السابق، في حين أن المثقف الأكاديمي والذي يحسب على النخبة نجده يلتزم بالأطر البحثية والجامعية والفضاءات المخصصة،لذلك وهو يقوم بدور أساسي في عملية توعية المحيطين به أو من خلال وسائل الإعلام التقليدية والجديدة والتي تعطي بعدا آخر في توجيه الرأي العام أو تقديم حلول ووصفات جاهزة من الأزمة.
أما على المستوى العمودي فإنّنا نجد المثقفين من هم ملتزمون بمواقعهم الإدارية، إلى جانب أن البعض كان يحسبهم من المؤيدين للعهدة الخامسة، وهنا نجد تراجع عددا منهم عن الأضواء نتيجة لمواقفهم ومنهم من صحح مساره وموقفه تماشيا مع الحراك الشعبي، كما ذكر المتحدث.
ومن هنا أوضح أنه من المؤكد أن الحراك الشعبي الحالي قد أعطى زخما كبيرا لتفعيل المؤسسات الثقافية خاصة ولتكييف برامجها في ظل المكاسب المحققة من حرية تعبير وتحويل الفضاءات الثقافية إلى فضاءات متنوعة.
وفي كل الحالات - يضيف - نجد أن المثقف على عاتقه مسؤولية كبيرة للدفع بسلمية هذا الحراك ووضع مساره في الإطار المناسب من خلال وظائف عديدة، أهمها التوعية والمبادرة والتوجيه وتقديم الحلول.
كما يجب حسب الأستاذ فؤاد جدو تأطير الفعل الثقافي كالمسرح وفتح المجال فيه والسينما أيضا من أجل إعطاء نفس جديد لجيل جديد يروج للجزائر خاصة أن المثقف الآن عليه أن يكتب ويؤرخ لكل لحظة يعيشها الشعب الجزائري كما تعتبر هذه فرصة أيضا لأصحاب الريشة والألوان ليبدعوا ويتألقوا كل هذا يصب في إطار انعكاس الحراك على المثقف وحركية الإبداع في الجزائر من خلال عملية التأثر والتأثير.
ورغم ذلك يعتبر ذات المتحدث أنه وحسب رأيه الشخصي فإن المثقف لا يزال لم يصل بعد إلى ما هو مطلوب وهذا أمر تدخل فيه عوامل عديدة لكنه يبقي جزءا أساسيا في عملية التغيير السلمي لأن المثقف له وعي من قبل أيضا، مشيرا إلى أن هناك مثقفون ينتمون إلى السلطة السابقة وهؤلاء منهم من راجع موقفه ومن لا يزال وفق قناعاته والآخرون كانوا يكتبون ويناضلون للتغيير، لكن عليهم الانخراط أكثر فأكثر في الحراك من خلال الكتابة والتوعية وتقديم الأفكار والتصورات خاصة مع بداية الانفراج وتراجع سلطة الرقابة والتوجيه.
وفي إجابته عن مدى مساهمة توسيع نطاق الحريات في انفتاح مجال العمل الإبداعي، أكد الأستاذ فؤاد جدو أن أحد أهم مكاسب الحراك الشعبي هو فتح الباب أمام المزيد من الحريات وكسر باب الخوف، هذا الأخير الذي يعد أهم عامل لإطلاق المبادرات، معتبرا أن الأمر يبقى بيد الطبقة المثقفة ومستوى تفاعلها وكيفية تفعيل دورها من خلال الدورات والورشات وحلقات النقاش والإسهام في الكتابة ورفع الوعي الشعبي، وهذا هو دورها كل حسب تخصص.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024