بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمسرح باعتباره الفن الرابع ضمن قائمة الفنون التي تسود في المعمورة، كانت لـ«الشعب» هذه الدردشة القصيرة مع الأديبة والروائية الجزائرية، عائشة بنور، تحدثت فيها عن رؤيتها لهذا الفن وأهميته وهدفه، خاصة في التجربة المسرحية الجزائرية.
في البداية، شاءت الأديبة أن تذكر بمسرحيات شهيرة في مشهد الركح الوطني مثل: «غابوا الأفكار » و مسرحية «عالم البعوش» والقافلة تسير، هذه الأخيرة التي ترى الأديبة، انه كان لها وقع خاص ومؤثر في نفسية المشاهد، فمن ينسى، حسبها ،» نوارة بنتي» هذه اللازمة التي نردّدها بكثير من الحزن والألم، ألم الفقد، هذه البكائية للراحل عزالدين مجوبي مازالت الذاكرة وذاكرة خشبة المسرح تتذكرها، يرّن صداها على ركح المسرح الجزائري إلى اليوم.
وعن التجربة الجزائرية في هذا الفن، تقول عائشة بنور، انها تجربة ثرية ومميزة عاشها المسرح الجزائري، وذاكرتنا حبلى بأسماء عريقة أمثال: عبد الرحمان كاكي، محمد بن قطاف، زياني شريف عياد، عبد القادر علولة، ونجمة المسرح، المرأة الثائرة صونيا التي تركت بصمتها في «قالوا العرب قالوا»، ودليلة حليلو.. الخ.. ، وهي أعمال خالدة في سجل أبي الفنون، مازلنا كجمهور ذواق ومتعطش لمثل هكذا أعمال في المستقبل.
وعن مكانته تقول بنور، أن المسرح الجزائري له مكانة في المجتمع،ويلعب دورا مهما في التثقيف والتوعية، إذ يعـدّ المسرح بأشكاله (الناطق والصامت) تعبيرا عن واقع المجتمع، آلامه وأماله، وطموحاته، تصـوير الواقع بشــــكل فني يتطلّب مهارة في التمثيل وعفوية في الأداء، والإلقاء والنطق والموسيقى والملابس والديكور،كل هذه المواصفات كي يستحوذ الممثل البارع على عين المتلقي، ولفت انتباهه وتركيزه على الفكرة.
وبخصوص دوره في المجتمع، ترى المتحدثة أن دور المسرح هو إثراء الحركة الثقافية عموما في الجزائر، بالإضافة إلى إسهامه في عملية تكوين الأجيال الشابة الواعدة على واقع جديد، من خلال الانفتاح على الآخر، والاحتكاك بالتجارب المختلفة سواء العربية أو الأجنبية، والتعرّف على ثقافتها وهويتها وتراثها وقاماتها وتبادل الخبرات.
وترى الأديبة، من جهة أخرى، أن المسارح الجهوية في بلدنا أثبتت جدارتها في خلق نماذج مسرحية مهمة لها صيتها، وذات مستوى عال، رغم قلّة الإمكانات المادية المتاحة، كانت نافذة نقدية مفتوحة على الواقع المعاش بكل سلبياته وايجابياته.
وعن ملاحظاتها وتوجيهاتها للقائمين على هذا الفن، تقول عائشة بنور: ما أعيبه على القائمين أو الجهة الوصية غياب مجلة المسرح المهتمة بوضعية المسرح ومكانته ورواده، وأخيرا، وما أتمناه وأدعو إليه هو الاهتمام بالنشاطات الثقافية المدرسية، والتي غيبت منذ بداية التسعينيات، الإهتمام بالركح المدرسي، وفتح المجال أمام الموهوبين في المدرسة، حتى يكتسب الطالب المهارات التي تعزّز ثقته بنفسه من خلال الأداء والتعبير بحرية، ورفع مستوى الثقافة النقدية في المجال الاجتماعي والسياسي والثقافي.. وكذلك اقتباس نصوص من الروايات والقصص التي يمكن أن تجسّد على خشبة المسرح، من أجل تطويره واستمراريته، مسرح قائم بذاته.