يرى الكاتب المسرحي عبد الهادي دحدوح، من خلال الحديث الذي جمعه بـ «الشعب»، أن المسابقات والجوائز تعتبر متنفّسا للمبدعين وفرصة حقيقية لتقييم أعمالهم، شريطة أن تثبت مصداقية الهيئة المنظمة للمسابقة والمانحة للجائزة، وهذا بالرغم من ندرة هذه المبادرات، في الوقت الذي تنصلت فيه المؤسسات الثقافية من دورها في استيعاب واحتواء المخزون الثقافي وتعداد المبدعين بمختلف توجهاتهم.
عرج عبد الهادي دحدوح في مقتضب حديثه على واقع البيئة المحلية التي تعد غنية بالموروث المادي واللامادي، المستمدّيْن من الذاكرة الشعبية، واللّذيْن يرى أنّهما يشارفان على الاندثار بفعل الإهمال واللامبالاة، وعدم وجود اهتمام جاد من المسؤولين على الثقافة، الشيء الذي أوجب على المثقف أن يتحول إلى مؤسسة لخلق فضاءات للتوعية وتنوير العقل، والبحث عن حلول مبتكرة، نلمسها مؤخرا عبر ربوع الوطن من قبل مثقفين محترفين في شكل مقاهٍ أدبية ومسابقات ثقافية، تحتفي بتحرر الفنان من قيود المؤسسة الثقافية التقليدية، ومنه تسعى إلى احتواء وتطوير هذا المخزون.
وأكد كاتب مونودرام «نوري» أن المسابقات والجوائز مهمة وتقدم خدمة كبيرة للمبدعين، خاصة إذا كانت مبتكرة وأهدافها أبعد من التقييم وتمويل الأعمال الفائزة، مطالبا بأن تصبح هذه الأعمال المشاركة كمكتبة ومخزون قيم يتم الرجوع له بعد إتاحته للباحثين والاشتغال عليه بجد.
في نفس السياق، أبدى المتحدث استحسانا كبيرا للمسابقات الإلكترونية واصفا إياها بالحل السحري، نظرا لوجود مجموعة من المشاكل التي تواجه المبدع والمثقف، على غرار صعوبة التنقل والإقامة وغيرها من الصعوبات التي من الممكن أن تعيق المبدع في إبراز إبداعه، مما يجعل هذه المسابقات فرصة لتحفيز وتقييم المشاركين لأنفسهم ومنه تطوير ما يقدمونه في المناسبات القادمة، خاصة إذا اشتهرت المسابقة بالمصداقية ومشاركة وجوه ثقافية وإبداعية معروفة.
في هذا الصدد، عبّر دحدوح عن عدم رضاه عن أغلب المسابقات المنظمة في الجزائر، والتي يرى أنها دائما ما يتم فيها إقصاء الأسماء الصاعدة حتى في حالة تقديمها لأعمال جيدة، في حين يتم انتقاء الأسماء المشهورة وطنيا حتى إن تواضعت أعمالها، ما يجعل هذه المسابقات تفتقد إلى الاعتراف الإقليمي أو حتى الدولي، على غرار نظيراتها في دول أخرى.