الكلمة للبراءة..

حين تصبح الروايات الأجنبية.. البديل

عنابة: هدى بوعطيح

«من الصعب أن تخاطب عقول الصغار» كلمة يتفق عليها الكثير من الأدباء والقاصين، إلا أن أغلبهم ينتهجون هذا المسار، ويسترسلون في الكتابة لهذه الفئة بالرغم من أنهم يعتبرونها مغامرة قد تنجح وقد تخيب، حيث يفرض الأدب الموجه إلى هذه الفئة العمرية الخضوع إلى العديد من الضوابط، أهمها الأسلوب السلس واللغة السليمة الهادفة، والتي تعتبر نبض القصة التي يرغب فيها الصغار.

أدب الطفل في الجزائر، وكما جاء على لسان العديد من الأدباء يكاد يكون مغيبا على الساحة الثقافية، فبالرغم من ظهور شخصيات لامعة كتبت له، إلا أنه لا توجد هناك أسماء مختصة في هذا المجال، في الوقت الذي كان فيه على الأدباء والكتاب إعطاء الأولية لهذه الفئة التي تمثل المستقبل، وهي بحاجة إلى ما ينمي قدراتها العقلية والعلمية، والتي يصنعها كتاب ومثقفون بإصداراتهم سواء في المجال الأدبي أو التخصصات الأخرى العلمية والثقافية.
أطفال يجولون بين مكتبة وأخرى
الاهتمام بالطفل في سنوات الثمانينيات والتسعينيات كان على أوجه مقارنة بسنوات الألفينيات، نذكر منها مساهمة وزارة الاتصال والثقافة سنة 1996 في تنظيم مسابقة خاصة بأدب الأطفال، حيث اهتمت بهذا النوع الأدبي، وبكل من يكتب للطفل سواء من القاصين أو الشعراء، لتغيب هذه المبادرة دون أي أسباب تذكر، ومن هنا يمكن القول، أن ما يُكتب اليوم قليلا، في ظل تراجع الأقلام التي تهتم بهاته الفئة، بسبب انعدام التشجيع المادي والمعنوي.
ليبقى الطفل يبحث عن ما يلبي نهمه للمطالعة والقراءة يجول بين مكتبة وأخرى عله يجد ما يرغب فيه، وفي هذا الصدد يقول «محمد الطاهر سليماني» تلميذ في السنة الثانية متوسط، إنه لا يمكن الإنكار بأن هناك كتب وإصدارات أدبية موجهة للأطفال متواجدة بالمكتبات، إلا أنها لا تلبي تطلعات أغلب من هم في سنه، فأغلبها قصص موجهة للصغار والمبتدئين، في حين ـ يقول ـ إن الفئة التي تتعدى الـ12 سنة، يصعب عليها إيجاد قصص أو روايات تخاطب عقولهم، وهو ما يجعله يقتني الروايات الموجهة للكبار، حيث يجد في بعض الأحيان صعوبة في مواكبة أحداثها، مشيرا إلى أنه محب جدا للمطالعة، ويفضل حاليا قراءة روايات أحلام مستغانمي كونها قريبة للفهم، أو روايات بوليسية.
وهو ما ذهبت إليه «أمينة سولاف»، البالغة من العمر 15 سنة، وجدناها في إحدى المكتبات تبحث عن كتاب يساعدها في مجالها الدراسي، وحين سألنها عن الإصدارات الأدبية، أكدت لنا أنها من محبي المطالعة، لا سيما القصص والروايات العاطفية، مشيرة إلى أنها تكاد تنعدم باللغة العربية وهو ما يجعلها تبحث عنها لدى الأدباء الأجانب سواء باللغة الفرنسية أو الانجليزية، وقالت بأن هناك روايات لكبار الأدباء لا يمل أحد من مطالعتها، حتى وإن تعدت صفحاتها الـ500، حيث شاطرتها الرأي مرافقتها التي طالبت بضرورة الاهتمام أكثر بأدب الطفل وتوفير إصدارات لهذه الفئة، على اعتبار أنها تساهم في زيادة الوعي لديه، مطالبة بوضع الروايات الجزائرية والقصص بين أيدي الأطفال، على أن يبحث عنها لدى الروائيين الأجانب والتي قد تُسهم ـ حسب المتحدثة ـ في اكتسابه لمعارف دخيلة عن عاداته وتقاليده.
على وسائل الإعلام الاعتناء بأدب الطفل
«محمد أمين» و»أريج» شقيقان في سن السابعة والثامنة وعلى غرار محدثينا السابقين، فإن والدهما يمتعهما بقصص رائعة، مشيران إلى أن أغلبها من المكتبة الخضراء، حيث لا يتوانون في قراءتها كلها ومطالبتهما بالمزيد منها، وفي هذا الصدد أكد والد الطفلان أن المكتبة الخضراء تعد من بين دور النشر التي ما تزال تقدم للأطفال قصصا وكتبا متنوعة تُعنى بالكاتب الصغير، منها قصص تربوية وترفيهية، كتب شبه مدرسية، والتي من شأنها أن تخلق وتنمي روح المطالعة لدى جيل المستقبل..
وأشار والد الشقيقان إلى أن الطفل بحاجة اليوم إلى مزيد من الإصدارات التي تنمي قدراته الفكرية وتساعده على اكتساب المعارف، وتُسهم في تنشئة ثقافية سليمة لجيل الغد، مؤكدا في ذات السياق على دور وسائل الإعلام، على غرار التلفزيون في تخصيص برامج أدبية للطفل، أو أن تفرد الجرائد صفحة للبراءة تُعنى بأدبه، على أن نبقى ـ يقول ـ ننتظر فقط ما تجود به علينا المكتبات.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19547

العدد 19547

الأحد 18 أوث 2024
العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024