تعتقد أستاذة الأدب العربي بجامعة عين تموشنت، صليحة براهمي، أن الترجمة في بلادنا ما تزال تمشي عرجاء، وليس هناك أي مجهود حقيقي في هذا المجال، ليس في الأدب فقط بل في باقي النتاجات العلمية والفكرية التي تنتج في العالم، لأن دول العالم المتقدم تجدها في سباق حقيقي نحو أي كتاب يصدر بغية ترجمته سواء في الأدب أو في العلوم الإنسانية أو العلوم الأخرى.
وبالتالي ترجمة الكتاب في الخارج تنطلق من اعتباره سلعة والسلعة ترافقها الدعاية والترويج، لذا فالعمل الذي يصدر إلى العالم يتوقف على نشاط آخر يأتي من بعده وهو عمل المترجمين، فالمفروض في صالون مثل هذا كغيره من صالونات الكتاب التي تقام في باقي الدول وجود متربصين بالكتاب حتى تتمّ ترجمته، لاسيما الأعمال التي لها صدى من حيث البيع أو النقد، أما في الجزائر فيحدث تماما العكس، حيث يعمل الكاتب على كتابة عمله وفقط دون مراعاة عامل الترجمة الذي يزيد من قيمته.
وبخصوص الجزائر، ترى الأستاذة أن الترجمة في الجزائر لا تزال متعثرة لأنها لم تحقق ما تصبوإليه، منذ سنوات كثيرة، أين تحاول فيها الوزارة المهتمة ذلك عن طريق المعهد العالي للترجمة، وكذلك بالإضافة إلى جهود بعض المترجمين الجزائريين الذين يحاولون إعادتها إلى الواجهة بعد سيطرة الترجمة الأجنبية عليها، ومن هؤلاء محمد ساري، سعيد بوطاجين وجيلالي خلاص، ومحمد بوطغان، والذين ترجموا العديد من الأعمال الأدبية الأجنبية، فهؤلاء رغم محاولاتهم العديدة في هذا الباب، إلا أن جهودهم باءت بفشل نسبي، وهو ما لم يسمح للترجمة من تحقيق مكانتها على مستوى الأدب الجزائري، وفي السياق يترجم الأدب الجزائري خارج الحدود باعتبار أن من يترجم يعرف بأن أعمالنا مطلوبة في القراءة، مثلا «روايات ياسمينة خضرا» المطلوبة في العالم العربي.
وعن معهد الترجمة، قالت الأستاذة، أنه لا نستطيع أن نتكلّم عن معهد، ونقول ماذا حققت الترجمة في الجزائر من خلاله، لأن المعهد في نشأته وهذا تقليل فيما حققه المعهد من إنجازات مميزة، لأنه كان شريكا في مختلف التظاهرات التي احتضنتها الجزائر، وترجم ما يقارب 120 كتاب كما ترجم كتب أخرى متعددة، ناهيك عن دفعات الطلبة التي تخرجت منه إلى غاية السنة الجارية، لذلك هو يقوم بأشياء لكن يمكن أن تكون أعمال كبيرة لواتيحت له الإمكانيات بشكل أفضل.وفي خصوص بقاء الأدب الجزائري يترجم خارج الوطن، أترى بأنها مسألة حسابات تجارية، لأنه من السهل أن تترجم في لبنان، لأن نتيجة العمل تكون أرخص بكثير، لذلك أقر بالحسابات الموجودة على الجانب التجاري للعمل بين دور النشر، المترجم والمؤلف، ناهيك عن الأخطاء الشائعة التي تحدث في ترجمة الانتاجات الأدبية.
وتخلص المتحدثة إلى أن الطريق مازال شاقا، وتقف حواجز كثيرة أمام الأدب الجزائري ليترجم إلى اللغات الأجنبية، والمهمة ليست ملقاة على الأدباء الجزائريين فقط، بل على الأدباء المترجمين الأجانب، وليتحقّق ذلك لا بد من إنتاج أدبي ذي مستوى رفيع وعالمي يرقى ألى مصاف الأدب العالمي الإنساني، وأمل كل المثقفين الجزائريين الوصول الى العالمية عن طريق الترجمة، وعلينا تشجيع هذا الميدان في كلياتنا بالجامعات.