اعتبر مدير المسرح الجهوي لولاية معسكر أحمد خوصة أن هناك طاقات كبيرة وجمعيات مهمة تنشط في ولايات الجنوب الجزائري، من بينها جمعيات شبابية موجودة مثلا في كل من الأغواط، ورقلة وتقرت وبسكرة لكنها تفتقر للعمل التقني وفي حاجة لتأطيرها من أجل تكوين جيد يتطلّب توفر الخبرات الفنية من جهة ويستدعي كذا توفير عتاد وتجهيزات تقنية من أجل إنتاج أعمال فنية ذات جودة عالية.
اكد المتحدث، أن إنشاء مسارح جهوية في هذه المناطق أضحى ضرورة ملحة من أجل دعم حركية العروض المسرحية بالجهة بالنظر إلى أن هناك العديد من المواهب في ولايات الجنوب الجزائري التي تنطلق من خلال فرق وجمعيات محلية تبقى الاستمرارية بالنسبة لها صعبة، بل أن الكثير منها آيلة للزوال في ظلّ انعدام الإمكانيات المادية لتغطية مصاريف العروض ومصاريف التنقل من أجل تقديم العروض، خاصة بين ولايات الجنوب التي تعاني من بعد المسافات فضلا عن إنتاج العروض الذي يتطلب توفر قاعات مختصة فقط في العمل المسرحي ومجهزة تقنيا للأداء المسرحي.
وأوضح الأستاذ أحمد خوصة، أن البعض من الأعمال المسرحية التي يتم إنتاجها محليا تبقى أعمالا متوسطة المستوى وغير مهيكلة نظرا لنقص الإمكانات والتكوين الذي يتطلّب الرسكلة والاستمرار على مدار السنة وبتأطير تقني احترافي من جهة وغياب الإمكانيات المادية من جهة أخرى، مما يستدعي إطلاق ورشة مفتوحة للتكوين الفني وانجاز أعمال تكون نتاج تكوين بولايات الجنوب وهي عوامل تبقى مساعدة على تقديم مشاركات نوعية على خشبة المسرح الوطني عبر مختلف المحافل على غرار أيام مسرح الجنوب بالمسرح الوطني.
الحاجة ماسة إلى دعم مواهب الجنوب ماديا ومعنويا
وبهذا الصدد اقترح المتحدث تخصيص دعم خاص بفرق الجنوب بأظرفة مالية إضافية على فرق الشمال وهذا لأسباب تتحدّد في قلة الإمكانيات وبعد المسافات لتوزيع العروض جنوب جنوب وجنوب شمال والمشاركة في المهرجانات الكبرى الخاصة بالمسرح لدعم الطاقات والمواهب الموجودة بهذه المناطق ومن أجل التسويق للعروض المسرحية الخاصة بفرق الجنوب، وحتى تتمكن هذه الفرق المسرحية من الاستفادة من استغلال المسارح الجهوية المجهزة والتي تتوفر على قدرات وخبرات تقنية واحترافية من أجل تأطير الأعمال المسرحية والاستفادة من التكوين الاحترافي في الوقت ذاته، مشيرا إلى أن الدولة هنا مطالبة بإيلاء الاهتمام والعناية اللازمة للفرق المبدعة لتأطير أعمالها الفنية والاستفادة من تربصات مغلقة في هذا المجال.
وأضاف بهذا الصدد، أنه من أجل دعم حركية فن المسرح في ولايات الجنوب فإن فرق المسرحية والجمعيات الناشطة في هذا المجال مطالبة بالبحث عن طريقة من أجل التوصل إلى الحصول على دعم من طرف الدولة وحتى الشركاء والفاعلين الاقتصاديين من أجل تسهيل تنقل المبدعين من ولايات الجنوب نحو مسارح جهوية وإلى المسرح الوطني والمشاركة في دورات فنية، حتى تتاح الفرصة للشباب المبدعين لتبادل الأفكار والخبرات والاحتكاك بفرق أخرى ناشطة عبر الوطن وكذا لتعزيز حركة المسرح المتنقل عبر الولايات سواء من الجنوب نحو الجنوب أو من الجنوب نحو الشمال.
المسرح الجهوي بمعسكر أنتج 24 عرضا
وفي إجابته عما يقدّمه مسرح معسكر الجهوي للمشهد الثقافي ومساهمته في إنتاج العروض المسرحية، أوضح مدير المسرح أن المسرح الجهوي لمعسكر أنتج أكثر من 24 عملا مسرحيا منذ نشأته، وفي هذه السنة تمّ فتح المسرح الجهوي الذي ينتظر أن يساهم في تقديم العديد من الأعمال المميزة مستقبلا، مشيرا إلى أن الفرق المسرحية المحلية تتلقى الدعم حسب ما هو متوفر وما هو موجود، كما تحظى بجولات فنية لتقدم مختلف العروض وبالرغم من الإمكانيات المادية المحدودة للمسارح الجهوية والصعوبات الكبيرة التي تعترضها لإنتاج الأعمال المسرحية، إلا أن المسرح الجهوي لولاية معسكر لديه إنجازات مهمة، حيث تحصّل على الجائزة الثالثة في المهرجان الدولي بالأردن عن مسرحية كارط بوسطال كأحسن عرض متكامل في مهرجان المسرح الفكاهي بالمدية وأحسن عرض متكامل في المونودرام عن عرض «طرازان» في الأيام المغاربية للمسرح بالأغواط، بالإضافة إلى أحسن سينوغرافيا في المهرجان الوطني المحترف سنة 2019، وأحسن عرض متكامل في المهرجان الوطني المحترف سنة 2013.