مدير «دار نوميديا» عبد الفتاح رغيوة:

السر في البحث عن الشّهرة خارج الوطن

قسنطينة: أحمد دبيلي

الكتاب الجيّد يطبع في أي مكان ويجد سبيله بسهولة إلى القارئ

من جهته وفي نفس السياق، أكّد لـ «الشعب» عبد الفتاح رغيوة، مدير «دار نوميديا» للنشر والتوزيع بقسنطينة، على أن بعض المؤلفين والكتاب الجزائريين الذين يلجؤون الى دور النشر الأجنبية لطبع مؤلفاتهم تدفعهم الى ذلك نية البحث عن الشهرة والترويج لمنتوجهم، والمشاركة به في المعارض الدولية، وهم في الحقيقة يعتقدون خطأ بأن هذه الدور الأجنبية هي من تصنع اسم الكاتب وليس محتوى ومضمون الكتاب في حد ذاته؟ ويضيف رغيوة  بأن بعض الكتاب الجزائريين ومنهم من الأسماء التي لها مكانتها داخل الوطن وخارجه، وقعوا ضحية هذه الدور التي استولت على الحقوق المادية لهؤلاء المؤلفين، ولم يحصلوا في الأخير إلا على عدد قليل من كتبهم كمقابل لحقوق المؤلف ليس غير؟ في حين لم يتحصل البعض الآخر على حقوقه وهذا الوضع هو في حد ذاته مجازفة يتحمل المؤلف الجزائري تبعاتها؟
وعن النشر ودور النشر في الجزائر وعلاقتها بالكتاب الجزائريين، يقول مدير «دار نوميديا»، بأن الناشرين الجزائريين يختلفون فيما بينهم في التعامل مع مواضيع الكتب التي تنشر فهناك من الدور من تختص في نشر الكتب الأدبية وتروج لها، ودور أخرى لا تتعامل مع هذا النوع بل تفضل أصنافا أخرى كالكتب العلمية وغيرها، وهذا حسب متطلبات السوق وتوجه القراء. ويضيف محدثنا بأن الدور الجزائرية تساهم في الوقت الراهن بقسط كبير في الترويج للكتاب وصناعة إسم المؤلف، خاصة إذا كان محتوى الكتاب جيد فالكتاب أو المؤلف «الجيد» يطبع في أي مكان ويجد طريقه بسهولة الى القارئ، وفي نفس السياق يضيف المتحدث، بأن جيل الناشرين الجزائريين في القطاع الخاص ــ بعد أن كان هذا القطاع حكرا على الدولة في السابق ــ أصبحوا اليوم يجيدون فن الطباعة والترويج للمنتج الجديد قصد إيصاله الى القارئ، كالإشهار والبيع بالتوقيع والمعارض المختلفة، مشيرا في الأخير بأن تدني مستوى المقروئية في الجزائر وحتى في العالم هو ما جعل الكتاب لا يلقى الرواج الذي كان يتمتع به في السابق؟
وبخصوص الوسائط الالكترونية التي فرضت نفسها في مجتمعاتنا الحديثة كـ «الفيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، قال عبد الفاتح رغيوة: «صحيح أن هذه الوسائط أضحت كارثة عالمية يحسب لها ألف حساب، لكن هناك جمعيات عبر العالم قامت لتحارب مثل هذه الوسائل التي قضت على الكتاب وساهمت في تدني مستوى المقروئية، لكن ومن المؤسف حقا أن الكتاب الإلكتروني في حد ذاته لا يلقى الرواج المنتظر على حساب الكتاب الورقي بل أن القراء يعدون على الأصابع اليوم أمام التقدم التكنولوجي الهائل فهذا هو مرض العصر؟». ويؤكد محدثنا في الأخير على أن استحواذ هذه الوسائل التكنولوجية على العقول لها ايجابياتها وأيضا سلبياتها، بل أن تراجعا لهذه الوسائل بدأ يلوح في الأفق بأن هناك عودة أكيدة للكتاب من جديد، وتنامي نسبة المقروئية من جديد بين أفراد المجتمع.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024